سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبد الحميد أبا عود جلاد داعش ذو الأصول المغربية الذي روع فرنسا وبلجيكا: ترقى في دواليب التنظيم الارهابي من مهمة دفن الموتى الى قائد عسكري لمقاطعة بشرق سوريا *تمكن من الافلات باعجوبة من الموت والملاحقة الأمنية وخطط لعشرات العمليات الارهابية
فيما ظلت أجهزة الأمن الفرنسية و البلجيكية بكل تلاوينها تستنفر جميع طاقاتها و عناصرها لتتبع خيوط و امتدادات الشبكة البلجيكية الفرنسية التي رجح أنها وراء تنفيذ هجمات باريس الإرهابية , طفا فجأة إلى سطح الأحداث الساخنة اسم شاب بلجيكي من أصول مغربية قدمته وسائل إعلام فرنسية صبيحة أول أمس الاثنين باعتباره العقل المدبر و ربما عراب و ممول جمعة الرعب بقلب عاصمة الأنوار و الخط الرابط بين الانتحاريين الذين نفذوا فصول أفظع سيناريو إرهابي دموي بعد أحداث 11 شتنبر . االعلم تتبعت المسار المثير لعبد الحميد أباعود , أو أبو عمر السوسي ,أو أبو عمر البلجيكي و كلها أسماء حركية تتخفى ورائها حقيقة هوية و فظاعات جلاد داعش الذي دخل التنظيم كمجرد تابع يدفن جثت ضحايا الاعدامات الداعشية قبل أن يرقى ألى قائد عسكري لمقاطعة سورية و يتسلل خفية إلى بلجيكا بغرض نشر الرعب بقلب القارة الأوربية . عبد الحميد أباعود هو مواطن بلجيكى من أصول مغربية ، ينحدر من أسرة مغربية ميسورة نسبيا إستوطنت منذ عقود حي مولينبيك في ضاحية بروكسيل عاصمة بلجيكا، يبلغ من العمرحاليا 27 عاما. في يناير من السنة الجارية ستصرح شقيقته ياسمينة أبا عود لصحيفة نيويورك تايمز أن عبد الحميد لم يكن يتردد حتى على المساجد في سنوات شبابه الأولى . بمولينبيك التي تلقب حاليا ببلجستان نظرا لتحولها الى مشتل لتفريخ المتطرفين سيوفر والده عمر أبا عود متجرا لبيع الملابس بعد أن قضى سنة دراسية في معهد كاثوليكي حر و مشهور . فجأة و دون مقدمات ستظهر علامات التدين و التطرف على الشاب عبد الحميد الذي سيقرر الذهاب على متن سيارته الى سوريا برفقة شقيقه الأصغر و القاصر ينونس ذو 13 ربيعا و الذي سيعرف صيف سنة 2014 دوليا بأصغر مقاتلي داعش بعد ظهوره في صورة متأبطا رشاشا وواضعا حزاما ناسفا حول خصره ورافعا إبهامه في إشارة دالة على انخراطه في صفوف الدولة الإسلامية الوليدة . في ظرف أشهر سيتحول عبد الحميد الى نار على علم و ستتداول وكالات الاستخبارات و مصالح الأمن الدولية معلوماته كأحد أخطر جلادي داعش الذي يوثق بالصورة و الصوت لجرائمه و عملياته في خدمة التنظيم الإرهابي . تحول إلى أحد الأعضاء النشطين في تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في سوريا، وشغل لفترة منصب «الجلاد» الوحش خاصة بعد تداول شريط فيديو دعائي لداعش يصوره و هو يسوق سيارة رباعية الدفع تسحب أجساد محكومين بالاعدام من طرف قادته بالتنظيم التنظيم، حيث سيأخذ لقب «أبو عمر السوسي» يعتبر عبد الحميد العقل المدبّر لخلية فيرفيان شرق بلجيكا التي ضُبطت في منتصف يناير الماضي قبيل انتقالها إلى مرحلة التنفيذ الفعلي لعمليات ارهابية بالتراب البلجيكي عرفت بعملية فيرفيان . عن هذه المهمة يحكي عبد الحميد شخصيا لمجلة ناطقة باسم التنظيم الارهابي تدعى دابق ظهر على غلافها بلحية مشذبة شهر فبراير الماضي كيف تمكن بمعية شخصين آخرين من جنسية بلجيكية من التوجه من "الشام" (سوريا بحسب تسمية التنظيم )إلى بلجيكا وخطط لتنفيذ عمليات ضد "الصليبيين" قبل أن يقتل شريكاه في هجوم نفدته فرق من الجيش البلجيكي على مقر إقامة الجهاديين الثلاثة ويتمكن هو من الإفلات بجلده بأعجوبة و من العودة مجدداً إلى سوريا على الرغم من مطاردته من قبل عدة وكالات استخبارات غربية. من حينها سيحمل عبد الحميد رسميا لقب أبو عمر البلجيكي و سيرقى من طرف قيادة داعش قائدا عسكريا للدولة الاسلامية بمقاطعة دير الزور شرق سوريا خلف لأبي عمر الشيشاني الذي تم نقله الى العراق . لم يكن حينها سن عبد الحميد يتجاوز ال24 ربيعا . طيلة النصف الأول من السنة الجارية سيلمع نجم أباعود في التنظيم و سينشط بشكل ملفت بمواقع التواصل الاجتماعي دون أن تستطيع أجهزة الاستخبارات الوصول اليه أو غارات الطيران الغربي تصفيته بمناطق تحركه المكثف بشرق سوريا . أسرار كثيرة من حياة و محيط عبد الحميد بمعسكرات داعش بسوريا بعد أن سقط هاتفه النقال في يد صحفي غربي و بذاكرته العديد من الصور و الفيديوهات الملتقطة من داخل التنظيم الارهابي . معلومات غير مؤكدة تشير الى التقاط أجهزة إستخبارات لموقع هاتفه النقال قبل أسابيع بداخل التراب اليوناني و من هناك تأسست و تقوت فرضية مشاركة القيادي الداعشي الشاب في تنظيم و تحضير و تمويل عمليات باريس . التقارير تفيد أن عمليات تنصّتكشفت أن أباعود كان يتصل باثنين على الأقل من المتطرفين الذين روعوا باريس مساء الجمعة الماضي أحدهم ما زال فارا و الثاني فجر نفسه في شارع فولتير أمام مدخل حانة باريسية فضلا عن صلات له بالمغربي أيوب الخزاني الذي حاول في غشت الماضي في تنفيذ حمام دم بقطار طاليس الفرنسي و الشاب الفرنسي مهدي نموش الذي قتل نهاية شهر ماي الفارط أربعة زوار للمتحف اليهودي ببروكسيل . عبد الحميد أباعود الحر الطليق الذي تلاحقه جميع أجهزة العالم الأمنية و أغلقت دونه جميع الحدود الرسمية هل سيسقط قريبا في شراك الأمن أم سيتمكن مجددا من إستغفال يقظة الحواجز الأمنية و الحدودية ليعود آمنا الى مقاطعة دير زور التي يعتبر في عرف تنظيم داعش الارهابي قائدا عسكريا محنكا لها . يبدو أن أطراف الكماشة الأمنية تنطبق تدريجيا على الشاب البلجيكي الذي يمثل الانعكاس الواضح و الجلي للجيل الثالث من أبناء المهاجرين الباحثين عن هوية تائهة .