استدعت الجزائر على عجل قيادة جبهة الانفصاليين الى العاصمة الجزائرية , و عقدت معها أول أمس الأحد اجتماعا زعم بلاغ لمصالح الوزير الاول الجزائري أنه لقاء تشاوري تناول المسائل الدبلوماسية والأمنية والإنسانية ذات الاهتمام المشترك، في حين تشي نوعية الحضور و ملابساته بأنه أكثر من اجتماع تنسيقي بل يندرج ضمن ترتيبات التصعيد المتعدد الواجهات الذي يحضره النظام الجزائري ، بعد فشل "زوبعة " بان كي مون الأخيرة في زعزعة الموقف المغربي الصلب ، و تحقيق حجم الاحراج الذي كانت الجزائر تتوقع و تتمني أن تخلقه " غضبة بان " للمملكة . الاجتماع التشاوري مع قيادة الرابوني حضره بالإضافة إلى الوزير الأول الجزائري , و قطبا الدبلوماسية الجزائرية لعمامرة و امساهل إضافة إلى نائب وزير الدفاع الجزائري قائد أركان الجيش الجنرال أحمد قايد صالح ، مما يعني أنه خاض في قضايا عسكرية ذات حساسية و أهمية كبرى تهم التصعيد العسكري الذي تشهده منطقة الصحراء بعد إعلان البوليساريو حالة الاستنفار العسكري قريبا من الجدار الأمني العسكري و تّأكد معلومات عن زيارة وفد من جنرالات الجيش الجزائري لمخيمات تندوف الأسبوع الماضي من أجل إنجاز مسح ميداني للوضع العسكري مما يعني ضمنيا أن حضور وزير الدفاع الجزائري علنا لأول اجتماع مع قيادة البوليساريو يحيل لوحده على استنتاجات منطقية مفادها أن الجزائر الرسمية تغذي جذوة الحرب بالمنطقة أو على الاقل تحاول الاستفادة من دفع قيادة الرابوني لإعلان التصعيد العسكري و التلويح بحمل السلاح في وجه المغرب على الأقل لتوظيف هذا التصعيد في الضغط على أعضاء مجلس الامن و هم يستعدون للشروع في تدارس ملف الصحراء قريبا . من جهة أخرى يبرز عزم الجزائر لاستقبال وزير الخارجية الفرنسي مارك أيرولت اليوم بالعاصمة الجزائرية بحزمة ثقيلة من أوراق الضغط و الابتزاز و المقايضة ، بعد أن أبانت باريس عن دعم دبلوماسي قوي للمغرب في معركته الأخيرة ضد بان كي مون و استطاعت إقناع مجلس الأمن بعدم الانسياق الأعمى وراء مطالب الأمين العام الأممي بإدانة الرباط . والواضح أن النظام الجزائري يدرك أنه مع متم ولاية بان كي مون نهاية السنة الجارية على رأس الاممالمتحدة و التغير المرتقب في إدارة البيت الأبيض مع احتمال فوز السياسية الأمريكية هيلاري كلينتون المقربة من الرباط بمقعد الرئاسة كلها مستجدات ستسهم في تقلص محسوس للنفوذ الدولي للجزائر و ستقوي جبهة الصراعات الداخلية المتأججة بين أقطاب النفوذ المتطاحنة داخليا حول خلافة الرئيس المريض , و بهذا تبرز حاجة الجزائر الملحة الى تحويل أنظار الرأي العام الجزائري عما يتفاعل من صراعات و فضائح داخلية ابرزها التحضيرات الجارية من المحيط المقرب لاعادة وزير الطاقة السابق شكيب خليل المشبوه بالفساد و الارتشاء الدوليين في ملف المحروقات و اعداده لتصدر المشهد السياسي الجزائري بينما الكل منشغل بترتيبات الصدام العسكري المحتمل في رمال الصحراء و توصيفه في صيغة عدوان مغربي جديد..... و من الغريب أن جل أوراق الجزائر و نواياها العدائية تجاه المملكة انكشفت في وقت متقارب خاصة بعد تسريب موقع ويكيليكس قبل أيام فقط وثيقة سرية تكشف عن اتفاق وتنسيق سريين بين السلطات الجزائرية والقاعدة من أجل ضرب مصالح مغربية في المنطقة مقابل تلافي تنفيذ عمليات داخل الجزائر و هذا يثبت بأن الاستخبارات العسكرية الجزائرية العاجزة عن مجاراة و منافسة نظيرتها المغربية في ترصد و القضاء على التهديدات الإرهابية تتجه عبر صلاتها الموثقة والمعروفة مع الزعامات الإرهابية الناشطة بالجنوب الجزائري أوبمنطقة الصحراء الكبرى و الساحل و تكييف أهدافها مع أجندة النظام الجزائري التي تسعى الى تحويل المنطقة إلى برميل بارود متفجر يبرر تدخلها المعتاد في القضايا الداخلية لعدد من الدول الافريقية كما هو الحال بالنسبة الى مالي و النيجر و غيرها من منطلق استرجاع السلم و خلق حزام جيو استراتيجي يحاصر الحدود المغربية من ثلاثة جوانب .