في الصورة أفراد من الشرطة المغربية في مهمة لضبط المخدرات تصاعد، في الآونة الأخيرة، استهلاك الكوكايين على نطاق واسع داخل عدد من المدن المغربية، بعد أن خفض مروجي ثمن هذا المخدر من 150 دولار للحبة إلى أقل من 5 دولارات للحبة، في حين تحافظ الصافية منها على سعرها الحالي المحدد في 200 دولار. "" أزاحت هذه المادة الخطيرة القنب الهندي، الذي تخوض السلطات المحلية حربا مفتوحة ضده، عن عرش المخدرات في المغرب بعد أن انتقلت عادة الاستهلاك إلى صفوف الشباب في الأحياء الشعبية وبالمؤسسات التعليمية والنوادي وغيرها. ورغم عدم وجود إحصائيات رسمية في هذا الشأن، إلا أن مصادر أمنية تحدتث، ل "إيلاف"، عن زيادة نشاط شبكات تهريب الكوكايين بشكل كبير، في الشهور الأخيرة، مشيرة إلى أنها "أصبحت أكثر حضورا في السوق من الحشيش". وكشفت المصادر أن "الشبكات الدولية تلجأ إلى الطائرات الخفيفة بهدف تهريب سلعتها إلى المغرب"، وهو ما أظهره حادث سيدي قاسم (شمال العاصمة الرباط)، حيث حطت طائرة صغيرة الرحال بجماعة دار الكداري، قبل أن يحضر أشخاص مجهولين إلى عين المكان، على متن سيارتين رباعيتي الدفع لونهما أسود، لتفريغ الحمولة. ولم يعد هذا المسحوق الأبيض حكرا على الطبقات الميسورة وأبناء الأغنياء، بل وجد طريقه حتى إلى الأنوف التي زكمتها روائح مجاري المياه في مدن الصفيح والأحياء الشعبية. وتحولت هذه المادة، حسب المصادر ذاتها، إلى عقار شعبي يستهلك بشكل كبير في المؤسسات التعليمة والنوادي، حيث يعثر في كل ليلة على آثار له في الحمامات. وأكدت أن شبكات من أمريكا اللاتينية نسجت علاقات مع مروجين داخل المغرب لتسهيل توزيع هذا المسحوق، الذي يجري تهريبه من منافذ في جنوب المملكة. ويردد المواطنون حكايات كثيرة عن انتشار استهلاك هذه المادة المخدرة، وأكد شباب، التقتهم "إيلاف" بأحد الأحياء الشعبية في الدارالبيضاء، أن "بعض المروجين يمدون المراهقين بهذا المسحوق على أن يدفعوا ثمنه بالتقسيط المريح"، ما جعل الإقبال عليه يتزايد بشكل كبير ويصبح تعاطيه أمرا مشاعا". وأكدت المصادر أن "أحياء مختلفة أصبحت تحت رحمة الكوكايين"، مضيفة أن "هاجس انتشاره بات يؤرق عددا من الأسر التي تزايد قلقها على المصير الذي ينتظر أبنائها". وأثار اتساع رواج واستهلاك الكوكايين المخاوف من تحول البلاد إلى سوق رئيسية لهذه المخدرات القوية، ما دفع السلطات الأمنية تعقب مسار هذا المسحوق لكشف الشبكات التي تقف وراء إدخاله وترويجه في المدن الكبرى بالمغرب. وقاد هذ التعقب الأمن، في آخر عملية له، إلى حجز 400 غرام من مخدر الكوكايين و470 حبة من الأقراص المهلوسة عالية المفعول، وذلك في إطار الحملات التمشيطية التي تقوم بها لمحاربة الإجرام وترويج المخدرات بالدارالبيضاء. كما ألقى القبض على متاجر في المخدارت (أ-أ)، الذي اعترف بتورطه في عملية ترويج مخدر الكوكايين معبأة في شكل برشامة هلامية من 25 غراما للحبة الواحدة. وعلى أساس اعترافات المتهم، قامت فرقة الشرطة القضائية بحملة تفتيش لإحدى الشقق بمرس السلطان أفضت إلى وضع اليد على خمسة أشخاص، من بينهم أجنبي لحيازتهم وإقبالهم على استهلاك هذه المواد المحظورة. وجاء هذا بعد أيام من إصدار ابتدائية الداخلة (جنوب المغرب) حكما بعشر سنوات حبسا نافذا وبأداء غرامة مالية قدرها 5 آلاف درهم، في حق مواطن فرنسي بتهمة "حيازة وتهريب المخدرات الصلبة، وتكوين عصابة إجرامية متخصصة في التهريب الدولي للمخدرات، وحيازة شهادة ملكية مزورة تخص سيارة مرقمة بالخارج". كما قضت المحكمة بأداء الظنين (لوبري. ك .ج .ب) غرامة مالية لفائدة إدارة الجمارك قيمتها مليون و400 ألف درهم. وأوقف المواطن الفرنسي (33 سنة) بالمركز الحدودي بئر كندوز على متن سيارة رباعية الدفع مسجلة بفرنسا وبداخلها 28 كلغ من الكوكايين. وكان تقرير مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لعام2007، أشار إلى أن سوق العرض والطلب بالنسبة إلى الكوكايين، شهد استقرارا خلال العام الماضي، وأن المساحات المزروعة منه انخفضت، خلال الفترة من عام 2000 إلى عام2006، بنسبة 29 في المائة، موضحا أن عدد الذين يتعاطون هذا المخدر على مستوى العالم يبلغ نحو 14 مليون شخص. وبالنسبة لنبات القنب الهندي، سجل التقرير أنه من أكثر النباتات المخدرة انتشارا، وأن سوقه الاستهلاكية هي الأكبر على الإطلاق، إذ وصل عدد متعاطيه إلى نحو 160 مليون شخص على مستوى العالم، كما أن زراعته وإنتاجه تتزايدان في إفريقيا. ولاحظ أن إحباط عمليات تهريب القنب في إفريقيا، تمثل ثلث الكميات المضبوطة على الصعيد العالمي، و57 في المائة من إجمالي عمليات ضبط المخدرات بكافة أنواعها حول العالم.