في ما يعكس تخوفات روما من الحرب في ليبيا، أعرب المبعوث الخاص للحكومة الإيطالية إلى طرابلس، جورجيو ستاراتشي، عن معارضة بلاده محاربة الإرهابيين في ليبيا من طرف واحد، مؤكداً ضرورة أن يأتي طلبٌ بهذا الخصوص من حكومة الوحدة الوطنية الليبية الجاري تشكيلها. وأشار ستاراتشي في تصريحات صحفية أن تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا يعد هدفاً لبلاده والمجتمع الدولي. وأثار ظهور تنظيم داعش في سوريا التي تشغل أزمتها الرأي العالم العالمي خلال الفترة الأخيرة، إلى جانب ظهوره في عدد من الدول غير المستقرة منها ليبيا، قلق إيطاليا جارتها شمالي البحر الأبيض المتوسط. وتحاول إيطاليا لفت الرأي العام العالمي نحو ارتفاع وتيرة أنشطة داعش مع مرور الوقت في ليبيا، مستفيداً من الفراغ السياسي في البلاد، كما تدعم روما الجهود الرامية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، إلى جانب تلويح المسؤولين الإيطاليين بين فينة والأخرى باستخدام الخيار العسكري ضد التنظيم. وأعربت إيطاليا عن قلقها العميق حيال امكانية تسلل عناصر إرهابية إلى أراضيها ضمن تدفق موجات كبيرة من المهاجرين القادمين إليها من إفريقيا عبر ليبيا. وقال مسؤول بوزارة الدفاع الإيطالية إن بلاده وافقت على السماح بانطلاق طائرات مسلحة دون طيار من أراضيها للدفاع عن القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال أفريقيا. ويشمل ذلك المهام الدفاعية فقط وليست الهجومية مثل الهجوم على معسكر تدريب يشتبه في أنه لمتشددين في صبراتة بليبيا والذي أسفر عن مقتل عشرات الأسبوع الماضي. واعتبر ستاراتشي أن هدف بلاده الأول والرئيسي هو "تشكيل حكومة في ليبيا، والتدخل العسكري ضد الإرهاب في البلاد وخصوصاً تنظيم "داعش"، يتطلب دعوة من الحكومة الليبية، نحن ضد محاولة التدخل العسكري في ليبيا من طرف واحد". في نفس السياق، أفاد نيغرو فينتشنزو مراسل الشؤون الخارجية في صحيفة " لا ريبوبليكا" الإيطالية الواسعة الانتشار، أن ليبيا تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لأمن إيطاليا، مضيفا أن بلاده تؤكد الحاجة لتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا قبل كل شيء، وذلك من أجل التمكن من منع أنشطة الجماعات الإرهابية في ليبيا، ولهذا السبب فروما تعارض بشكل قطعي أي تدخل عسكري خارجي من قبل المجتمع الدولي قبل تشكيل حكومة وحدة وطنية".