يندرج كتاب حوار الحضارات بالولاياتالمتحدةالأمريكية: يوميات مغربية لاكتشاف أمريكا من جديد للكاتبة رتيبة ركلمة ضمن كتب أدب الرحلة والمذكرات. إذ يعتبر نتاج تجربة حقيقية مكتوبة بشكل يومي خلال مشاركتها سنة 2008 ببرنامج الزائر الدولي القيادي في موضوع الفنون الاستعراضية بالولاياتالمتحدةالأمريكيةب الذي كانت فيه إلى جانب خمسة أفراد من دول عربية مختلفة وهي : قطر ومصر والبحرين واليمن وسوريا بالإضافة إلى مترجمين: تونسية وعراقي اللذان ساهما بشكل فعال في إغناء النقاش وتقاسما مع المجموعة أفراح وهموم الرحلة. يطلعنا هذا المؤلف عن كم كبير من المعلومات حول المؤسسات الثقافية الأمريكية و المنظمات الداعمة في هذا المجال وآليات تطوير الصناعة الثقافية و الطرق المثلى للترويج للإبداعات الفنية و الثقافية الأمريكية على مستوى المقاطعة و الولاية والفيدرالية الأمريكية علما أن الولاياتالمتحدة تفتقر لوزارة الثقافة على اعتبار أن الشأن الثقافي يدخل ضمن الحريات الفردية التي لا يمكن للدولة التدخل فيها. كما يعطي صورة عن المواطن الأمريكي البسيط في ثقافته وحياته اليومية وإيمانه بالحرية الفردية في ظل الجماعة وبالتطوع من خلال انخراطه القوي داخل جمعيات تشتغل في ميادين مختلفة، تستجيب لتعدديته الثقافية بالإضافة إلى عدم اهتمامه بالسياسة الخارجية الأمريكية لأنها لا تدخل ضمن انشغالاته اليومية. بل يجهل البعض ما يقع بباقي دول العالم لأن وثيرة العمل بأمريكا سريعة لا تسمح بتتبع الأحداث العالمية. من خلال النقاش و الحوار بين المؤلفة و المجموعة المشاركة في البرنامج، يؤرخ هذا الكتاب لجانب من الصورة الواقعية لوضعية بعض الشعوب العربية قبل الحراك الاجتماعي أو ما أصبح يعرف بالربيع العربي الذي انطلق سنة2011. .إذ قامت بتدوين مجموعة من الحوارات والمواقف والاحداث ووجهات نظر المشاركين بالبرنامج حول العديد من القضايا العربية والاسلامية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا من قبيل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والوضع الديمقراطي ووضعية المرأة بالدول التي ينتمون إليها . وركزت الكاتبة بشكل أساس أثناء رحلتها على تاريخ المغرب و حضارته وعاداته وتقاليده و التحولات السياسية والانتقال الديموقراطي الذي جعل منه دولة متفردة بشمال افريقيا و الشرق الأوسط.و بالتالي ، فالمؤلف يشكل فرصة للقارئ للتعرف على إنسية الشعبين المغربي والأمريكي بعيدا عن الصور النمطية التي رسمها الإعلام عن كل واحد منهما. كما يعد لبنة في جسر تذويب نقاط الخلاف والبحث عن نقاط التلاقي والتعريف بثقافة الآخر لتجاوز سوء الفهم الكبير بين الشعوب العربية والشعب الأمريكي. في الأخير، نشير إلى أن كل هذه المحاور والأفكار والمواقف والأحداث - المدونة على شكل يوميات مقسمة إلى ثمان فصول - تتداخل فيما بينها لتنقل لنا صورا واقعية لرحلة مغربية إلى أمريكا بغية اكتشافها من جديد.