جاء الاستقبال الحاشد للملك محمد السادس بمدينة العيون التي تأهبت بكل حماس وتشوق وترحيب بالزيارة الملكية، ليتموقع في سياق الذكرى الأربعين لمسيرة "فتح" المسيرة الخضراء وليشكل استقبالا نوعيا جديدا كغيره من الاستقبالات، وليأتي في مسار استكمال ترسيخ مبادرة الحكم الذاتي وتأكيد مشروع الجهوية المتقدمة بعيدا عن كل نزعات الانفصال التي تروج لها مرتزقة "البوليساريو" وطروحات الوهم المغرضة التي يسوق لها النظام العسكري الجزائري، استقبال الملك ودخوله إلى العيون مما لا شك فيه أصاب جبهة "البوليساريو" بالجنون مثلما أصاب صنيعتها الجزائر بالسعار، إذ صدمتهما مثل غيرهما من المناوئين والمغرضين الصور المعبرة عن لحظة الدخول الملكي السيادي التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والوطنية والدولية والتي فاقت كل التوقعات؛ بحيث غصت الشوارع والطرق الرابطة بين مطار "الحسن الأول" بالعيون ومقر الإقامة الملكية بالحشود الغفيرة القادمة من كل حدب وصوب وبخاصة سكان الأقاليم الصحراوية الذين جاءوا من الكويرة والداخلة وطانطان والسمارة ووادي الذهب والساقية الحمراء وطرفاية وكلميم وواد نون وبوكراع... فقد عمت حالة من الفرحة العارمة والابتهاج الكبير حشود المستقبلين الصحراويين؛ لاقاها الملك بتحية اليد المعروفة في سيارة مكشوفة، بل الأكثر من ذلك توقف فجأة أثناء المسير وأبى إلى أن ينزل من السيارة الملكية ويسلم على الجماهير والحشود الصحراوية المواطنة التي هللت بصوت واحد : "ملكنا واحد، محمد السادس". هذا الاستقبال بمثابة حالة التحام جديدة بين العرش والشعب، وهذا النزول الجماهيري ما هو إلا تأكيد على الترابط الوثيق بين العرش والشعب، بل سيشكل صدمة نفسية تدميرية للجزائر ورضيعتها البوليساريو التي كانت تروج لصور كاذبة ومغلوطة، بل مما لا شك ذهبت مثلما فعلت قبل أيام إلى حجب الصور من مواقع التواصل وإقفال الخدمة التلفزية وقطع خدمة الأنترنيت عن المحتجزين في مخيمات "تندوف" والأمر ذاته ينطبق على الجزائريين المساكين... وذلك مخافة قيام حالة من الهروب النفسي والمكاني والزماني من الواقع المرير في تندوف والجزائر، وتحول في عقلية الفرد الجزائري والانفصالي صوب النموذج المغربي الرائد والملهم؛ وكل ذلك طبعا في انتظار الخطاب الملكي الحاسم الذي سيخلق الحدث من جديد وسيقلب الطاولة على الجميع.