بعد نجاحها في فرض سيطرتها على غالبية المناطق ، وضمانها انسحاب الاميركيين في وقت غير بعيد, تسعى الحكومة العراقية الى اطلاق عملية اعادة الاعمار ، لكن التراجع الحاد في اسعار النفط والازمة المالية العالمية قد تعرقل ذلك. ورسخ رئيس الوزراء نوري المالكي ، خلال 2008، سلطاته عبر قراره ارسال الجيش مدعوما بوحدات اميركية لخوض معارك شرسة في المعاقل الشيعية في البصرة (جنوب) ومدينة الصدر, كما انتزع في الوقت ذاته من الاميركيين اتفاقية تتضمن انسحاب قواتهم بحلول نهاية عام2011 . وتنص الاتفاقية على عدم تحرك القوات الاميركية في عمليات عسكرية الا بموافقة العراقيين, وعلى الانسحاب من المدن والبلدات والقصبات بحلول اخر يونيو 2009 . وقد يقرر الرئيس الاميركي المنتخب ، باراك اوباما ، تسريع عملية انسحاب حوالى 145 الف عسكري بعد ان وعد في حملته الانتخابية بحصول ذلك خلال16 شهرا, اي عام 2010 . وبعد عام2007 ، الذي شهد اعمال عنف واسعة, تراجعت اعمال العنف الطائفي بين السنة والشيعة بشكل كبير عام2008 . من جهته, خسر الجيش الاميركي ما لايقل عن4209 من جنوده منذ الاجتياح ، ربيع العام2003 . الى ذلك, يشارك الناخبون العراقيون في انتخابات مجالس المحافظات المتوقع اجراؤها يوم31 يناير المقبل ، والاستفتاء حول الاتفاقية الامنية مع واشنطن في الصيف القادم ، والانتخابات التشريعية خلال الخريف. لكن يتعين على قادة العراق اليوم ، المشاركة في اعادة الاعمار التي تقدر وزارة المال كلفتها بما لايقل عن400 مليار دولار. وتخصص موازنة عام2009 ، مبلغ15 مليار دولار لاعادة الاعمار في العراق. لكن مع تراجع اسعار النفط, فان العملية قد تستغرق سنوات عدة اذا لم تكن هناك استثمارات اجنبية. وحسب التقرير السنوي لمنظمة غير حكومية ، مقرها بريطانيا ، فإن اعداد القتلى المدنيين في العراق تراجعت بشكل كبير خلال 2008 ، مع مقتل25 يوميا ، مقارنة مع ما معدله76 شخصا يوميا سنة 2006 , عندما بلغت اعمال العنف الطائفي ذروتها في البلاد. واوضحت «»ايراك بادي كاونت»»، التي تحصي منذ 2003 اعداد القتلى المدنيين استنادا الى وسائل الاعلام والسلطات, ان المستوى الحالي للعنف يمكن مقارنته بفترة العشرين شهرا التي تلت الاجتياح, اي بين ماي2003 ودجنبر 2004 . واكدت مقتل نحو8500 شخص منذ الاول من يناير الماضي ، مقابل اكثر من26 الفا عام2006، و حوالى23 الفا عام2007 . واشارت الى ان اعداد القتلى المدنيين منذ بدء الحرب عام2003 ، تتراوح بين 90 الى98 الفا. والتفاوت في الارقام مرده اختلاف المصادر. وبلغ عدد المدنيين من ضحايا السيارات المفخخة والهجمات الانتحارية ، عشرة اشخاص يوميا ، خلال 2008 ، مقابل16 عام2006 ، و21 العام2007 . كما بلغ معدل الذين قضوا بالرصاص14 شخصا يوميا عام2008 ، مقابل اربعين عام 2007، و56 شخصا عام2006 . من جهة اخرى, لقي928 شرطيا مصرعهم عام، 2008 في حين كان عددهم2065 عام 2007 ، و1891 عام2006 .