وأضاف يسف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أشغال هذا المؤتمر المنظم ما بين 25 و27 يناير الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن بناء هذا الصرح من شأنه مواجهة العدو الخطير الذي هو بمثابة وحش كاسر لا يفرق بين المسلم وغير المسلم. وشدد يسف إلى أنه من الواجب على الحكماء والعقلاء في هذا العصر أن يعبئوا أنفسهم لرد هذا العدوان، الذي يقتل كل شيء جميل في الحياة، مبرزا أن هذا اللقاء من شأنه أن يذكر الإنسان بأن الله تعالى لم يخلقه لأعمال القتل وسفك الدماء وقتل الأرواح، لكن خلق من أجل أن يتعاون ويتحاب ويوحد جهوده لرد كل عدوان عن هذه الأرض. واستشهد بقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز "يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، مفسرا الآية الكريمة بمعنى "لتتعاونوا وتتحابوا لا من أجل أن تتقاتلوا وتفنوا أنفسكم وأهليكم بعضكم البعض". وذكر محمد يسف بأنه يشارك في هذا الملتقى عدد كبير من رجالات العلم والفكر وممثلي الملل الدينية السماوية كلها، موضحا أن الوضع الذي يعيشه العالم الإسلامي خاصة، والأمة الإنسانية كلها، يستدعي مثل هذه التحركات التي يقوم بها الحكماء والعقلاء. وخلص إلى القول إن المغرب يحتضن هذه التظاهرة، لأن تجربته تعتبر تجربة غنية جدا، مبرزا أن الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمشاركين في هذا الملتقى تطرقت إلى ما قام به المغرب خلال العصور السالفة من حماية للأقليات الدينية في المجتمع المغربي ولا سيما بالنسبة للأقلية اليهودية بالمملكة. ويشكل هذا اللقاء فرصة للتأكيد على أن "هذه الأعمال وانتهاكات حقوق الأقليات الدينية تتعارض تماما مع روح السلم والاعتدال والعيش المشترك التي ميزت على الدوام، وما زالت، العلاقات بين مختلف مكونات المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة". ويتضمن برنامج المؤتمر، الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومنتدى تعزيز السلم بالمجتمعات الإسلامية، عددا من الجلسات العامة تتناول، على الخصوص، "التأطير والتأصيل لقضية الأقليات الدينية في الديار الإسلامية" و"المواطنة والآخر في الرؤية الإسلامية" و"التعايش في التجربة التاريخية الإسلامية". وسيتطرق المشاركون، خلال هذه الجلسات إلى جانب عدد من الورشات، إلى مجموعة من المواضيع تهم "أسس المواطنة التعاقدية من خلال وثيقة المدينةالمنورة" و"عرض أعمال المستشرقين حول وثيقة المدينة" و"آفاق المواطنة في الفكر الإسلامي المعاصر" و"الآخر في الرؤية الإسلامية" و"ضمانات المواطنة لدى الأديان" و"التجربة التاريخية للمملكة المغربية في التعايش بين الأديان" و"أسس وأهمية الوئام والمحبة بين المواطنين والتضامن بين الأديان" و"الإسلاموفوبيا وغيرها من أنماط الكراهية وآفاق العمل المشترك". وستتوج أشغال المؤتمر بإعلان مراكش، وإصدار وثيقة لدعم هذا الإعلان ومناهضة الإسلاموفوبيا.