أشادت ممثلة الطائفة المسيحية بالمغرب، كارن سميث، بالالتزام الراسخ لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في جعل المغرب بلدا للحوار السلمي المنفتح على كل الثقافات والديانات السماوية. ونوهت سميث، في كلمة خلال جلسة عامة في إطار مؤتمر حول "الأقليات الدينية في الديار الإسلامية.. الإطار الشرعي والدعوة إلى المبادرة" ينظم تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس على مدى ثلاثة أيام بمراكش (25-26-27 يناير الجاري)، بروح التسامح والحوار والتعايش التي تطبع علاقة المسيحيين المقيمين بالمغرب بالمواطنين المغاربة.
وأبرزت ممثلة الطائفة المسيحية بالمغرب أن الجالية المسيحية المتعددة بالمملكة، رغم قلتها، استطاعت أن تندمج في الفسيفساء المغربية، وتمارس شعائرها الدينية في هذا البلد بكل أمان في ظل سياق مغربي لغوي وثقافي متعدد.
وسجلت أن هذا النموذج المثالي في التعايش بين أتباع الديانات السماوية يشكل فرصة للعمل سويا من أجل محاربة لكل أشكال ومظاهر التطرف والعنف والتصدي لها وكذا للممارسات التي تمس حقوق الأقليات الدينية، مؤكدة على الحاجة الملحة إلى الانفتاح على الآخر من أجل إشاعة روح التسامح والعيش المشترك حتى يعم السلم والسلام بكل بقاع الأرض.
وأشارت في هذه الصدد، إلى مبادرة جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه بإحداث جامعة الأخوين بإفران التي تشكل فضاء للحوار بين اليهود والمسيحيين والمسلمين.
وعبر رئيس الطائفة اليهودية بمراكش والصويرة، السيد جاكي كادوش، عن اعتزاز الطائفة اليهودية بالمغرب بالمجهودات التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من أجل الحفاظ على فضاءات العبادة الإسلامية واليهودية، وبالعناية التي يوليها جلالته لرعاياه من اليهود.
وقال السيد كادوش إن "الطائفة اليهودية تعيش في المغرب منذ عقود، وتعد جزءا لا يتجزأ من هذا البلد الجميل والشعب المغربي العريق".
وتوقف كادوش، من جهة أخرى، عند مبادرة ترميم مقابر اليهود بالمملكة والتي "تعتبر أرشيفا مفتوحا وذاكرة مشتركة لبلدنا"، مبرزا في هذا السياق، أن هناك ما يزيد عن 160 مقبرة بالمغرب "تعكس بجلاء تاريخا طويلا ومغرب الملك محمد السادس نصره الله، الذي أعطى تعليماته السامية بأن تكون هناك متابعة لمسار ترميم كل المقابر اليهودية بالمغرب".
ويعرف هذا المؤتمر، الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومنتدى تعزيز السلم بالمجتمعات الإسلامية، مشاركة العديد من الشخصيات منهم وزراء، وعلماء، وباحثون، وممثلون للديانات المعنية بقضية وضع الأقليات في الديار الإسلامية، بالإضافة إلى منظمات دولية.
ويطمح المنظمون إلى أن يكون مؤتمر مراكش، الذي يتميز بتنوع ومستوى المشاركين، لحظة قوية لترسيخ روح الاعتدال ولاستدامة احترام حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية.
ويتضمن برنامج المؤتمر عددا من الجلسات العامة تتناول، على الخصوص، "التأطير والتأصيل لقضية الأقليات الدينية في الديار الإسلامية" و"المواطنة والآخر في الرؤية الإسلامية" و"التعايش في التجربة التاريخية الإسلامية".
ويتطرق المشاركون خلال هذه الجلسات إلى جانب عدد من الورشات لمجموعة من المواضيع تهم "أسس المواطنة التعاقدية من خلال وثيقة المدينةالمنورة"، و"عرض أعمال المستشرقين حول وثيقة المدينة"، و"آفاق المواطنة في الفكر الإسلامي المعاصر"، و"الآخر في الرؤية الاسلامية"، و"ضمانات المواطنة لدى الأديان"، و"التجربة التاريخية للمملكة المغربية في التعايش بين الأديان"، و"أسس وأهمية الوئام والمحبة بين المواطنين والتضامن بين الأديان"، و"الإسلاموفوبيا وغيرها من أنماط الكراهية وآفاق العمل المشترك".
ويرتقب أن تتوج أشغال المؤتمر بإعلان مراكش وإصدار وثيقة لدعم هذا الإعلان ومناهضة الإسلاموفوبيا من قبل منظمة أديان من أجل السلام.