يواصل غدا الخميس قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا استنطاق الظنينين (محمد. ل) و (هشام. ل) المرحلين، أخيرا، من سوريا إلى المغرب، للاشتباه في تورطهما في عمليات تجنيد مغاربة “للجهاد” بالعراق. وتابعت النيابة العامة الظنينين من أجل تهم منها، على الخصوص، “تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية لها علاقة بمشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف”. وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء أحالت الاسبوع الماضي ، المتهمين الاثنين على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط. وكشفت مصادر مطلعة أن الأجهزة الأمنية المغربية تمكنت، منذ سنة 2003 إلى نهاية 2007، من تفكيك حوالي 30 شبكة لتجنيد مقاتلين مغاربة بهدف إرسالهم إلى العراق لمواجهة القوات الأمريكية وتنفيذ عمليات انتحارية بواسطة سيارات مفخخة. و ترتبط بعض هذه الشبكات بصلات وثيقة بتنظيمات متطرفة في الخارج، في مقدمتها القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن، وقد قاد تفكيك هذه الخلايا إلى اعتقال عشرات المرشحين، قبل أن يتوجهوا إلى أراضي بلاد الرافدين . وأوضحت المصادر أن نسبة كبيرة من الاستمارات التي عبأ ها هؤلاء المتطوعون، واطلعت عليها الأجهزة الأمنية، تظهر أن السبب الأول الذي يدفع هؤلاء المغاربة للسفر إلى العراق هو “الاستشهاد”. ومن بين أبرز الخلايا المرتبطة بالتجنيد، التي جرى تفكيكها أخيرا، خلية تطوان التي من يتابع ضمنها 27 متهما ضمن شبكة في استقطاب متطوعين مغاربة للتوجه نحو العراق. ويوجد من بين المتهمين (أحمد.ص)، وهو مواطن سويدي من أصل مغربي يبلغ من العمر 56 سنة، أمضى أكثر من 30 عاماً في السويد، قبل أن يعود إلى مسقط رأسه في تطوان ليستقر بها، نظرا لعلاقته ببعض المتهمين في هذه النازلة. ويتابع هؤلاء الأظناء، الذين يوجد من بينهم واحد في حالة سراح مؤقت، بتهم “تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية تهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق”. وسبق أن كشفت العناصر الأولية للتحقيق مع هؤلاء المتهمين عن “وجود علاقات إيديولوجية ودعم مالي ولوجيستيكي بين هذه الخلية ومجموعات إرهابية دولية من بينها تنظيم “القاعدة” و”الجماعة السلفية للدعوة والقتال” الجزائرية والجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية، وكذا مع أشخاص معروفين بتوجههم نحو العمل الإرهابي على الصعيد الدولي”.