كشفت الأزمة الأخيرة التي افتعلتها جبهة البوليساريو بمحاولة استفزاز القوات المسلحة الملكية المغربية، عجز الحكومة عن التواصل الداخلي والخارجي، إذ لم تصدر أي بلاغ من أجل توضيح حيثيات ما جرى، كما أن وزارة الخارجية لم تخاطب الرأي العام الدولي ولا المؤسسات المعنية بسيادة القانون الدولي وخاصة مجلس الأمن والأممالمتحدة، حيث كشف الباحث المغربي الموساوي العجلاوي.. أن المغرب مطالب ببعث مذكرة استعجالية إلى مجلس الأمن وتوضيح موقفه، بحيث أن الأمر لا يتعلق بخرق لوقف إطلاق النار بقدر ما هو محاربة للجريمة والتجارة الممنوعة دوليا، وخاصة المخدرات والأسلحة. وأوضح العجلاوي أن سكوت المغرب سيجعله عرضة لاتهامات من طرف الأمين العام الأممي بمناسبة تقريره الذي يقدمه لمجلس الأمن، وقد يكتفي بعرض وجهة نظر الخصوم وهو ما يتطلب تحركا دبلوماسيا فعالا وناجعا يتأسس على الأدلة والحجج الدامغة التي يتوفر عليها المغرب. وفي سياق محاولة جر المنطقة إلى جو محتقن من طرف قيادة البوليساريو ، الخاسر الأكبر من محاربة الجريمة المنظمة والاتجار الدولي في السيارات المسروقة من أوروبا وغيرها من الممنوعات، كشفت عدد من مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل عن عملية الاستفزاز وتدخل المينورسو ورد الفعل المغربي ، حيث دفعت البوليساريو ب 8 أشخاص على متن سيارتين4 x 4 بمنطقة «قندهار» على بعد 2500 متر من الخط الدفاعي للقوات المسلحة الملكية، لتقوم إحدى السيارتين بالاقتراب على بعد 200 متر من موقع أشغال تعبيد الطريق التي تربط بين الحدود الموريتانية والمغربية، حيث طلبوا من العمال التوقف عن الأشغال. لكن قوات الدرك الملكي طلبت من العمال استكمال أشغال تعبيد الطريق قبل القيام بعملية مسح جوية بواسطة طائرة بدون طيار بالمنطقة العازلة، تحت إرشادات عناصر القوات المسلحة الملكية، الذين رصدوا وجود إحدى السيارتين التابعتين لجبهة البوليساريو متواجدة في موقعها الأول على بعد 2500 متر من المركز الحدودي «الکركارات». ومكن المسح الجوي من تحديد وجود مجموعتين من عناصر البوليساريو على بعد 2500 متر من الخط الدفاعي للقوات المسلحة الملكية، تتكونان من 8 و5 أشخاص على التوالي،يتنقلون على 7 سيارات. هذا، ورصدت دورية عسكرية تابعة للأمم المتحدة بمركز المراقبة أوسرد، وجود 32 عنصرا انفصاليا مسلحا بأسلحة نارية من نوع «كلاشينكوف «، يقودهم قائد المنطقة العسكرية ل «بوليساريو» بيد الله محمد إبراهيم. وبحسب المعلومات المتوفرة من طرف عناصر الأممالمتحدة بالمنطقة، فإن أصحاب القبعات الزرق أبلغوا القائد العسكري للبوليساريو بأن نشر عناصره بالمنطقة المذكورة يشكل خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار. من جهته، قال بيد الله محمد إبراهيم إن العناصر الانفصالية سيتم تعويضها ابتداء من الاثنين بعناصر من الدرك مادام أن «المينورسو» لا تعتبر وجود الدرك المغربي في المنطقة العازلة خرقا لاتفاق إطلاق النار. ويتابع مراقبو حفظ السلام بالأممالمتحدة حسب رويترز مواجهة بين أفراد الدرك الملكي المغربي ووحدة من مقاتلي البوليساريو في رقعة ضيقة من المنطقة العازلة في أقصى الجنوب حيث بدأ المغرب ما وصفه «بعمليات تطهير» لوقف التهريب والأنشطة الإجرامية الأخر وفق بلاغ رسمي مغربي صدر في نهاية غشت وتقع المنطقة العازلة بين الساتر الذي بناه المغرب - وهو في أغلبه جدار رملي ممتد ويفصل المغرب عن الجزائر و موريتانيا. وتشير مذكرة سرية رفعتها إدارة عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة واطلعت عليها رويترز إلى أن المغرب دشن هذا الشهر دوريات جوية وبرية وبدأ مد طريق إلى الجنوب من الجدار في المنطقة العازلة في منطقة كريكرات.