محيط - أسماء أبو شال تكابد المرأة الفلسطينية الأهوال ولكنها ما زالت صامدة أمام الغارات اليومية التى تحصد أرواح الشهداء يومياً ، هذا الوضع اعتادت عليه المرأة الفلسطينية وهو الذي صنع قوتها الذي ميزتها عن كل النساء ، فهي قادرة على الصبر والنضال ، بل وصلت بها الدرجة أنها تزف ابنها الشهيد وتودعه راضية أملاً فى الكرامة والعزة. وكما يظهر الرجال فى الحروب ، فالنساء والأطفال هم من يعانى من ويلاتها وغالباً ما تبتلي المرأة بخسارة عائلتها أو زوجها أو مهنتها أو دخلها ومصدر رزقها الأمر الذي يحدث بصورة شبه يومية فى فلسطين والعراق ، وكان أحد تقارير منظمة العمل الدولية قد أوضح الذي تم من خلاله دراسة الطبيعة المتغيّرة للصراعات وآثارها على المرأة ، وكانت النتيجة أن المرأة لا تزال تدفع الثمن غالياً في بؤر التوتر التي تشوب عالمنا الحالي فى أي بقع من بقاع العالم. وأهم ما تتعرض له المرأة الفلسطينية مع اشتداد الحصار والعدوان الغاشم ، هو ارتفاع معدلات البطالة والفقر، الأمر الذي يعرضها للتهميش والاستبعاد، وقد يعصف الفقر باستقرار حياتها الأسرية إذا كانت متزوجة، وبوظيفتها ومهنتها إذا كانت على رأس عملها، وربما يطيح بمقعدها الجامعي إذا كانت طالبة، وأحياناً قد يصل الأمر باستهداف دراستها الثانوية أو المتوسطة ، و ربما نختصر الأمر رغم تباين حساسيته بالاعتراف أن المجتمع المحلي يحولها لضحية مكررة كلما شهد تزايداً لمعدل الفقر بين ذكوره جراء الحصار ، لذا عادت الفلسطنيات مع الحصار إلى الطرق البدائية القديمة للحصول على الغذاء وتأمين رغيف الخبز ، وهي أحد المراحل التى عاشتها فلسطين عام 48. جرائم وفضائح لا تقتصر مخاوف الحروب على على الدمار والاضطرابات والإصابات والموت، بل تمتدّ لتشمل خوفها من عمليات الاغتصاب والتعذيب، والأذى الجسدي والجنسي، كما حدث فى العراق وظهر جلياً عندما ظهرت صابرين الجنابي تكشف للفضائيات تعرضها للاغتصاب على أيدي عناصر من قوات حفظ النظام العراقية. وسردت قصتها التى بدأت عندما دخل ثلاثة جنود منزلها واتهموها بتقديم الطعام للمسلحين السنة واقتادوها إلى إحدى الثكنات العسكرية حيث تناوبوا اغتصابها أكثر من مرة ،وقاموا بتصويرها وتهديدها بالقتل إذا تحدثت عن عملية الاغتصاب، بل إن ضابطا آخر ضربها واغتصبها بعد أن أقامت دعوى قضائية وعرضت على قاضي التحقيق ،ولذا لجأت للفضائيات لضمان عدم التستر على الجريمة. ولم تكن صابرين هى الأولي ولكن «واجدة محمد أمين» أعلنت هى الأخرى أنها تعرضت للاغتصاب على أيدى ستة من عناصر الجيش والشرطة العراقية تحت تهديد السلاح أثناء اقتحامهم لمنزلها في تلعفر شمال بغداد ، مؤكدة أن هؤلاء الجنود حققوا معها لمدة أربع ساعات ،وعندما علموا أن زوجها معتقل قاموا باغتصابها وتصوير عملية الاغتصاب بكاميرا موبايل لتهديدها في حالة عدم تعاونها معهم للكشف عن أماكن بعض المسلحين. وواقع المرأة العراقية بصورة عامه عبرت عنه الصحفية البريطانية «ناتاشا ولتر» في صحيفة «الجارديان» عندما تسائلت (أين النساء في هذه الحرب؟) حين قالت : من الصور التي رسخت في ذهني، صورة المرأة التي تهدهد طفلها المصاب، وفي تقديري فإنَّ هذه المرأة في محنة قاسية، وكل حالة مشابهة لحالة هذه المرأة في هذه الحرب تعكس تجربة فردية مريرة قاسية أو حزن وخوف لشخص لا يستطيع أحد منا أن يتصوَّره. عنف متكرر ورسم أحد تقارير لمنظمة العمل الدولية حول المساواة بين الجنسَين والنزاعات المسلّحة ، برزت مسألة وحشية الحروب ومدي تأثيرها على النساء على وجه الخصوص ، حيث أدت الحرب فى لبنان إلى تفكيك العائلات وتمزيق البنى الاجتماعية، وإلى انتقال ثلث السكان للعيش دون خطّ الفقر المطلَق. وباتت النزعات الحديثة تتضمّن بشكلٍ متزايدٍ أعمال العنف التي تستهدف المرأة تحديداً ، وتشير التقديرات إلى تعرّض 20 ألف إلى 50 ألف امرأة إلى الاغتصاب في البوسنة وحدها،ويُقال إنّ ظاهرة العبودية الجنسية شائعة في الموزامبيق حيث تتعرّض المرأة أيضاً للضرب والتعذيب. بالإضافة إلى ارتفاع عدد الأسر التي تعولها النساء ، أما في الموزامبيق، فقد أنتجت الحرب 200 ألف طفل يتيم اهتمّت بهم عائلات بديلة ، ويشكّل الزواج أحياناً بالنسبة إلى النساء اللواتي يترأسنَ عائلات كبيرة وسيلةً لتحقيق الأمن الاقتصادي والجسدي، غير أنّ انخفاض عدد الذكور البالغين زاد من صعوبة هذا الأمر ،وبات من الصعب للغاية على المرأة التي تعيل عدداً كبيراً من أفراد عائلتها، أن تجد مَن يرغب في التقدّم لطلب يدها ،وإلى ذلك تعاني المرأة غير المتزوّجة في غواتيمالا والموزامبيق ولبنان من وصمةً اجتماعيةً مؤلمة. من يحمي المرأة من ويلات الحروب ؟ سؤال يحتاج إلي