لا يزال الغموض يكتنف مصير القمة الطارئة ، التي دعت قطر الى عقدها ، اليوم الجمعة في الدوحة، لبحث الهجوم الاسرائيلي على غزة ، لعدم اكتمال النصاب المطلوب لعقدها ، كما اكد الامين العام للجامعة العربية، عمرو موسى . وقال موسى لدى وصوله الى الكويت ، مساء الاربعاء ، ان ""النصاب المطلوب لعقد قمة عربية طارئة في دولة قطر لم يتحقق"" مشيرا الى ان ""13 دولة"" وافقت حتى الآن (إلى حدود أمس الخميس) على عقد القمة ، في حين انه يتوجب الحصول على موافقة15 دولة لاكتمال النصاب, حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الكويتية الرسمية «كونا.» وكان موسى ادلى ، قبيل مغادرته القاهرة ، بتصريح مماثل حول هذه القمة المثيرة للجدل ، والانقسام بين الدول العربية, ولكن الرقم الذي اعطاه عن الدول التي اعلنت موافقتها على حضور القمة كان14 وليس13 . وبين تصريح موسى الصباحي في القاهرة ، وتصريحه المسائي في الكويت, حيث تعقد الاثنين والثلاثاء قمة عربية اقتصادية, تراجع العراق عن موافقته على المشاركة في القمة ، على ما اوضح الامين العام للجامعة العربية. وقال موسى ان رئيس الوزراء العراقي ، نوري المالكي، ابلغه ان ""العراق لن يشارك في قمة الدوحة في حال عدم اكتمال النصاب"". وكان موسى اعلن في القاهرة, حيث التقى الامين العام للامم المتحدة ، بان كي مون، في مستهل جولة يقوم بها الاخير على الشرق الاوسط لوقف اطلاق النار في قطاع غزة, ان مصير عقد قمة عربية طارئة ""سيحسم خلال الساعات المقبلة"". واضاف ان ""مصر والسعودية دولتان عربيتان اساسيتان ، ويجب ان تكونا جزءا اساسيا من اي اجماع عربي كما يجب ان تكون كل الدول العربية جزءا من هذا الاجماع"". وكانت مصر والسعودية ابلغتا الجامعة العربية رسميا (الثلاثاء الماضي) انهما لا تريان ضرورة لعقد قمة طارئة في الدوحة ، واقترحتا عقد اجتماع تشاوري للقادة العرب حول الحرب في غزة عشية القمة الاقتصادية في الكويت. ويدور نزاع حاد في الدول العربية بين معسكر ""الاعتدال"" ، الذي تقوده مصر والسعودية ، ومعسكر ""التطرف"" الداعم لحركة حماس ، والذي تقوده سوريا وقطر. ويوم أمس الخميس، جدد امير قطر ، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، للمرة الرابعة خلال اسبوعين، الدعوة الى عقد قمة عربية طارئة, كان دعا اليها للمرة الاولى يوم 28 دجنبر الماضي، لبحث الوضع في قطاع غزة ، وتعليق مبادرة السلام العربية. واعلن امير قطر، في كلمته المتلفزة ، ان قمة الدوحة اعدت جملة من القرارات من بينها ""تعليق مبادرة السلام العربية ، ووقف كل اشكال التطبيع مع اسرائيل ، واقامة جسر بحري تشارك فيه الدول العربية لنقل ما تحتاجه غزة"" من مساعدات. واكد الامين العام للجامعة العربية ، ان قمة الكويت الاقتصادية ""ستعقد في كل الاحوال"" ، واذا عقدت قمة طارئة في قطر، ""فستخصص لموضوع واحد فقط هو غزة"". واعتبر موسى في القاهرة ان ""الصورة (في العالم العربي) سيئة جدا"", مضيفا ان ""الانقسام العربي يجب علاجه وليس تعميقه ، ونرى انه يجب ان يكون هناك توافق في الراي"".