سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علماء الإسلام يتدارسون بمراكش حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية مؤتمر علمي على مدى 3 أيام بمشاركة وزراء وباحثين ومنظمات دولية
المفتي العام بروسيا: مبادرة تعلي مكانة الإنسان وفقا للأمر الإلهي 'لا إكراه في الدين'
ويحظى المؤتمر، الذي يستمر إلى يوم 27 يناير الجاري بحضور ممثلي مختلف الديانات المعنية بقضية وضع الأقليات في الديار الإسلامية، وبمشاركة العديد من الشخصيات منهم وزراء، وعلماء، وباحثون، بالإضافة إلى منظمات دولية. ويسعى المشاركون إلى مناقشة الإطار الشرعي لقضية الأقليات الدينية في ضوء السياقات التاريخية والأبعاد الحقوقية المحلية والدولية في عالم اليوم، ليتوج بإعلان مراكش. وأجمع عدد من المشاركين في المؤتمر، الذي يعد إحدى حلقات مشروع تجديدي كبير، يهدف الى وضع تصور جديد لمعنى المواطنة في الدول ذات الأغلبية المسلمة، يتوافق مع التراث الاسلامي العريق في حماية غير المسلمين وصون حقوقهم، على أن انعقاد المؤتمر يأتي في سياق تتعرض الأقليات الدينية ببعض البلدان الإسلامية أحيانا لممارسات تمس حريتهم الدينية وتتنافى مع التعاليم والمبادئ الأساسية للدين الإسلامي والمواثيق والمعاهدات الدولية. وقال بعض المشاركين في تصريحات متفرقة ل"المغربية"، إن اضطهاد الأقليات الدينية والاعتداء عليها سواء بالأقوال أو الأفعال وتلك الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون والجماعات المتطرفة، مخالف للقيم الإسلامية، التي أقرت حقوق تلك الأقليات بمختلف أنواعها. وقال طلعت صفا تاج الدين، المفتي العام وشيخ الإسلام بروسيا، "سنحاول إبراز وتأكيد سماحة الدين الإسلامي الحنيف، خاصة بعد تعرض الأقليات الدينية في البلدان الإسلامية إلى القتل والترويع والتهجير من قبل مجموعات اتخذت من الدين ستارا لاستباحة الأعراض والممتلكات، حيث تفرض تلك الأوضاع على المسلمين حماية وجود الأقليات وحقوقهم بخطوات عملية على أرض الواقع". وأضاف أن هذه المبادرة تهدف إلى ضمان حقوق الأقليات الدينية، لاسيما الحق في ممارسة حرية الشعائر، مشيرا إلى أن روح هذه الدعوة تتحقق في سياق يعلي مكانة الإنسان، وفقا للأمر الإلهي الذي يحرم أي إكراه في الدين. من جانبه، ذكر عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم، أن المؤتمر يأتي لتعميق النظر في ما يمليه موضوع الأقليات الدينية وحقوقها في البلدان الإسلامية من مراجعات نظرية ومواقف عملية، والوقوف بحزم وقوة ضد اضطهاد الأقليات الدينية وكافة أشكال العدوان عليها. وقال "إننا أمة واحدة ومجتمع متضامن، يتمتع أفراده بالحقوق نفسها ويتحملون الواجبات نفسها، والعقد الذي ينطبق على الأقليات في الديار الاسلامية متجذر تاريخيا في التجربة الإسلامية". وأضاف أن الإسلام احترم خصوصية تلك الأقليات، وأقر بتمتعها بحرية ممارسة أديانها، ويتضامن الجميع في الحقوق والواجبات المحددة بالدستور العقلاني الذي يكفل التوازن والتعايش، وسيادة الحكم، وتسوية الإشكاليات بالعدل والإنصاف. ويتطرق المؤتمر إلى العلاقة بين المسلمين وغيرهم في حالتي السلم والحرب وما ينبغي ان تكون عليه تجسيدا للمقاصد العظيمة التي رسخها الدين الحنيف، وتصديقا لدعوة الرسول الكريم تتميما لمكارم الأخلاق في الرسالات السماوية. ومن المتوقع أن يصدر عن هذا المؤتمر إعلان مراكش لحقوق الأقليات ويكون بمثابة التفعيل وإحياء وثيقة المدينةالمنورة التي وضعها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مقاصدها وأهدافها لتنظيم العلاقة بين المسلمين وغيرهم، على ضوء المواثيق الوطنية والدولية في عصرنا الحالي.