أفادت وسائل إعلام إسبانية، أنه وعلى غرار نظيرتها الفرنسية والبلجيكية، أبدت المصالح الإستخباراتية والأمنية الإسبانية رغبتها الأكيدة في التعاون المكثف مع مثيلتها المغربية وخاصة مع مديرية مراقبة التراب الوطني(ديستي) والمديرية العامة للدراسات والمستندات(لادجيد)، وذلك في المجالات الثلاث: التطرف الديني والإرهاب والجريمة المنظمة و الجرائم الإلكترونية. خصوصا وأن الأجهزة الأمنية المغربية أثبتت كفاءاتها في التعامل مع الملفات الحساسة التي اشتغلت عليها بتنسيق مع المصالح الأمنية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي خصوصا وكالتين اتحاديتين لهما تأثير كبير، وهما المكتب الأوروبي للشرطة ( أوروبول )، والوكالة الأوروبية لإدارة التعاون العملي للحدود الخارجية(فورتيكس). دون أن ننسى الشرطة الدولية ( الأنتربول). وأشارت المصادر الصحفية الإسبانية ذاتها، إلى أن التعاون الأمني المغربي الفرنسي والبلجيكي في مجال مكافحة الإرهاب(خاصة في صفوف الجالية المغربية التي تعيش هناك سواء من الجيل الثاني أو الثالث) أعطى ثماره، خصوصا بعد الحادث الإرهابي الذي شهدته العاصمة الفرنسية باريس ليلة يوم الجمعة 13 نوفمبر من الشهر الجاري. حيث مكن التعاون الأمني الوثيق بين المغرب و فرنسا من إحباط وإفشال الكثير من الخطط الإرهابية، والتفكيك الاستباقي للكثير من الخلايا التي كانت تنوي تنفيذ عمليات إرهابية خطيرة سواء في المغرب أو في البلدان الأوروبية. ويعود الفضل الكبير للمخابرات المغربية، في المساهمة في كشف لغز اعتداءات باريس، بعدما زودت المخابرات الفرنسية بمعطيات حساسة حول المتهم الرئيسي في تفجيرات باريس، عبد الحميد أباعود، و إرهابيين آخرين، وهو ما مكن السلطات الفرنسية من إحباط هجوم إرهابي ثان، وقتل أباعود بسان دوني. كما أشارت وسائل إعلام إسبانية، إلى أن المخابرات الاسبانية توصلت من نظيرتها المغربية، بمعلومات جد مهمة تتعلق باحتمال تعرض شبه الجزيرة الإيبيرية لهجمة إرهابية خطيرة مشابهة لما وقع بباريس. وحذرت المخابرات المغربية نظيرتها الاسبانية من عودة أزيد من 3 آلاف جهادي من سوريا والعراق إلى أوروبا، يحتمل ارتكابهم لأعمال إرهابية بالقارة العجوز. les observateurs وحسب ما أورده الموقع الإلكتروني فإن غالبية المجاهدين العائدين من سوريا ينحدرون من المدن الشمالية المغربية ( تطوان، المضيقالفنيدق، طنجة ....الخ)و يتوفرون على بطائق الإقامة بإسبانيا، حصلوا عليها من سلطات الاحتلال الاسباني بالثغرين السليبين سبتة ومليلية. وفي نفس السياق، أشادت وزارة الداخلية الإسبانية بالعمل المثالي والنموذجي والمنسق، الذي تقوم به المصالح الأمنية المغربية ونظيرتها الإسباني ضد كل التهديدات الإرهابية، وعبرت الجارة الشمالية عن ارتياحها للتعاون الأمني مع المغرب، وهو الأمر الذي أكده وزير الداخلية الإسباني مؤخرا في رده على سؤال برلماني، موضحا أن الجهازين الأمنيين يعملان في جو من الثقة والاعتراف والتقدير المتبادل في مجال حساس وصعب كمكافحة الإرهاب الجهادي، موضحا أن قرار الحكومة الإسبانية توشيح عبد اللطيف الحموشي المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ، ومسؤولين آخرين بهذه الإدارة، في أكتوبر الماضي بمدريد، هو اعتراف رسمي بالمستوى العالي للتعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال مكافحة الإرهاب. وأضاف المصدر ذاته، أن العمليات التي تمت بين الأجهزة الأمنية في البلدين مكنت من القبض على عشرات المبحوث عنهم، ومن تفكيك العديد من الشبكات الإرهابية المتخصصة في تجنيد وتمويل وتلقين التطرف وإرسال جهاديين إلى مناطق النزاع. وخلصت وزارة الداخلية الإسبانية إلى أن هذه العمليات تكتسي أهمية حيوية بالنسبة لأمن البلدين، وتضع التعاون بين مديرية مراقبة التراب الوطني والإدارة العامة للاستعلامات والشرطة الإسبانية كمرجع في العلاقات الثنائية والمشتركة بين مدريد والرباط.