أدى باراك اوباما اليمين الدستورية ، ليصبح اول رئيس اسود للولايات المتحدة ، امام مئات الآلاف من الاشخاص الذين تدفقوا على واشنطن ليعيشوا هذا اليوم التاريخي. وعلى الرغم من البرد الشديد, تجمع حوالى مليوني شخص في الساحة التي تمتد على سفح مبنى الكابيتول ، مقر الكونغرس الاميركي. وأقسم الرئيس الرابع والاربعون للولايات المتحدة اليمين ، بعد ظهر أمس الثلاثاء، بالتوقيت المحلي (00 ,17 تغ) قبل إلقاء خطاب التنصيب . وقبيل ذلك, أقسم نائب الرئيس ، جوزف بايدن ، اليمين ، في مراسم خاصة انتهت بعزف جوقة ""سي شانترز""التابعة للبحرية الاميركية ، النشيد الوطني. وبعد ذلك، توجه الرئيس مع زوجته ميشال ، وابنتيه ماليا ، وساشا ، ومئتي مدعو الى مأدبة غداء اعدت فيها الاطباق المفضلة لابراهام لنكولن ، المثل السياسي الاعلى لاوباما الذي تحتفل الولاياتالمتحدة هذه السنة بمرور مئتي عام على ولادته. ورافق اوباما ، الرئيس المنتهية ولايته، جورج بوش، الى المروحية التي ستعيده الى تكساس, قبل عرض لجوقات موسيقية من سائر انحاء البلاد حتى البيت الابيض. وقد اتخذت اجراءات امنية لا سابق لها لهذه المناسبة. فقد نشر12 الف عسكري، وآلاف من رجال الشرطة ، ونظمت دوريات جوية لمواجهة اي محاولة اعتداء يمكن ان تقوم بها مجموعات عنصرية. واختتم اوباما وزوجته هذا اليوم ، بجولة على عشر حفلات راقصة, التقليد المتبع عند تنصيب كل رئيس، ولم يخالفها سوى رئيس واحد منذ1789 . وقد فرضت اجراءات امنية مشددة ، منذ مساء الاثنين ، على وسط واشنطن بعد ساعات من تنصيب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة ة. وكما كان مقررا, اغلقت الشرطة منذ الساعة 00 15 (00 ,20 تغ) من الاثنين، عدة شوارع قريبة من البيت الابيض. وأغلقت منطقة ناشيونال مول ، الممتدة امام الكابيتول ، مبنى الكونغرس, حيث أقسم اليمين ، في دائرة محيطها ثلاث كيلومترات. وقال ناطق باسم جهاز حماية الرئيس الاميركي (يو اس سيكريت سيرفيس) لوكالة فرانس برس، ان ""عمليات الاغلاق بدأت ، وكل شيء يجري كما كان مقررا"". وبدأ احتياطيون في حرس الحدود في التمركز بالعاصمة ، في اطار اكبر عملية امنية جرت في مناسبة كهذه. وعلى امتداد الدائرة الامنية ، التي عبرها العرض التقليدي الذي جرى في يوم التنصيب بين الكونغرس والبيت الابيض, تمركزت حواجز لمكافحة الشغب. وتم تفتيش المعجبين بالرئيس المقبل قبل ان يعبروا البوابات المؤدية الى مكان الاحتفال. وقد منعت بعض الاشياء مثل حقائب الظهر ، والمظلات، واللافتات، والدراجات... والحيوانات الاليفة. واعتبارا من الساعة الثانية (00 ,7 تغ) من يوم أمس الثلاثاء, أصبحت واشنطن معزولة عن جنوب البلاد ، باغلاق الجسور فوق نهر بوتوماك، امام السيارات. ولم يسمح سوى للمشاة بعبور النهر. ولم يتخذ اجراء مماثل بمناسبة تنصيب رئيس من قبل. وقالت مسؤولة في اجهزة النقل التابعة للبلدية كارين لوبلان ، ان تنصيب اوباما هو الاول منذ اعتداءات الحادي عشر من شتنبر2001 . ونشر اكثر من12500 عسكري، وآلاف من رجال الشرطة. وحلق الجيش فوق النهر، وقام بدوريات فيه ؛ وكان على استعداد لاطلاق صواريخ جو ، او مواجهة اي اعتداء كيميائي او بيولوجي. واعد فريق طبي للحالات الطارئة، ووضع على اهبة الاستعداد للعمل بسرعة في حال الضرورة. ومع حلول الليل, بدأت وحدة من الحرس الوطني ، خدمت في العراق, مراقبة باحة المول. وقال احد قادتها ، جورج داوني، ان ""مهمتنا الرئيسية هي ان نثبت وجودنا ، ونبقي الناس هادئين"". واكد عسكري آخر ، دوغ ريد ، انه لا يتوقع صعوبات محددة. وقال مازحا ان ""مراقبة المراحيض يمكن ان تكون همنا الاكبر في مجال الامن"", ملمحا بذلك الى حوالى خمسة آلاف مرحاض وزعت في القطاع ، وقرب الجادة التي مر فيها العرض. اما اوباما الذي يواجه تهديدات من مجموعات عنصرية, فقد انتقل في العاصمة بسيارة مصفحة ، زجاجها داكن. ووضع زجاج مضاد للرصاص امام المنصة التي ألقي فيها خطاب التنصيب ، وامام سلم البيت الابيض، حيث وقف لمراقبة العرض. وقد حرم روبرت غيتس ، وزير الدفاع في ادارة جورج بوش، الذي ابقاه اوباما في منصبه, من حضور العرض لانه اختير لتولي الرئاسة اذا حدث اي امر خطير. وأمضى الوقت في مكان سري خلال التنصيب, حسبما ذكر البيت الابيض. وسيتولى الرئاسة في حال ادى هجوم ارهابي الى القضاء على الرئيس، وكل الذين يفترض ان يتولوا الرئاسة بدلا منه ، حسب الدستور.