أغلب المقاومين كانوا من الحزب لكن الاستقطاب للمقاومة كان يقتضي شروطا معينة نشرت في «الاتحاد الاشتراكي» أيام 18 و 19 و 20 أكتوبر 2004 أحاديث أجراها الزميل عزيز الساطوري مع المقاوم المغوار سعيد بونعيلات الذي كان من الرعيل الأول لجيش التحرير فيما بعد. وقد تحدث المقاوم بونعيلات عن بدايات العمل الفدائي فقال جوابا عن سؤال حول بداية التحاقه هو بحركة المقاومة المسلحة: كان ذلك بواسطة المرحوم عبد السلام بناني، وكان أحد مسؤولي حزب الاستقلال بالدار البيضاء، اتصل بي أنا ومحمد منصور وأخبرنا بأن هناك جماعة منظمة في إطار المقاومة المسلحة وهو الذي ربط لنا الاتصال مع هذه المجموعة؟ من هم المقاومون الذين كانت تضمهم هذه المجموعة؟ الاتصال الأول كان مع حسن العرايشي، وبعد ذلك عرفنا على باقي أعضاء الجماعة، وهم محمد الزرقطوني، التهامي نعمان وسليمان العرايشي. كانت هذه الجماعة، هي الخلية الأولى للمقاومة السرية وسيلتحق بها آخرون، وهي التي ستشكل لاحقا القيادة المركزية الأولى للمقاومة، قبل أن تتعرض لضربات المستعمر لتعوضها قيادة ثانية ثم ثالثة لاحقا. كانت هناك مقاييس محددة، يجب أن تتوفر في أي مرشح للانضمام إلى خلايا المقاومة. فالأمر هنا كان مختلفا عن طريقة الاستقطاب الى الحزب، وهي عملية كانت في العموم أكثر سلاسة. بالنسبة للمقاومة المسلحة، أغلب الذين شكلوا خلايا المقاومة كانوا أعضاء في الحزب، كما كان من الأفضل أن يكونوا غير معروفين لدى السلطات الاستعمارية، ولا يحتلون مناصب قيادية داخل الحزب لأن هؤلاء كانوا ملاحقين بشكل يومي وبالتالي فالتحاقهم بالمقاومة كان سيشكل خطرا عليها. بالإضافة الى كل هذا كان عامل الثقة والإخلاص والصداقات المتينة له دور مهم. لذلك عندما اتجه إلينا المرحوم عبد السلام بناني، اتجه إلينا أنا ومحمد منصور، لأننا بالإضافة الى كل ما ذكرته كنا، ولا نزال، صديقين ميمين، نتقاسم نفس المبادئ والأفكار، وأي خطوة نقدم عليها تأتي بعد التشاور ، ثم نتخذ القرار سوية، بمعنى أننا كنا نضع مصيرنا في كفة واحدة.