أكدت مقالات صحفية صادرة أخيرا في بعض الصحف الاسبانية، أن عدد السياح الأجانب الذين زاروا إسبانيا السنة الماضية عرف انخفاضا ملموسا، بسبب المنافسة المغربية. حيث أفادت وزارة الصناعة والسياحة والتجارة الاسبانية، أن عدد السياح تراجع بنسبة 6.11 في المائة في شهر نونبر الماضي، مقارنة مع الشهر نفسه من العام ما قبل الماضي، حيث انخفض عدد الوافدين من بريطانيا بنسبة 15 في المائة ومن ألمانيا بنسبة 7 في المائة. وكان هذا أول انخفاض يتجاوز 10 في المائة في عدد السياح القادمين إلى إسبانيا خلال العقد الحالي. ويعد مجال السياحة بإسبانيا ثاني أكبر قطاع صناعي في البلاد. ولعل تراجع عدد السياح الأجانب بنسبة 2 في المائة إلى 6.54 مليون خلال الأشهر الأخيرة من السنة الماضية، شكل ضربة اقتصادية أخرى إلى إسبانيا مع انهيار قطاع البناء والعقار الذي يشكل المجال الاقتصادي والصناعي الأول في البلاد، حيث ارتفعت نسبة البطالة والفقر مما ينذر بوضع اجتماعي واقتصادي وخيم. وتعالت في الآونة الأخيرة بإسبانيا أصوات أحزاب المعارضة لمطالبة سلطات مدريد بنهج سياسة تدبيرية جديدة وفعالة لمواجهة شبح الأزمة والتضخم اللذين يزحفان على المجتمع الاسباني بشكل مخيف، وبتخفيض نفقات ورواتب كبار موظفي الدولة والمنتخبين المحليين، ونهج سياسة متشددة للتقشف لمواجهة تبعات الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ألقت بظلالها على مختلف النواحي الاجتماعية والاقتصادية. تبقى الإشارة في الختام إلى أن الحكومة الاسبانية تحاول الآن إعادة الاعتبار لقطاع السياحة من خلال دراسة العديد من المقترحات والمشاريع واستقطاب مجموعة من المستثمرين الدوليين خاصة الروس والخليجيين والبريطانيين والألمان، بعد المنافسة الشديدة التي أبداها المغرب في هذا المجال.