يشترك "فرسان المعبد" الثلاث، الذين أسسوا مؤخرا "عود كرفان"، في كونهم عازفين ماهرين مرموقين على آلة العود ضمن أجواق موسيقية، مغامرين ومهووسين بالآلة الوترية هذه حتى أطراف الأنامل. لقد انخرطوا جميعهم، حتى النخاع، في تجربتهم الثلاثية الجديدة غير المعتادة التي تنقلهم بنجاح من مهرجان إلى آخر، فيقدموا ضمن فعالياتها، كل من جانبه، شلالات من الألحان المشعة والمشجية الممجدة لملك الآلات التقليدية في العالم العربي. الأمر يتعلق بناصر الهواري ونبيل الخالدي وكريم القادري الذين يُلهبون إلى آخر نفَس فضاءات المملكة الفنية والثقافية، ومنها المهرجان الدولي للعود بتطوان، ويولدون في أوساط الجمهور المصطفى والنخبوي جوا اغتباطيا وساحرا في الآن ذاته. هم "ثلاثة عازفين على آلة العود في صميم أهواء العصر"، يحصدون هتافات وتصفيقات جمهور من المولعين بالموسيقى المتعطشين للأصناف الموسيقية الأصيلة، المغترفة من منابع الثرات العريق (الملحون، الموسيقى الأندلسية والحسنية) والملفوفة بإيقاعات كونية (البلوز والموسيقى الهندية من بين أصناف ثرية ومتنوعة أخرى). عازف العود والملحن القدير ناصر الهواري راكم العديد من الجوائز، منها "جائزة زرياب للمهارات" الممنوحة من طرف اللجنة الوطنية للموسيقى، برعاية اللجنة الدولية للموسيقى/ الشريك الرسمي لمنظمة اليونسكو. ومساره الفني يحتضن عدة محطات نجاح عارم في جغرافيات مختلفة: أمريكا وإسبانيا ومصر والمغرب. أما نبيل الخالدي، فعمل مع العديد من الفنانين الغربيين ليصبح عضوا في أول فرقة عربية لموسيقى الروك مستقرة في فرنسا. وبعد مراكمته لتجربة طويلة، طور مهاراته كعازف منفرد على آلة العود، كما اقتحم مجال التلحين والتوزيع الموسيقي وتسيير الأجواق. ومن جهته، فكريم القادري "عاشق متحمس" للموسيقى الروحية، ومولع بأساتذة العود العمالقة مثل محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وسعيد الشرايبي. ومع ذلك، فهو أيضا مفتتن بأهرام الجاز ككيث جاريت وشيك كوريا وبات ميثني. ما أوعز إليه بخوض مسار احترافي عبر تأسيس الفرقة السداسية للجاز برفقة عازف البيانو الأمريكي باري سامس. يسعد المهرجان الدولي للفنون والثقافة (صيف الأوداية) أن يستضيف، في افتتاح فعاليات دورته الحالية، هذا الثلاثي المتألق لعازفي العود، الذي سيحيي سهرة جد مبتكرة، أفقها إسعاد جمهور المهرجان بالعاصمة الرباط وإمتاعه.