كشفت وثيقة سرية للأمم تم تسريبها الى الصحافة أن بعثة المينورسو في الصحراء لاحظت وجود نحو 32 عسكريا مسلحا من جبهة البوليساريو في منطقة الكركارات، ، في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تتولى بعثة الأممالمتحدة الإشراف على تطبيقه منذ عام 1991. واتهمت الوثيقة المنسوبة من طرف وكالة اسوشيتد بريس للأنباء الأمريكية الى إدارة عمليات حفظ السلام التي يشرف عليها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة الفرنسي هيرفي لاسدوس ، والتي تمت احالتها في شكل مذكرة سرية الى مجلس الأمن الدولي للبت فيها، اتهمت مباشرة المغرب بخرق اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة سنة 1991 عندما قام بإرسال جنود ومعدات عسكرية إلى منطقة «الكركارات»الواقعة على الحدود المغربية الموريتانية، دون إشعار مسبق لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. المثير في أمر قصاصة الوكالة الأمريكية للأنباء ، انها أوردت بمتنها تصريحا لمسؤول بوزارة الخارجية المغربية، قال فيه أن جبهة "البوليساريو" عمدت على القيام بأعمال استفزازية. مضيفا حسب ذات المصدر "لقد أطلقنا حملة لمكافحة التهريب بالتعاون مع موريتانيا، لكن "البوليساريو" بدأت في إرسال قواتها ابتداء من مساء الجمعة والسبت إلى مقربة من الحدود". وتتضارب تصريحات الدبلوماسي المغربي الذي فضل عدم الكشف عن هويته مع نفي رسمي للسلطات المغربية بداية الاسبوع لأي تدخل لجبهة "البوليساريو" في المنطقة المعروفة ب "قندهار" قرب الكركارات، و في غضون ذلك نشرت مواقع مقربة من جبهة الانفصاليين صورا وشريط فيديو يوثق لما تزعم أنه لحظة تقدم وتوقف ميليشيات البوليساريو المسلحة على متن عربتين عسكريتين على الأقل ، نحو موقع قريب من المنطقة الحدودية العازلة و قيامهم بنصب خرقة الكيان الوهمي بالموقع الصحراوي الذي تخترقه شاحنات سلع كبيرة و على مسافة قريبة منها سيارات بيضاء تحمل شعار الأممالمتحدة. وتطرح المعطيات الجديدة و المحتاجة بدورها الى تدقيق، ميدانيا مسألة مصداقية وشفافية وجدية المواقف والتأكيدات الصادرة عن السلطات المغربية الى الرأي العام الوطني في شأن حقيقة ما يقع بموقع قندهار جنوب المملكة ،على خط التماس الحدودي مع موريتانيا خاصة حين تتغنى قيادة الرابوني و تسوق عبر وسائل دعايتها المغرضة ما تزعم أنه انتصار ميداني لتدخلها العسكري الذي أجبر آليات المغرب على الانسحاب وتجميد ورش تعبيد الممر الحدودي البري. وكانت الأممالمتحدة قد فندت في وقت سابق اتهامات البوليساريو للمغرب بالقيام بتحركات عسكرية مشبوهة في جنوب الصحراء. وقالت إن بعثتها إلى المنطقة المتنازع عليها لم تلحظ أي تحركات مريبة من قبل المغرب.