صفق بحرارة عشاق الطرب الأصيل من ساكنة العاصمة القطريةالدوحة، بمسرح (الدراما) بالحي الثقافي (كتارا) لوصلات من التراث الموسيقي الأندلسي المغربي الخالد ، من توقيع جوق شباب الأندلس لمدينة الرباط برئاسة الفنان مولاي هشام البلغيثي ، سافرت بالجمهور الغفير الى عوالم حالمة أحيت عبق حدائق الاندلس الغناء . وشهد هذا الحفل الذي أقيم أخيرا بالدوحة حضور وزير الثقافة والفنون والتراث القطري حمد بن عبد العزيز الكواري، والمدير العام لمؤسسة الحي الثقافي ( كاتارا) خالد بن إبراهيم السليطي ، وسفير المغرب في الدوحة المكي كوان ، وعدد من أفراد السلك الدبلوماسي المعتمدين في الدوحة ، وتمكنت الفرقة من السمو بالحضور إلى عوالم الطرب الأندلسي الشجي والكلمة الموزونة التي تجسد غنى هذا الموروث الفني المغربي الأصيل، وذلك من خلال أدائها باقة من روائع طرب الآلة ، الذي جسدته بوصلات من قبيل « نوبة رمل الماية» و « ونبة الحجاز المشرقي» و نوبة الحجاز الكبير» و «نوبة الماية». وعلى ايقاع ألحان متجانسة أبدعتها أنامل فنانين مغاربة مهرة على الآلات الموسيقية العربية الأصيلة، مصحوبة بأصوات المنشدين القوية ، استمتع جمهور غفير ،غالبيته من أفراد الجالية المغربية المقيمة في قطر ،على مدى أزيد من ساعتين ، بريبرتوارات متميزة من الموشحات الاندلسية ( التوشيات و الانصرافات و الصنائع)، التي انساق وراءها الجمهور بعفوية بالغة وتجاوب معها بشغف وحماس كبيرين. فوسط ديكور بسيط وأضواء خافتة، قدم جوق شباب الأندلس لمدينة الرباط ، بطاقة تعريف لطرب الآلة من خلال وصلات موسيقية تمازجت فيها المقامات الموسيقية بالأشعار العذبة ، وتقاسيم راقية جعلت الجمهور يتعاطف معها بحرارة ، ليؤكد أن نغمة أصيلة وعزفا نابعا من الأعماق، سيطرا على كل الموجات الحسية والشعورية والروحية، إذ تمكنت الفرقة، أن تذيب الفوارق وتوحد بين كل الساهرين، الذين كانوا يختلفون من حيث جنسياتهم وشرائحهم الاجتماعية. و في مستهل هذا الحفل ، أعرب السيد المكي كوان في كلمة بالمناسبة عن شكره للقائمين على المؤسسة العامة للحي الثقافي (كاتارا) بتنظيم هذا الحفل الذي يترجم مشاطرة أفراد الجالية المغربية المقيمة في الدوحة الشعب القطري الشقيق أفراحهم بعيدهم الوطني ،و يعكس العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين في ظل القيادتين الرشيدتين لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر. وذكر السيد كوان أن الطرب الأندلسي أو موسيقى الالة ، كما يطلق عليها أهل المغرب يعد أحد ابرز الفنون الأصيلة التي تميز بها التراث المغربي و يعتبر ذاكرة فنية موسيقية و شعرية مغربية أندلسية زاخرة بالعطاء، مبرزا أن من مميزات الطرب الأندلسي» أنه يمزج الطابع الروحي بالطابع الفني ليعطي أنغاما خاصة و شجية» . و أضاف أنه بفضل الاهتمام و العناية اللذين خصصا لهذه الموسيقى الأصيلة أضحى طرب الآلة جزءا من الحياة اليومية للمغاربة ، « إذ لا يمر عيد من الأعياد و لا حفل من دون أن يعلو صوت موسيقى الآلة في مختلف المنازل و المتاجر و المقاهي في نغمات مختلفة لكنها منسجمة و متناغمة»، مؤكدا أن اختيار فرقة (جمعية شباب الاندلس) لإحياء هذه الأمسية جاء بناء على الدور الهام الذي تلعبه هذه المجموعة الشابة من أجل إضفاء لمسات ابداعية فنية وحس رهيف يدفع بالجمهور إلى الغوص من خلالها للبحث عن مكنون هذا الفن العريق. بدوره ، أعرب خالد بن إبراهيم السليطي ، في تصريحات صحفية ، عن ترحيبه بهذه الأمسية المغربية التي تسعى لتعريف جمهور (كاتارا) بفن الموشحات والإنشاد الديني الأندلسي العربي الأصيل، لاسيما وأنه يأتي ضمن جهود (كاتارا) في إحياء التراث الثقافي والديني والفني وإظهاره بالمظهر اللائق، وحفظه من الاندثار والنسيان والضياع، مؤكدا أن (كاتارا) تسعى دائما إلى الانفتاح على مختلف الثقافات وتقديم فعاليات متنوعة تلبي رغبات وأذواق جميع زوارها من مختلف الفئات والأطياف والجنسيات. وتأسس جوق (شباب الأندلس) لمدينة الرباط خلال شهر مارس من سنة 1987 على يد مجموعة من شباب المدينة العتيقة ،من آفاق مختلفة يجمعهم عشقهم و ولعهم بهذا اللون الموسيقي الرفيع و ،هم في نفس الآن من العازفين اللامعين و المنشدين المتألقين عل الصعيد الوطني ،و يعملون بتشارك على الارتقاء بطريقة العزف و الإنشاد الجماعي إلى المستوى العالمي الذي يليق بهذا الفن الأندلسي المغربي الأصيل.