ما إن تشرق شمس كل صباح بسيدي يحيى الغرب إلا و تشرق معها شمس معانات ساكنة دور الصفيح . فعلى بعد كيلومترات قليلة من مدينة القنيطرة، عاصمة الغرب ، يغرق آلاف السكان وسط الصفيح ، ما يفوق 4000 مواطن يقطنون في مساكن قصديرية، وتحديدا بدوار الشانطي ودوار السكة ودوار دراعو ودوار كانطا ،. لا يمكن أبدا لمنطق أن يبرر عيش آلاف الأطفال والنساء وسط الصفيح والفيضانات في القرن الواحد والعشرين، فلا برامج الحكومات المتعاقبة استطاعت أن تحرر الإنسان من حياة بائسة، وتحديدا برنامج «مدن بدون صفيح»، الذي يبدو عاجزا تماما عن تخليص هؤلاء المواطنين المغاربة من جحيم القصدير، ولا المجالس الجماعية التي تعاقبت على تسيير جماعة سيدي يحيى الغرب بذلت جهدا للحد من انتشار «الأكواخ» الحاطة من الكرامة الإنسانية، فقط «براريك» تنضاف إلى القائمة مع كل عام، وخزان انتخابي يتوسع بلا توقف. هذه المعانات التي تبرز بشكل جلي بأن هناك في هذا المجتمع من هم في أمس الحاجة إلى التفاتات و دعم و مواكبة. ففي دور الصفيح بسيدي يحيى الغرب لا زالت تقطن أسر داخل منازل لا تتوفر على الشروط الأساسية للعيش الكريم . في ظل غياب المقومات الأساسية للحياة . فهي عبارة عن «أعشاش» كما يسميها ساكنوها، ضيقة جدا ، لا تتجاوز مساحة البراكة في أحسن الأحوال تسعة أمتار على ستة ، في حين أن أغلب الغرف لا تتجاوز ثلاث أمتار على ثلاثة .. حياة بؤس وفقر يعيشها سكان الصفيح . تقول إحدى السيدات نعيش داخل هذا العش حياة صعبة كلها معاناة. أبناؤنا محرومون من حقوقهم وأبسطها حقهم في الماء والكهرباء، يراجعون دروسهم تحت ضوء الشمع، يقضون حاجاتهم البيولوجية خارج المنزل. لا نتوفر لا على تلفاز ولا على مذياع، أبناؤنا يعانون من عدة أمراض منها أمراض الحساسية والأمراض الجلدية ( الجربة )، يتم إحصاؤنا كل مرة من أجل الاستفادة وفي كل مرة نتلقى الوعود، لقد طال الانتظار، قدمنا كل الوثائق التي طلبتها الجهات المسؤولة، إننا نعيش وكأننا في البادية رغم أننا في بلدة يقال عنها أنها مدينة، نطالب التعجيل بتوفير سكن يرد لنا كرامتنا.في كل اجتماع يعدنا المسؤولون بأننا سنستفيد من بقعة لكن للأسف لا شئ تحقق لحد الآن لم نعد نثق في كلامهم ووعودهم. إن ما يخشاه المتضررون ، أن يسود منطق الزبونية والمحسوبية وعدم الشفافية أثناء عملية الاستفادة التي ظلت معطلة أكثرمن 3 سنوات عانت فيه ساكنة دور الصفيح والسكن غير اللائق مرارة العيش وهو الشئ الذي يتنافى مع كل المواثيق الدولية الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية. كل هذا يجعلنا نتساءل عن مدى مصداقية وجدية الخطاب الرسمي في مجال السكن والتعمير، وأيضا عن شعار لطالما رددته الوزارة الوصية عن القطاع " سيدي يحيى الغرب بدون دور صفيح "؟ لا يملك سكان دوار ادراعوا إلا انتظار فرج من السماء مستظلين بظل مطالبهم الملخصة في سكن لائق يحميهم برد الشتاء القارص وحر الصيف القائظ . لذا ينتظر المجلس البلدي الجديد مهام كثيرة، تتطلب منه مجهودات لإنجازها، وطي بعض المشاكل التي تتخبط فيها المدينة، والتي تعتبر من تركة المجلس الأسبق. ومن هذه المهام ملفات القضاء على دور الصفيح، خصوصا " المنطقة الفيضية + دوار السكة + دوار الرحاونة + دوار الشنانفة + دوا ر كانطة بالإضافة إل بقايا دوار ادراعوا " فملف الإسكان والقضاء على دور الصفيح يعتبر من ضمن أولويات المسؤول الجديد عن المجلس البلدي، إذ ظل مشروع إسكان قاطني هذه الدواوير عالقا منذ سنوات ، ويعتبر من الملفات التي تعرقل التنمية البشرية التي تصبو إليها المدينة . فضلا عن ضرورة البحث عن سبل كفيلة بتنمية المدينة وإيجاد حلول سريعة لمشاكل مستقبيلة، منها النقل والتطبيب والأمن والبيئة . فضلا عن ضرورة إتمام أشغال إعادة تأهيل المدينة خاصة حي النهضة 1/2/3و4 التي توقفت الأشغال بها. وحسب متضررين من دور الصفيح ، فإن الأمر لم يعد مطاقا، وأن انتظار تحقق مشروع القضاء على الدواوير المذكورة بدون أجل محدد لم يعد مقبولا، و أن الساكنة أعياها هذا الضيم. فنحن نعيش في قبورنا... نحن موتى نتنفس ، لدى نطالب الجهات المسؤولة بعقد اجتماعا موسعا بين جميع الشركاء في الملف " مؤسسة العمران والوكالة الحضرية والسلطات المحلية والمفتشية الجهوية للإسكان والمجلس البلدي" لإعادة النظر في هذا الملف الشائك يضيف أحد المتضررين . فهل ستحرك الصور المعبرة ضمائر المسؤولين محليا إقليميا وجهويا لاجراء بحث معمق في موضوع عدم تمكين هؤلاء من الاستفادة ؟