أعرب المبعوث الخاص للحكومة الإيطالية إلى ليبيا السفير "جورجيو ستاراتشي"، معارضة بلاده محاربة الإرهابيين في ليبيا من طرف واحد، مؤكداً ضرورة أن يأتي طلبٌ بهذا الخصوص من حكومة الوحدة الوطنية الليبية الجاري تشكيلها. جاء ذلك في لقاء مع مراسل الأناضول، حيث أشار ستاراتشي، أن تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا يعد هدفاً لبلاده والمجتمع الدولي. وأثار ظهور تنظيم "داعش" في سوريا التي تشغل أزمتها الرأي العالم العالمي خلال الفترة الأخيرة، إلى جانب ظهوره في عدد من الدول غير المستقرة منها ليبيا، قلق إيطاليا جارتها شمالي البحر الأبيض المتوسط. وتحاول إيطاليا لفت الرأي العام العالمي نحو ارتفاع وتيرة أنشطة داعش مع مرور الوقت في ليبيا، مستفيداً من الفراغ السياسي في البلاد، كما تدعم روما الجهود الرامية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، إلى جانب تلويح المسؤولين الإيطاليين بين فينة والأخرى باستخدام الخيار العسكري ضد التنظيم. وأعربت إيطاليا عن قلقها العميق حيال امكانية تسلل عناصر إرهابية إلى أراضيها ضمن تدفق موجات كبيرة من المهاجرين القادمين إليها من إفريقيا عبر ليبيا. وقال ستاراتشي "إن هدفنا الأول والرئيسي هو تشكيل حكومة في ليبيا، والتدخل العسكري ضد الإرهاب في البلاد وخصوصاً تنظيم "داعش"، يتطلب دعوة من الحكومة الليبية، نحن ضد محاولة التدخل العسكري في ليبيا من طرف واحد". وأضاف ستاراتشي "لدينا انسجام كبير مع شركائنا في المجتمع الدولي بهذا الصدد، مع الأتراك، والأمريكان، والقطريين، ولذلك فإنني مسرور جدا وفخور بهذا الخصوص، استضافة إيطاليا مؤتمرا حول ليبيا في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وكانت مجموعة دول أصدقاء ليبيا على نفس النهج الداعم لتشكيل حكومة وحدة وطنية في البلاد". إلى ذلك أفاد " نيغرو فينتشنزو" مراسل الشؤون الخارجية في صحيفة " لا ريبوبليكا" الإيطالية الواسعة الانتشار، أن ليبيا تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لأمن إيطاليا. وقال فينتشنزو، للأناضول، "إن إيطاليا تؤكد الحاجة لتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا قبل كل شيء، وذلك من أجل التمكن من منع أنشطة الجماعات الإرهابية في ليبيا، ولهذا السبب فروما تعارض بشكل قطعي أي تدخل عسكري خارجي من قبل المجتمع الدولي قبل تشكيل حكومة وحدة وطنية". وأوضح فينتشنزو أن موقف إيطاليا الحذر في هذا الشأن، نابع من التجارب في أفغانستان، والعراق، والمناطق الاخرى، مضيفاً أنه لذلك السبب فإن الحكومة الإيطالية، وأغلبية أعضاء البرلمان يريدون أن تتولى القوى السياسية الليبية إدارة بلادهم، لافتاً إلى الحاجة لتقديم الدعم لليبيين. وأعرب فينتشنزو عن اعتقاده أن الشعب الإيطالي يدعم سياسة الحكومة تجاه ليبيا،مشيراً أن ذلك يظهراً جلياً من خلال قلق الشعب، الذي يعتقد أن أي تدخل خارجي دون طلب الحكومة الليبية سيكون مضراً للغاية.