صرح مدير أكاديمية جهة بني ملالخنيفرة مومن طالب أن "لقاء إطلاق دراستين في مجال التربية غير النظامية المنعقد بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملالخنيفرة زوال يوم الإثنين 21 مارس الجاري " يأتي في سياق إرساء الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 التي تعتزم الوزارة إرساءها في مجال التربية غير النظامية، بهدف تطوير عرض تربوي تكويني لفائدة اليافعين والشباب غير الممدرسين، وتيسير إدماجهم في النسيج الاقتصادي، من خلال إحداث مركز التربية غير النظامية – الجيل الجديد بني ملال. وأضاف أن اللقاء ثمرة تعاون بين منظمة اليونسكو ومديرية التربية غير النظامية، التي فتحت قنوات التواصل منذ مدة مع الأكاديمية لإطلاق دراستين حول المحيط السوسيو اقتصادي والسوسيو تربوي لأقاليم بني ملال وأزيلال، قصد توفير المعطيات الضرورية لتنفيذ مشروع التعاون "التربية والتكوين غير النظامي من أجل إدماج الشباب" ودعم التوجهات الجديدة لبرامج التربية غير النظامية- الجيل الجديد. وبحسب رأيه، فإن إنشاء مركز سوسيو مهني ببني ملال يأتي لمواجهة قضايا عدم التمدرس ومحاربة تشغيل الأطفال، عبر إتاحة فرصة ثانية للتربية والتكوين المهني بشراكة مع منظمات المجتمع المدني والمساهمة في الإدماج السوسيو اقتصادي لليافعين المنقطعين عن الدراسة وتوفير ودعم مسالك التأهيل التربوي والاستئناس الحرفي والتكوين المهني للمستفيدين من برامج التربية غير النظامية. وذكر أن الاستراتيجية الجديدة للتربية غير النظامية، خاصة برنامج مدرسة الفرصة الثانية الجيل الجديد، قاد مديرية التربية غير النظامية بمعية بعض الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين إلى وضع تصور لمشروع مجدد يتمثل في إحداث مراكز سوسيو- تربوية للتربية والتكوين بمختلف الأكاديميات. وتشتمل برامج التكوين داخل هذه المراكز جانبا يخص التأهيل المدرسي وآخر للاستئناس الحرفي والمهني. من جهتها، أشارت لطيفة رمضاني عن مديرية التربية غير النظامية أن تجربة إنشاء مركز سوسيو مهني ببني ملال تعتبر الثانية من نوعها على الصعيد الوطني، بعد تم إطلاق تجربة نموذجية بجهة فاس بولمان التي فتحت مركز البطحاء للتربية غير النظامية بهدف تكوين ما بين 60 و 80 مستفيدا (ة) مع إمكانية توسيع قاعدة المستفيدين في السنتين المواليتين. وأضافت، أن تصور المراكز السوسيو تربوية يعتمد على عقد شراكات مع جمعيات المجتمع المدني لتدبير هذه المراكز وتنفيذ برامج التكوين بها، إذ تتكلف الوزارة بدعم مالي للجمعية من أجل المساهمة في توفير التكوين وتدبير المركز، وتتكلف الأكاديمية الجهوية بتوفير المركز وتجهيزه من حيث مرافق ووسائل التكوين والإقامة والتغذية. وتعهدت السيدة ممثلة اليونسكو في كلمتها، بعقد لقاء ثان موسع مع كافة الشركاء لضمان نسبة كبيرة لإنجاح تجربة المركز السوسيو مهني الذي انتهت الأكاديمية من وضع لمساته الأخيرة لوضعه رهن إشارة المستفيدين بعدما تم تجهيزه بأحدث الوسائل الديداكتيكية في انتظار إعطاء الانطلاقة الفعلية قريبا، كما أشارت إلى اهتمام منظمة اليونسكو بتجربة المديرية في مجال التربية غير النظامية سيما فيما يتعلق بالمراكز السوسيو مهنية التي تعتبر قيمة مضافة في منظومة التربية والتكوين. وتتطلع ممثلة اليونسكو من خلال هذا اللقاء إلى معرفة تطلعات الفئات المستهدفة، مركزة في حديثها على أهمية إنجاح تجربة المقاولة الصغيرة التي تعتبر تجربة جيدة تجسد اهتمامات جهة بني ملالخنيفرة، داعية إلى إشراك كافة المتدخلين لضمان نجاح تجربة المراكز السوسيو مهنية. ولم يخف عبد الوهاب اضليعة مدير مركب التكوين المهني ببني ملال تحمسه لإنجاح المركز السوسيو المهني وتقديم كل الدعم لإرسائه سيما أن مركبه المهني يتوفر على كافة الوسائل والتقنيات التي تضمان نسبة كبيرة من نجاح التجربة. وأشار المصدر ذاته إلى تجربة قطاع التكوين المهني الذي سخر إمكانيات لا محدودة لإدماج الشباب في منظومة الشغل، إذ استطاعت مثلا الوحدة المتنقلة للمركز أن تدمج العديد من التلاميذ المتحدرين من مدينة أفورار والذين انقطعوا عن الدراسة في منظومة الشغل بتسخير وحدة متنقلة لهذا الغرض. وذكر أن وزارة التربية والتكوين المهني فكرت في مشاريع جديدة لإيجاد حلول سريعة لمشكلة الهدر المدرسي بدل تأجيلها إلى مستويات دراسية ما يحقق تراكما سلبيا يؤثر على المنظومة ويخلق لها متاعب. وتناول ممثل مكتب الدراسات المشرف على دراسة المشروع في عرضه الإمكانيات والحلول الممكنة التي تعجل بإنجاز مركز سوسيو مهني وإنجاحه بالاعتماد على مقاربات سوسيو- اجتماعية ومجالية وثقافية. ودعا إلى تقوية قدرات الجمعيات لمواجهة المشاكل التي تعترضها مشيرا إلى أهمية إشراك المجالس المنتخبة التي ينبغي إشراكها لتجاوز كافة المشاكل التي تعتري منظومة التربية والتكوين. وأبدى كافة المتدخلين بعد تقديم العروض، استعدادهم لإنجاح تجربة المراكز السوسيو- مهنية التي لا ينبغي أن تقتصر على مدينة بني ملال وحدها، حسب رأيهم، بل يقتضي الأمر تعميمها على كافة تراب أكاديمية بني ملالخنيفرة لمحاربة إشكالية الهدر المدرسي التي تستنفذ طاقات وإمكانيات الأكاديمية.