مكنت الجهود الاستثنائية التي بذلتها الحكومة المغربية خلال سنة 2008 من تقليص ملحوظ لنشاط زراعة و ترويج المخدرات النباتية وتهريبها عبر المنافذ التقليدية شمال المملكة , و خاضت مختلف المصالح الأمنية والسلطات المختصة على صعيد مثلث الحشيش بمناطق الريف المغربي حربا عشواء واكبتها حملات للتوعية و تشجيع الأنشطة البديلة أثمرت في ظرف موسم فلاحي واحد من إتلاف 4368 هكتار من المساحات المزروعة بالقنب الهندي و تقليص إنتاج هذه النبتة بزهاء 65 في المائة ، و تعويضها يغلات بديلة مدعمة في حين مكنت عمليات التتبع و المراقبة و الردع من توقيف 1200 شخص متورط في الاتجار الدولي للمخدرات نصفهم من جنسيات أجنبية . ولقيت الجهود التي يقوم بها المغرب خلال السنوات الأخيرة في مجال مكافحة المخدرات اعترافا و تنويها من قبل مختلف الهيئات الدولية وفي مقدمتها إسبانيا التي أعربت مسؤولة في الخارجية بها عن تقديرها للنتائج الطيبة التي أثمرتها التدابير المتخذة من طرف الحكومة المغربية لمحاصرة منافذ تهريب المخدرات لشبه الجزيرة الايبيرية و التي تقلص معدل نسبها السنة الجارية . و إن كانت النتائج الأولية لحرب المغرب المعلنة على عصابات المخدرات مشجعة فإن لجوء شبكات التهريب الدولية المعقدة الى تقنيات و استراتيجيات مستجدة للالتفاف على الطوق الأمني المشدد و ابتكار خطط جديدة تعتمد على تغيير مسارات نقل و تهريب المخدرات أو تحويل المغرب الى مركز عبور فقط لأصناف المخدرات القوية المفعول كالكوكايين و الحبوب المهلوسة تلقي بظلالها على وضع المنظومة الأمنية للمغرب لمواجهة هذه الآفة و تدعو مختلف الدول المعنية بالموضوع الى التعاون و الشراكة الفاعلة للترصد للسناريوهات الجديدة لعصابات و كارتيلات التهريب الدولي لمختلف المواد المخدرة . وتبرز في الواجهة مسؤولية الجزائر التي أضحت مركزا عالميا أساسيا لمرور و ترويج المخدرات القوية المفعول و الأقراص المهلوسة سواء نحو أوروبا أو الشرق الأوسط انطلاقا من موريطانيا , و نفس التحدي يطرحه أيضا لجوء شبكات المخدرات النباتية الخضراء الى التخلي عن المعابر التقليدية من موانىء و حدود برية و استعانتها بطائرات خفيفة تشحن حمولات الحشيش من مناطق معزولة بالشمال المغربي . وحققت جهود مكافحة الاتجار في المخدرات خلال سنة 2008 نتائج ملموسة تجسدت في الركود الذي عرفته هذه التجارة والتراجع الملحوظ للمساحات المزروعة بالقنب الهندي مما يجعل المغرب يتراجع في الترتيب في ظل بروز منتجين عالميين جدد فضلا عن التحكم الكبير في الاتجار بالكوكايين. وأوضحت مديرية الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية أن الكميات المحجوزة على المستوى الوطني سنة 2008 , من القنب الهندي (الشيرا) بلغت 893 ر110 طن و584 ر33 كلغ من الكوكايين و28 ر6 كلغ من الهيروين فضلا عن 43 ألف و510 وحدة من المواد المهلوسة. وتفيد إحصائيات الإدارة العامة للأمن الوطني التي تهم الفترة ما بين فاتح يناير و30 نونبر2008 أن القنب الهندي يبقى بالفعل في مقدمة المخدرات المصادرة في المغرب, في حين يحتل الكوكايين المرتبة الثانية, تليه المواد المهلوسة ثم الهيروين ، حيث تم حجز على التوالي ما مجموعه166 ر32 كلغ و41 ألف و880 وحدة و471 ر5 كلغ. و قد تبين أنه على مستوى مجموع ولايات ومراكز الأمن وعلى غرار السنة الماضية أن طنجة تاتي في المقدمة بحجز إجمالي يقدر ب30 طن و945 كلغ مقابل34 طن و916 كلغ خلال نفس الفترة من سنة2007 تليها أكادير ب7 طن و241 كلغ مقابل طنين و42 كلغ, ثم الدارالبيضاء ب7 طن و237 كلغ مقابل9 طن و281 كلغ وتطوان ب4 أطنان و155 كلغ مقابل3 طن و159 كلغ وفي ما يتعلق بالمقاطعة الإقليمية للناظور فقد تم حجز4 أطنان و512 كلغ مقابل3 أطنان و830 كلغ .