صدر للدكتورة رتيبة ركلمة كتاب بعنوان "حوار الحضارات بالولاياتالمتحدةالأمريكية: يوميات مغربية لاكتشاف أمريكا من جديد"، حررت محتوياته بشكل يومي بالولاياتالمتحدة سنة 2008 باستثناء التقديم الذي كتب بعد 7 سنوات من الرحلة وذلك في إطار الإعداد لإصدار المؤلف. تقول المؤلفة تقديما لكتابها: "ينقل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب يوميا مجموعة من الأحداث والأخبار عن الدول والمجتمعات، فترسم لدى الإنسان صورا نمطية على أمم أو ديانات أو ثقافات أخرى، لتصبح هذه الصور هي الخلفية التي يتم التعامل بها مع هذه الشعوب، متناسين أن الإعلام لا ينقل سوى قرارات الحكام والحروب والأحداث الغير عادية. في حين، تبقى ثقافة كل شعب وحياته اليومية وعاداته وتقاليده غير متداولة أو معروفة. "لتجاوز هذه الصور النمطية، بدأ في السنوات الأخيرة تنظيم العديد من اللقاءات والمؤتمرات الدولية من طرف الحكومات والمجتمع المدني شعارها حوار الحضارات من أجل إزالة سوء الفهم الكبير بين الشعوب وتذويب نقاط الخلاف والبحث عن نقاط التلاقي والتعريف بثقافة الآخر. غير أن هذه الملتقيات تبقى نخبوية ومحدودة في الزمان والمكان، ولم تساعد على تجاوز الأفكار والآراء المسبقة حول كل شعب لاسيما لدى الشرائح العريضة من المجتمع. بالتالي، فنحن كأفراد وجماعات بحاجة ماسة إلى معرفة المواطن البسيط للإطلاع على إنسيته بغية تجاوز الاختلاف وتعزيز التعايش السلمي فيما بيننا. "لهذه الأسباب، اخترت إصدار كتاب " حوار الحضارات بالولاياتالمتحدةالأمريكية: يوميات مغربية لاكتشاف أمريكا من جديد" الذي أهديه إلى الشعبين المغربي والأمريكي وشعوب دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا لتتعارف فيما بينها بشكل بعيد عن الصور التي رسخها الإعلام في عقلية كل شعب. "جدير بالذكر، أن هذا المؤلف نتاج تجربة حقيقية مكتوبة بشكل يومي خلال مشاركتي سنة 2008 ببرنامج الزائر الدولي القيادي في موضوع " الفنون الاستعراضية بالولاياتالمتحدةالأمريكية" الذي كنت فيه إلى جانب خمسة أفراد من دول عربية مختلفة (...). "(...) وتكمن أهمية هذا الكتاب في كونه يؤرخ لجانب من الصورة الواقعية لوضعية بعض الشعوب العربية قبل الحراك الاجتماعي أو ما أصبح يعرف بالربيع العربي الذي انطلق سنة2011 .إذ قمت بتدوين مجموعة من الحوارات والمواقف والاحداث ووجهات نظرنا كمشاركين بالبرنامج حول العديد من القضايا العربية والاسلامية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا من قبيل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والوضع الديمقراطي ووضعية المرأة بالدول التي ننتمي إليها . "كما يعرف كتاب " حوار الحضارات بالولاياتالمتحدةالأمريكية: يوميات مغربية لاكتشاف أمريكا من جديد " بشكل خاص بإنسية الشعبين المغربي والأمريكي عبر إطلاع القارئ على جانب من تاريخهما وثقافتهما لتمكينهما من التعرف على هوية بعضهما البعض، لاسيما أن المغرب يعد أول دولة اعترفت باستقلال الولاياتالمتحدةالامريكية في 20 فبراير 1778، وتم تعزيز هذا الاعتراف بتوقيع مجموعة من المعاهدات بين البلدين دون أن ننس رفض الرئيس الامريكي ثيودور روزفلت الاعتراف بالحماية الفرنسية للمغرب والدعوة الرسمية للولايات المتحدةالأمريكية بالأمم المتحدة إلى استقلال المغرب سنة 1953. "في الأخير، نشير إلى أن كل هذه المحاور والأفكار والمواقف والأحداث - المدونة على شكل يوميات مقسمة إلى ثمان فصول - تتداخل فيما بينها لتنقل لنا صورا واقعية لرحلة مغربية إلى أمريكا بغية اكتشافها من جديد."