عادت الاشتباكات والمواجهات والمصادمات لتشعل مدينة بريان في غردايةبالجزائر بعد حوالي شهرين ونصف من الهدوء في ضوء الاضطرابات التي كانت قد خلفت خسائر مادية بليغة وإصابات في صفوف قوات الأمن. وذكرت صحف جزائرية الصادرة أمس أن تجدد المصادمات في هذه المدينة بداية من صباح يوم الثلاثاء الماضي أسفر في البداية عن جرح 10 أشخاص وتوقيف عشرة آخرين وتخريب شاحنة و6 محلات تجارية وأربعة بيوت، وأضافت هذه الصحف أن المصادمات تواصلت في ثلاث مناطق لأكثر من ساعتين تمكنت بعدها قوات الأمن من الأخذ بزمام الأمور، وقالت الصحف إنه لولا مسارعة قوات الأمن للانتشار في النقاط الساخنة لكانت النتائج كارثية. ووصف أعيان من المدينة الوضع «بالخطير ويحتاج لتواجد دائم لقوات الأمن». وأوضحت الصحف الجزائرية أمس أن هذه الأحداث جاءت أقل عنفا عما شهدته المدينة في الأسبوع الأول من ماي الماضي عندما سقط قتيلان أثناء أعنف المصادمات، ومنذ يوم 19 مارس الماضي عجز سكان بريان عن الخروج من دائرة العنف المغلقة التي تتخبط فيها المدينة، وراح ضحيتها 3 أشخاص أزهقت أرواحهم، إضافة إلى جرح أكثر من 80 شخصا وخسائر مادية فاقت 100 مليار سنتيم، وتم توقيف 68 شخصا أدين أكثر من نصفهم في قضايا الحرق العمدي والتخريب والتجمهر، وينتظر ثلثهم المحاكمة في قضايا جنائية تتعلق بالتحريض على التجمهر والحرق العمدي، وكشف مسؤول رسمي أن أكثر من 200 أسرة مهجرة لم تعد إلى بيوتها المخربة بعد مصادمات ماي المنصرم، وظلت تقيم في المؤسسات التربوية ولدى الأقارب، كما أن عشرات المحلات التجارية ظلت مغلقة بعد تخريبها ونهبها. ويذكر أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كان قد اتهم في خطاب ألقاه يوم خامس يوليوز الجاري أطرافا خارجية بالوقوف وراء الاضطرابات المتتالية والكثيرة التي تهز الجزائر منذ مدة.