استاضفت قناة مدي1 تيفي الأخ الدكتور عبد الجبار الرشيدي عضو اللجنة المركزية لحزب الاستقلال ، ضمن برنامج " ملف للنقاش" الأربعاء 28 شتنبر 2016، حيث تناولت الحلقة استعدادات الأحزاب السياسية الوطنية و على رأسها حزب الاستقلال ، لاستحقاقات السابع من أكتوبر ، و البدائل التي جاءت بها عبر برامجها الانتخابية لتقديم أجوبة شافية لعموم المواطنين بعد استفحال الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية التي تسبب فيها سوء تدبير الشأن المحلي . و قال الأخ عبد الجبار أن حزب الاستقلال يعي تماما أن انتخابات 7 أكتوبر تشكل بالنبسة إليه ، لحظة سياسية فارقة و أساسية في المسار الديمقراطي ببلادنا ، وهي محطة أساسية لاستكمال البناء الديمقراطي وتقوية المؤسسات الدستورية، و ترسيخ الحريات العامة و تعزيز دولة الحق والقانون و القطع مع وضعية الانتقال الديمقراطي التي عمرت ببلادنا طويلا، بترسيخ نموذج ديمقراطي حقيقي. وعلى المستوى الخارجي يضيف الأخ الرشيدي فإن بلادن تواجه عدة تحديات خارجية أهمها ما يحاك من مؤامرات خارجية ضد وحدته الترابية، والوحدة الوطنية بصفة عامة . لذلك يضيف الأخ الرشيدي أن الظرفية الراهنة ، في حاجة إلى انتخابات تقوي الجبهة الداخلية الوطنية للدفاع عن المصالح العليا لبلادنا ، مشيرا إلى أن ما ينبغي أن ينتصر في هذه الانتخابات هو الوطن ، هي الديمقراطية ، بعيدا عن المصالح الحزبية الشوفينية الضيقة . وأشار إلى أن حزب الاستقلال يقود حملة انتخابية نظيفة، من خلال الحوار مع المواطنين و الاستماع لمشاكلهم ، وكذا شرح وبسط الطروحات التي يقدمها الحزب انطلاقا من برنامجه الانتخابي الذي جاء ، ومقارعة الفكرة بالفكرة والحجة بالحجة ، بعيدا عن دغدغة عواطف المواطنين، ويقدم برنامجا طموحا وواقعي معزز بالأرقام والمؤشرات في احترام تام لذكاء المواطنين، والذي يهدف من خلاله الحزب إلى تحقيق الكرامة للمواطنين،من خلال الشعار الذي رفع الحزب في هذه الانتخابات وهو " العاقد من أجل الكرامة" وهو ما سيجعلنا نتصدر الانتخابات التشريعية المقبلة . و لاحظ الأخ الرشيدي أنه بعض الأحزاب الأخرى لجأت إلى التراشق والصراع الشخصاني، عوض اللجوء إلى تقييم السياسات العمومية وطرح الأفكار والبرامج، وأضاف أن النقاش العمومي على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي ، يطبعه ''تدافع شخصاني ''الذي سينعكس شكل سلبي على العملية الانتخابية برمتها ، مضيفا أن حزب الاستقلال يخوض حملة انتخابية نظيفة عبر. وعن الوضعية الداخلية للحزب ، أكد الأخ الرشيدي أن حزب الاستقلال اليوم جبهة سياسية موحدة وقوية، وانه أدار خلافاته السابقة بالحوار البناء،وأقام مصالحة داخلية صفق لها جميع المناضلين . وعن برنامج حزب الاستقلال قال الأخ الدكتور عبد الجبار الرشيدي أن برنامج الحزب تم إعداده بتعبئة أطر وكفاءات الحزب ، حيث تم عقد لقاءات محلية في جميع فروع الحزب ساهم فيها أطر الحزب على المستوى الترابي وتنظيمات وهيآت الحزب ، ثم عقدت لقاءات جهوية في مختلف جهات المملكة ، قبل أن يتوج بلقاء وطني ، كان محصلة عمل الحزب لمدة سنة ، قدم فيه البرنامج الانتخابي للحزب. وأوضح أن البرنامج منتوجا خالصا لحزب الاستقلال ولم يتم اللجوء كما فعلت بعض الأحزاب إلى مكاتب الدراسات، واعتبر أن هذا الأمر يبين أن الأحزاب التي سلكت هذا المنحى لا تتوفر على أطر وخبرات حزبية معتبرا أن ذلك عيبا في الحياة الحزبية . وأوضح الأخ الرشيدي أن برنامج حزبلا الاستقلال يعكس أطروحة التعادلية الاقتصادية والاجتماعية التي أبدعها الحزب سنة 1963، وكذا أطروح الإنسية المغربية ، وهو مسنود بالمرجعية الإسلامية والقيم المرتبطة بها، كقيم التسامح والوسطية والاعتدال،والتضامن ، معتبرا أن الحزب لا يقدم إجراءات وتدابير بقدر ما يقدم مشروعا مجتمعيا متكاملا. و أورد الأخ الرشيدي أن حزب الاستقلال يراهن على تحقيق نسبة نمو ب 8 في المائة ، في القطاعات الغير الفلاحية حيث قدم الحزب نموذجا اقتصاديا جديدا بدل الاعتماد على النمودج الاقتصادي الحالي الذي ينبني على دعم الاستهلاك والذي ساد لأكثر من 15 سنة الأخيرة ، ويعتمد النموذج الاقتصادي الجديد على دعم الانتاج و التصدير و الرفع من القدرات الانتاجية و خاصة الوحدات الصناعية ذات القيمة المضافة العالية . ودعم المقاولات الصغرى و المتوسطة والمقاولات الذاتية ، إلى جانب سياسة التكوين التي ينبغي أن تواكب حاجيات المغرب في ما يتعلق بهذه القطاعات التي تقوي الاقتصاد وستساهم في الرفع من نسبة النمو ، و تعبئة الاستثمار العمومي الذي يشكل لبنة أساسية في رؤية الاصلاح ، والذي يلعب دورا اساسيا في الاصلاحات الهيكلية الكبرى ، وذلك من أجل تحقيق تنمية حقيقية و التي ستنعكس على سوق الشغل. هذا بالإضافة إلى دعم وتقوية الاقتصاد الاجتماعي و التضامني المتمثل في التعاونيات و التعاضديات لان هذا القطاع اصبح رافدا اقتصاديا أساسيا، وله انعكاسات اجتماعية جد إيجابية على الساكنة وخصوصا في العالم القروي. و عن الولاية التي قاد فيها الحزب الحكومة ، قال الأخ الرشيدي أن الحزب أوفى ب 85 في المائة من التزاماته التي سطرها في برنامجه الانتخابي في انتخابات 2007، ولم يتبق إلا 15 في المائة لم يتم تحقيقها نظرا لان الحكومة لم تكمل مدة ولايتها . و عن وضعية التعليم في المغرب اعتبر الأخ الرشيدي أن النهوض بهذا القطاع يتطلب إرادة سياسية قوية للقيام بإصلاحات هيكلية ، و إعادة الاعتبار للمدرسة العمومية و مناهج التدريس التي أصبحت متجاوزة ، حيث إن حزب الاستقلال خلال ولايته الحكومية بدل مجهودات متواصلة للاصلاح هذا القطاع ، لكنه تعرض لحرب شرسة من طرف اللوبي الفرنسي الذي رفض تعريب التعليم و مجانية التعليم . أما على مستوي القطاع الصحي فإن حزب الاستقلال يؤكد على أن ضرورة تقديم خدمات صحية في المستوى لعموم المواطنين في إطار المساواة ، و هذا ما يتطلب تفعيل الخريطة الصحية وإقامة مستشفيات جاعية في كل جهات المغرب لأن العمل الحكموي مستقبلا ينبغي أن يكرس الطابع الجهوي في البرامج العمومية. و عن التحالفات المستقبلية أوضح الأخ الرشيدي أن حزب الاستقلال منفتح على جميع القوى الحية السياسية في المغرب ، شريطة أن تكون مشتركة في المرجعية ، و متقاربة في البرامج، وتملك استقلالية قرارها السياسي.