وجه مجلس الأمن الدولي، وهو أعلى هيئة تنفيذية بالأممالمتحدة مساء الجمعة الفارط صفعة جديدة الى قيادة الانفصاليين بمخيمات تندوف ، رافضا السقوط في الفخ الذي حاولت نصبه للمنتظم الدولي والانسياق وراء خطاب التصعيد والابتزاز، الذي تمادت قيادة الرابوني في تكراره في أعقاب أحداث معبر الكركارات الحدودي . ورفض أعضاء مجلس الأمن الذي ناقش الجمعة في جلسة مغلقة تطورات الوضع بالصحراء، واستمع لشروحات في شأن حقائق الأوراش التي تشهدها المنطقة العازلة بالحدود المغربية الموريتانية ، التجاوب مع مطلب جبهة البوليساريو بإدانة التحركات المغربية بالمنطقة و التي زعمت قيادة الانفصاليين أنها تشكل « انتهاكا صارخا لاتفاق إطلاق النار الموقع بين الطرفين بداية التسعينات«. دبلوماسي ببعثة ماليزيا الدائمة بالأممالمتحدة التي ترأس بلاده مجلس الأمن الى غاية نهاية السنة ، صرح أن أعضاء مجلس الأمن طالبوا بمعلومات إضافية حول الوضع بمنطقة الكركارات قبل البث في جوهر الموضوع . يذكر أن بعثة المينورسو تجري منذ فترة اتصالات شبه يومية مع المغرب وجبهة البوليساريو في شأن تطورات الوضع . وكانت الأممالمتحدة قد فندت قبل زهاء أسبوعين رسميا اتهامات البوليساريو للمغرب بالقيام بتحركات عسكرية مشبوهة في جنوب الصحراء. وقالت إن بعثتها إلى المنطقة لم تلحظ أي تحركات مريبة من قبل المغرب على أن قيادة البوليساريو ما فتئت تصعد لهجتها مهددة في أكثر من مناسبة بالحرب، ومحملة المينورسو والأممالمتحدة مسؤولية «التدهور المزعوم للأوضاع بالمنطقة في إشارة الى أشغال تعبيد طريق بالمنطقة المعروفة بقندهار جنوب الجدار الدفاعي المغربي و مطالبة ب»اتخاذ إجراءات فورية». وكان نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق ، قد أكد للصحفيين أن البعثة الأممية قد نشرت في 16 و17 غشت الجاري وسائل برية وجوية للتحقيق في الاتهامات حول انتهاكات في الجزء الجنوبي الغربي من الصحراء الغربية قرب موريتانيا». وأضاف أن البعثة «لم تلحظ تواجدا عسكريا أو معدات عسكرية» بل فقط «آليات مدنية تعبر الجدار» الدفاعي المغربي ،غير أن جبهة البوليساريو تصر على الطابع العسكري للخطوة المدنية المغربية بالشريط الحدودي العازل، والتي أطلقتها المملكة بغرض وضع حد لنشاط التهريب المتفاقم الذي تعرفه المنطقة التي أضحت تثير أطماع تنظيم داعش الارهابي. قيادة الانفصاليين وفي إجتماع طارىء عقب تجاهل مجلس الأمن على الرغم من الضغط الذي مارسته فنزويلا الراعية لمصالح الانفصاليين بالمنتظم الأممي, لمطالب اللوليساريو الابتزازية اتهمت الرباط مجددا ب»التصعيد العدواني، وحذرت الاممالمتحدة من تفاقم الوضع، وهو ما يعني أن لوبي الانفصاليين يسعى من الآن لنسف وتلغيم جولة كريستوفر روس المرتقبة في غضون الأيام المقبلة للمنطقة .