عاد شبح الإرهاب الوحشي لحصد مزيد من الأرواح من جديد في فرنسا عشية عيدها الوطني، حيث دهس سائق شاحنة يوم الخميس الفائت عشرات المواطنين في مدينة نيس بشكل وحشي مخلفا 84 قتيلا بينهم ثلاثة مغاربة وعشرات المصابين في حصيلة قابلة للارتفاع. وأفادت وسائل إعلام محلية أن من بين ضحايا الحادث الدامي، مغربتين تسميان فاطمة وفاطمة الزهرا، وطفل في الثانية عشرة من عمره يسمى خالد هو ابن إحدى الضحيتين. وأفاد أقارب للضحايا أنهم حاولوا إنقاذهم دون جدوى قبل أن يخبرهم الأطباء فور وصولهم إلى مكان الاعتداء بمفارقتهم للحياة. وأعلنت الحكومة الفرنسية ارتفاع عدد قتلى عملية الدهس في نيس إلى 84 شخصاً وإصابة أكثر من 100، منهم 18 جريحاً حالتهم "حرجة للغاية"، كما أفاد أن عدد القتلى مرشح للارتفاع. ما دفع قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للقول إن فرنسا مستهدفة من الإرهاب، مؤكداً أنه تم تعبئة 10 آلاف جندي واستدعاء الاحتياط لنشرهم في عدة أماكن. وأضاف الرئيس الفرنسي أنه سيتم تمديد حالة الطوارئ لثلاثة أشهر، وسيعرض المقترح على البرلمان، مؤكدا أن فرنسا ستعزز تدخلها في سوريا والعراق بعد اعتداء نيس. وفي موقع الحادث قال وزير الداخلية الفرنسي، إن ضحايا اعتداء نيس بينهم سكان نيس وسائحون أجانب منهم عرب ومسلمون. وأضاف أنه تم تشكيل فريق لتقديم الدعم النفسي للناجين والمصابين، مشيرا إلى أن التحقيقات في الاعتداء تجري للبحث عن شركاء محتملين للمنفذ. ودهست شاحنة حشدا من الناس كانوا مجتمعين لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني لفرنسا، وعثرت أجهزة الأمن على أسلحة وذخائر داخل الشاحنة التي نفذت العملية. وقالت مصادر أمنية إنه تم العثور على أوراق هوية لفرنسي من أصل تونسي بالشاحنة. وأكدت السلطات الفرنسية مقتل سائق الشاحنة التي استخدمت في عملية الدهس، وقالت النيابة الفرنسية إن عملية الدهس امتدت على مسافة كيلومترين. ويتولى جهاز مكافحة الإرهاب التحقيق في العملية. ترجيح فرضية عمل إرهابي وقتِل السائق برصاص الشرطة، كما أفادا مصادر أن السلطات الفرنسية ترجح أن يكون الحادث إرهابيا. وأغلقت كل الشوارع المؤدية إلى شارع "برومناد ديزانغليه" وأقامت قوات الأمن طوقا أمنيا في محيط موقع الحادث. وأقيم مستشفى ميدانيا لعلاج المصابين. وأفادت وسائل إعلام فرنسية بوجود رهائن كانوا محتجزين في فندق ومطعم قرب موقع اعتداء نيس. وأعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيعود إلى باريس لترؤس خلية الأزمة في اعتداء نيس. ووقع الهجوم في شارع "برومناد ديزانغليه" الذي يقصده السياح بكثرة، وقد فرضت السلطات طوقاً أمنياً في المكان، في حين وصفت السلطات المحلية في مقاطعة الألب-ماريتيم ما جرى بالاعتداء داعية المواطنين لأخذ الحيطة والحذر. إدانات للهجوم الجبان.. في هذا السياق، أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشدة "ما يبدو أنه اعتداء إرهابي مروع" شهدته مدينة نيس الفرنسية، مضيفا في بيان "نحن متضامنون مع فرنسا، أقدم حليف لنا، في الوقت الذي تواجه فيه هذا الاعتداء"، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة مستعدة لمساعدة السلطات الفرنسية في التحقيق لكشف المسؤولين عن هذه المأساة. وكان البيت الأبيض قد أعلن أنه تم إبلاغ أوباما بالوضع في مدينة نيس الفرنسية، حيث قتل ما لا يقل عن 80 شخصا في هجوم نفذه سائق شاحنة صدم جمعا من الناس على امتداد كيلومترين. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية نيد برايس إن "الرئيس أبلغ بالوضع في نيس وفريقه لشؤون الأمن القومي سيبقيه على إطلاع بتطورات الوضع". وبدورها، أعلنت الحكومة البريطانية، أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي تتابع تطورات "الحادث المروع" الذي شهدته مساء الخميس مدينة نيس الفرنسية، حيث قتل 80 شخصا على الأقل دهسا. وقال متحدث باسم تيريزا ماي إن "رئيسة الوزراء تتابع تطورات الوضع في نيس. نحن مصدومون وقلقون إزاء ما جرى هناك. أفكارنا مع أولئك الذين أصابهم هذا الحادث المروع الذي وقع في يوم احتفال وطني". وأضاف "نحن جاهزون لمساعدة أي مواطن بريطاني ولدعم شركائنا الفرنسيين". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "نحن على اتصال بالسلطات المحلية ونحاول الحصول على مزيد من المعلومات" بشأن الاعتداء، وحذر الرعايا البريطانيين "إذا كنتم في المنطقة، اتبعوا تعليمات السلطات الفرنسية". منفذ العملية وأكدت مصادر في الشرطة الفرنسية التعرف رسمياً على سائق الشاحنة، الذي نفذ اعتداء نيس بفرنسا، مشيرة إلى أنه فرنسي من أصل تونسي، يدعى محمد لحويج بوهلال، في ال 31 من العمر مقيم في نيس، وكان من متعاطي المخدرات ومرتكبي أعمال العنف وهو معروف لدى الشرطة الفرنسية في جرائم جنائية. وقال سيباستيان هومبرت المسؤول بالحكومة المحلية لإذاعة فرانس انفو إن الشرطة قتلت بالرصاص السائق الذي قاد الشاحنة وحمولتها 25 طنا وبدون لوحات معدنية لأكثر من 100 متر على امتداد شارع برومناد ديزانجليه في نيس ليدهس حشدا من الأشخاص. وأفاد كريستيان استروسي رئيس الحكومة المحلية لوسائل الإعلام إن الرجل فتح النار على الحشد. ونقلت وسائل الإعلام عنه القول إنه تم العثور على أسلحة وقنابل بالشاحنة بعد مقتل السائق. وأعلنت النيابة العامة في باريس أن فرع مكافحة الإرهاب سيتولى التحقيق في الاعتداء الذي شهدته مدينة نيس. وعثرت السلطات الفرنسية داخل الشاحنة التي استخدمت مساء الخميس في تنفيذ اعتداء في نيس على أوراق ثبوتية لمواطن فرنسي-تونسي، كما أفاد مصدر أمني. وقال المصدر إن "عملية التعرف على هوية سائق الشاحنة لا تزال جارية"، مشيرا إلى أن الأوراق الثبوتية التي عثر عليها تعود لرجل عمره 31 عاما ومقر إقامته نيس. ضربة قوية للسياحة أوروبية انخفضت أسواق الأسهم الأوروبية في بداية التعاملات، اليوم الجمعة، مع هبوط أسهم شركات السياحة والترفيه عقب هجوم في مدينة نيس الفرنسية أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا. وانطلق مسلح بشاحنة ثقيلة مسرعة صوب حشد يحتفل بالعيد الوطني الفرنسي مساء أمس الخميس، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 84 شخصا وإصابة عشرات آخرين، فيما وصفه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالعمل الإرهابي. وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 بالمائة، في حين هبط مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.5 بالمائة. وهبطت أسهم شركة أكور الفرنسية لإدارة الفنادق أربعة بالمائة، في حين نزلت أسهم شركات طيران مثل اير فرانس-كيه.إل.إم وإيزي جت ومجموعة آي.إيه.جي المالكة للخطوط الجوية البريطانية بنسبت تراوحت بين 1.6 بالمائة و3 بالمائة. وهبطت أسهم شركات أوروبية للسلع الفاخرة أيضا، إذ هوى سهم سواتش 13 بالمائة ليصل إلى أدنى مستوياته في ست سنوات ونصف السنة بعدما حذرت أكبر شركة لصناعة الساعات في العالم من هبوط أرباحها في النصف الأول بنسبة تتراوح بين 50 و60 بالمائة. ولامس سهم سواتش أدنى مستوى له منذ أواخر 2009 بعدما قالت الشركة إنها تتوقع انخفاض المبيعات نحو 12 بالمئة في النصف الأول بسبب تراجع المبيعات في هونغ كونغ وأوروبا. وانخفضت أيضا أسهم شركات أخرى للسلع الفاخرة، حيث هبط سهم ريتشمونت 3.3 بالمئة، في حين نزل سهم إل.في.إم.إتش 2.5 بالمائة. وفتح مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني على انخفاض نسبته 0.3 بالمائة، في حين تراجع داكس الألماني 0.4 بالمائة في بداية التداول.