مع قدوم المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط ، جورج ميتشل، الى المنطقة, باتت مسألة مستقبل علاقات اسرائيل مع حليفها الاميركي، في صلب المعركة الانتخابية الاسرائيلية ، اذ تتنافس الاحزاب على تقديم نفسها كافضل محاور ممكن للرئيس باراك اوباما. ويلتقي المبعوث الخاص للشرق الاوسط ، غدا الاربعاء ، بعد ايام على تعيينه ، الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، في رام الله بالضفة الغربية، وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية انه سيجتمع ايضا برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في القدسالمحتلة . وقبل حوالى اسبوعين من الانتخابات التشريعية, حجبت مسألة العلاقات مع باراك اوباما ، الذي وعد بسياسة ""نشطة"" من اجل تحقيق السلام, النقاش حول حصيلة الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة. واختارت زعيمة حزب «كاديما» الحاكم (وسط اليمين) ، تسيبي ليفني ، شن هجومها على خصومها من هذه الزاوية ، في محاولة لردم الهوة التي تفصلها عن بنيامين نتانياهو (ليكود, يمين) الاوفر حظا للفوز في الانتخابات ، حسب استطلاعات الرأي. وقالت وزيرة الخارجية ""اذا قرر رئيس الوزراء المقبل ايقاف عملية السلام، ظنا منه ان الاسرة الدولية ستقف خلفه, ستحصل مواجهة مباشرة مع الولاياتالمتحدة خلال عشرين ثانية"". وكانت ليفني ادلت بتصريحات مماثلة ، اشارت فيها بشكل واضح الى ""حكومة يمينية متطرفة برئاسة نتانياهو"". وقالت ""في الفترة التي كان فيها نتانياهو في السلطة (بين1996 و1999 ), تراجعت العلاقات مع الولاياتالمتحدة (برئاسة الديموقراطي بيل كلينتون) الى ادنى مستوياتها"". وتتوقع اخر استطلاعات الرأي فوز «الليكود» ب28 او29 مقعدا من اصل120 في الكنيست (البرلمان الاسرائيلي), مقابل24 او25 نائبا لكاديما. من جهة اخرى, اكدت ليفني ان حزبها على توافق مع الادارة الاميركية. واعتبرت ان زيارة ميتشل ""ايجابية لانها في انسجام مع الخط السياسي الذي تتبعه الحكومة الحالية المؤيدة لفكرة قيام دولتين لشعبين"". وكان ميتشل وضع تقريرا، نشر عام2001 ، بعد ثمانية اشهر على بدء الانتفاضة, اوصى فيه بوقف حركة الاستيطان ، بما في ذلك ""النمو الطبيعي"" للمستوطنات القائمة. ورد مسؤولو «الليكود» على ليفني ، في تصريحات اوردتها صحيفة «هآرتس»، فاعتبروا ان حملة «كاديما» تثبت ان هذا الحزب ""محاصر"" ، واكدوا ان نتانياهو سيكون افضل محاور للاميركيين. وقال احد المقربين من نتانياهو، انه ""سيعمل بشكل جاد من اجل تحسين الوضع الاقتصادي والامني"" في الضفة الغربية. وانضم وزير الدفاع ، ايهود باراك، زعيم حزب«العمل» (وسط يسار) الى المعركة ، مؤكدا ان ""حكومة برئاسته ستلقى يدا ممدودة من قبل الاميركيين"". واقر كاتب الافتتاحية في «يديعوت احرونوت», كبرى الصحف الاسرائيلية, بان الادارات الاميركية في الماضي ""لم تتردد في التدخل في الحملات الانتخابية الاسرائيلية"". وكتب ""هل ان ادارة اوباما ستسارع الى مساعدة ليفني وباراك في التصدي لنتانياهو (..)؟ هذا شبه مؤكد"", مضيفا ان المسؤولين ""يودان ان تلتقط صورة لهما مع اوباما اذا امكن, او على الاقل مع احد وزرائه الرئيسيين"". لكنه رأى ان قرب موعد الانتخابات يجعل ""مثل هذا التدخل مستحيلا"".