احتضنت مدينة مراكش أشغال "المنتدى الإعلامي الخاص بالقارة الإفريقية صورة القارة وفرص الاستثمار المتاحة فيها"، وذلك بمشاركة وزراء إعلام أفارقة وعرب ومسؤولين ومهنيين. وتناول هذا المنتدى، المنظم من قبل وزارة الاتصال بتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، دور الإعلام كوسيلة بالغة الأهمية لبلورة الآليات الكفيلة بإبراز الصورة الايجابية للقارة الإفريقية بالعالم، والعمل على محو الصور النمطية المروجة حولها. وشكل هذا المنتدى، أيضا، مبادرة مهمة لتكريس موقع المغرب كنقطة انطلاق نحو إفريقيا بخصوص الاستثمارات والمبادلات التجارية للعديد من الدول الأوربية والأمريكية والآسيوية. وناقش المشاركون في هذا الملتقى الهام محاور عدة تناولت مواضيع مرتبطة بتقوية الإعلام بالقارة الإفريقية ودورها في ترويج صورة ايجابية عن القارة، وتسهيل مهمة الصحفيين للوصول إلى المعلومة، وأهمية الإعلام والاتصال في جذب أنظار المقاولين لفرص الاستثمار في القارة الإفريقية، وتقديم الإستراتيجية الإعلامية لمنظمة التعاون الإسلامي لتشجيع الاستثمارات الإسلامية الهادفة إلى تلبية احتياجات التنمية في الدول الأعضاء. كما بحث المشاركون خلال المنتدى إمكانية إنشاء نظام إعلامي خاص بمنظمة التعاون الإسلامي كأداة لتعزيز فرص الاستثمار بالقارة السمراء على المستوى الدولي، ودور وسائل الإعلام في تشجيع التبادل التجاري وفرص الاستثمار في الدول الإفريقية الأعضاء بالمنظمة، إلى جانب تقديم التجربة المغربية في مجال الانفتاح على الأسواق الخارجية وتجارب فيدراليات وجمعيات صحفية، وإبراز مكانة القارة في منظومة العالم الإسلامي، فضلا عن عرض حصيلة العشر سنوات الأخيرة من عمل منظمة التعاون الإسلامي بإفريقيا وتقديم تنفيذ البرنامج الخاص بالتنمية في القارة الإفريقية. وعرف المنتدى مشاركة ما يناهز 400 مدعو يمثلون وزراء إعلام الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي وبعض الدول الإفريقية وأعضاء السلك الدبلوماسي الإفريقي والإسلامي والدولي المعتمد بالمغرب، وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والإفريقية والإسلامية، . .وممثلي المؤسسات المالية الإفريقية والإسلامية وإعلاميين متخصصين في القضايا وأصدر المشاركون في المنتدى الإعلامي الخاص بالقارة الإفريقية المنعقد بمراكش المغربية في ختام أعماله عدداً من التوصيات , أكدت ضرورة توسيع نطاق التعاون المشترك بين الدول الإفريقية في مجالات الإعلام والصحافة وضمان حق الصحفيين الأفارقة في الوصول إلى مصادر الخبر وتقنين الحصول على المعلومة , والعمل بشكل متواصل على محو التصورات النمطية السلبية عن إفريقيا في الصحافة الإفريقية والدولية, التي هي أصلا ضد أخلاقيات المهنة وبعيدا عن حقيقة الوضع، مع التأكيد على أن مواجهة تلك الصور النمطية يبقى رهينا بتوحيد جهود الإعلام في إفريقيا, وتشجيع المبادرات التي تهدف لإيصال صوت إفريقيا إلى العالم الحر كله وخلق الفرص من أجل استفادة إفريقيا من الفرص والتحديات التي تتيحها الثورة الرقمية والتكنولوجيات الحديثة. كما أكدت التوصيات على حق إفريقيا في الولوج إلى إنترنت آمن وتقوية صورة حضور المرأة في المشهد الإعلامي بإفريقيا، لاسيما على مستوى صنع القرار والدعوة إلى إنصافها كون الصحفي ضمير هذه المجتمعات وحامل رسالتها إلى العالم، والتأكيد على ضرورة دعم المنظمات المهنية من نقابات وهيئات مهنية بهدف تعزيز حماية الصحفيين من الاعتداءات التي تطالهم , والدعوة إلى توفير شروط الأمن خاصة في مناطق النزاع إلى جانب التشديد على دور الإعلام في محاربة كل أشكال العنف والتمييز العنصري والإرهاب ومحاربة الجرائم الإنسانية بجميع أشكالها. وحثت التوصيات على تقديم الدعم غير المشروط للشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على حق الشعب الفلسطيني، مع دعوة جميع المؤسسات الإعلامية الإفريقية إلى دعم والدفاع عن القضية الفلسطينية على المستوى الإعلامي كونها قضية عادلة. وطالبت التوصيات بضرورة تطوير المناهج والمقررات الخاصة بالتكوين والتكوين المستمر في مجال الصحافة والإعلام، وتكوين وتقوية قدرات الصحفيين والمؤسسات الصحفية المهتمة بقضايا القارة الإفريقية ومجالات الاستثمار فيها ودعم جهود النهوض بحرية الصحافة بالقارة الإفريقية من خلال دعم حرية الصحافة والإعلام وتعزيز قدرات المؤسسات الإعلامية، مع تشجيع إبرام اتفاقيات شراكة بين الهيئات النقابية في قطاع الصحافة والإعلام والهيئات المهنية في الدول الإفريقية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بهدف توحيد الجهود في اقتراح السياسات العمومية المتعلقة بالإعلام والنهوض بحرية الصحافة بدول القارة.