رفض رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أي سيناريو لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بمناسبة زيارة خاطفة لرئيس وزرائها ديفيد كاميرون إلى بروكسل بحثا عن دعم البرلمان الأوروبي قبل قمة حاسمة لبحث مطالبه لإصلاح الاتحاد. وصرح يونكر الذي التقى كاميرون في العاصمة البلجيكية "لا نملك خطة بديلة، بل نملك خطة رئيسية. بريطانيا العظمى ستبقى في الاتحاد الأوروبي وستكون عضوا بناء وفاعلا فيه". وأوضح رئيس المفوضية التي تلعب دور الوسيط في المفاوضات "إن قلت إننا نملك خطة بديلة فسيوحي ذلك بوجود إرادة لدى المفوضية بالتفكير الجدي في إمكانية مغادرة بريطانيا العظمى الاتحاد الأوروبي. لذلك لن أخوض في تفاصيل خطة بديلة". يسعى رئيس الوزراء البريطاني إلى انتزاع تسوية في قمة دول الاتحاد أل`28 في بروكسل، ما سيجيز له تنظيم استفتاء حول بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي وهو استفتاء وعد مواطنيه به وينطوي على مجازفة كبيرة. كذلك التقى كاميرون رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز غير انه لم يدل بأي تصريح خلال زيارته الخاطفة. وتحت ضغط المشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي، اختصر كاميرون برنامجه المقرر في البرلمان الأوروبي. ويرى بعض البرلمانيين ان رئيس الوزراء البريطاني المحافظ يبالغ في طرح المطالب مقابل مجرد الوعد بخوض حملة لتأييد بقاء بلاده في الاتحاد خلال الاستفتاء، فيما يندد آخرون على غرار البريطاني الرافض لأوروبا نايجل فاراج بأي تنازل لصالح الاتحاد. وصرح فاراج رئيس حزب يوكيب المناهض للهجرة ان كاميرون "لم يطلب الكثير، كما انه يحصل على مقابل قليل جدا. هو لا يريد للشعب البريطاني ان يدرك ان هذا الاتفاق المزعوم يمكن صده بفيتو من هذا البرلمان بالذات". صعوبات ينبغي تسويتها ورد شولتز على هذه الانتقادات فأكد أن أي تعديل تشريعي سيخضع بالفعل لتصويت المجلس، مضيفا ان "البرلمان الأوروبي لا يملك حق نقض، ارفض هذا الخطاب". وتابع ان "الاتحاد الأوروبي لم يشهد قط وضعا دراميا على غرار ما يجري هذا الأسبوع"، محذرا من عواقب خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الذي تهزه أزمة هجرة غير مسبوقة. إضافة إلى شولتز التقى كاميرون ثلاثة نواب أوروبيين مشاركين في مناقشات اللحظة الأخيرة. كما أجرى لقاءات مغلقة مع رئيسي الكتلتين الرئيسيتين في البرلمان الأوروبي، الحزب الشعبي الأوروبي مانفرد ويبر والاشتراكيين جاني بيتيلا. ففي الثاني من فبراير طرح رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك مسودة اتفاق لتلبية مطالب بريطانيا وتجنب خروجها من الاتحاد، لكن هناك مواضيع حساسة عدة لا تزال عالقة مثل الهجرة والسيادة السياسية مرورا بالحوكمة الاقتصادية. وضاعف توسك الاثنين الضغوط وسط جولة على العواصم الاوروبية لتقريب المواقف محذرا من بوخارست من ان خطر تفكك الاتحاد الاوروبي "فعلي لان هذه العملية هشة للغاية" وقد تضع "مستقبل الاتحاد الأوروبي على المحك". وزار توسك قادة دول في أوروبا الوسطى والشرقية حيث يسود الاستياء إزاء احد ابرز مطالب كاميرون ويقضي بتقييد المساعدات الاجتماعية للمهاجرين الأوروبيين الوافدين إلى بريطانيا للعمل. والتقى المسؤول الأوروبي رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس وسيلتقي نظيره التشيكي بوهوسلاف سوبوتكا والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل.أما كاميرون فقام مساء الاثنين الماضي بزيارة مفاجئة الى باريس آملا في كسر تردد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يرفض بشكل قاطع منح الدول التي لم تعتمد اليورو، إمكانية عرقلة قرار لدول منطقة اليورو ال`19. وقال سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية هارليم ديزير ء في بروكسل "ما زال هناك عمل ينبغي انجازه ولاسيما حول العلاقات بين دول منطقة اليورو والدول غير الأعضاء في منطقة اليورو، وحول سلامة السوق الداخلية، وضبط الأسواق المالية".