إنطلقت بمراكش صباح يوم الإثنين 25 يناير 2016 فعاليات مؤتمر حقوق الأقليات الدينية في الدول الإسلامية تحت شعار "الإطار الشرعي والدعوة إلى المبادرة "تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس بتعاون مع منتدى السلم في المجتمعات المسلمة، وستستمر أشغال هذا الملتقى على مدى ثلاثة أيام. ولقد شارك في هذا المؤتمر أزيد من 150 عالما ومفتيا من قارات العالم الخمسة و 40 شخصية سياسية ووزارية من مختلف دول العالم الإسلامي و100 من ممثلي الأقليات غير مسلمة بجميع طوائفها، وممثلى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية وممثلى الهيئات الناشطة في مجال حوار الأديان بالإضافة إلى مفكرين وإعلاميين. ولقد تميزت الجلسة الإفتتاحية بحضور كل من أندريه ازولاي ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية" أحمد توفيق" والشيخ عبد الله ابن بيه" رئيس منتدى السلم في المجتمعات المسلمة ويناقش المؤتمر من خلال أربع جلسات عامة وثلاث ورش عمل التأصيل لقضية الأقليات الدينية في الدول الإسلامية وأسس المواطنة المتكاملة من خلال وثيقة المدينةالمنورة للرسول صلى الله عليه وسلم ،وآفاق المواطنة في الفكر الإسلامي المعاصر والآخر في الرؤية الإسلامية والتعايش في التجربة التاريخية الإسلامية. ولقد تميزت الجلسة الافتتاحية بقراءة نص الرسالة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حيت تم من خلالها الترحيب بالحضور ، والتركيز على أهمية المؤتمر والدي جاء حسب نص الرسالة بالتعريف بالقيم الصحيحة للأديان والسعي لتفعيل هذه القيم من أجل السلم والتضامن ، وأن المغرب لا يرى أي مبرر لهضم أي حقوق من حقوق الأقليات الدينية ، وأكدت الرسالة أن تاريخ المغرب يعرف نموذجا حضاريا متميز في مجال تساكن وتفاعل المسلمين مع أهل الديانات الأخرى ولا سيما اليهود والنصارى، مضيفة أن المغرب يضع على عاتقه حماية حقوق المسلمين وغير المسلمين على السواء كمتدينين بمقتضى المبادئ المرجعية التابتة وكمواطنين بمقتضى الدستور. وأشارت الرسالة السامية كذلك أنه"لا يجب توظيف الدين في تبرير أي نيل من حقوق الأقليات الدينية في البلدان الإسلامية" وفي جانب آخر أكد "عبد الله بن بيه" الرئيس السابق لاتحاد علماء المسلمين ورئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة خلال المؤتمر أن"حضارتنا مريضة وفريق العلماء والفلاسفة هم الأطباء لمعالجة هذه الحضارة " وأضاف أن مسألة الأقليات الدينية في العالم الإسلامي بحاجة إلى تنظيم مؤتمرات متخصصة لتقديم حلول ناجعة " مشيراً انه من الممكن معالجة هذا المرض من صيدلية الشريعة الإسلامية وهذا هو التحدي على حد تعبير في حين أكد وزير الأوقاف المصري "محمد مختار جمعة "في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية" أن الدول الإسلامية تقف فى الصف الأول فى مواجهة التطرف والتمييز ، وأننا نتمنى أن يعاملنا الآخرون ببعض ما نعاملهم به ونحمله تجاههم من التسامح " مؤكداً أن الجماعات المتطرفة الرافضة للآخر إنما هى جماعات محمولة ظلما على الإسلام . وأضاف أن تلك الجماعات ذات أبعاد وأهداف سياسية صنعت من طرف بعض الدول للنيل" من دولنا ومنطقتنا وتشويه صورة ديننا الحنيف ، ولا علاقة لها بالإسلام ولا بالأديان السماوية أو حتى بالإنسانية.يضيف "محمد مختار" مشيراً إلى أن الدول الإسلامية أول من يكتوى بنار تلك الجماعات المتطرفة. هذا وقد انتهز وزير الأوقاف المصري فرصة وجود ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لتوجيه رسالة تؤكد على ضرورة تبنى الأممالمتحدة مبادرة المواطنة المتكافئة وترسيخ مبدأ العيش المشترك على أسس إنسانية فى ضوء حقوق الإنسان والإحترام المتبادل بين الأمم والشعوب. و سيناقش المؤتمر كذلك في غضون تلاتة أيام ،الإشكاليات والقضايا المتعلقة بالأقليات الدينية، ومحاولة ترسيخ كل ما يتجلى في الدين الإسلامي من مظاهر التعايش والسلم المجتمعي و الإنفتاح على الآخر، في محاولة لتكوين تيار مجتمعي عريض لحماية الأقليات الدينية في البلدان المسلمة.