وجدت دراسة طبية جديدة أن إرفاق صورة شخصية للمريض- الذي سيُجرى له تشخيص بواسطة صور الأشعة- يساعد على إضفاء الطابع الإنساني على كل حالة مرضية كما يعزز الدقة التي يتوخاها أخصائيو الأشعة. وقد ذكر بيان لجمعية أميركا الشمالية لطب الأشعة أنه مع التوصل إلى المزيد من التقدم التقني في مجال التصوير، تزداد المسافة التي تفصل أطباء الأشعة عن التفاعل الإنساني مع المريض. ولذلك فإن وضع صورة المريض في ملفه الطبي قد يؤدي إلى أسلوب يتسم بطابع أكثر إنسانية وتعاطفا مع المريض، بحيث تكتسب صور الأشعة هذه ملامح شخصية تتجاوز مجرد كونها بيانات ومعلومات للتشخيص. التعتيم الشخصي. وقد قدمت هذه الدراسة في المؤتمر السنوي لجمعية أميركا الشمالية لطب الأشعة، الذي عقد مؤخرا في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة. ووفقا لما ورد في البيان الذي أصدرته الهيئة المنظمة للمؤتمر، ذكر الباحثون أن دراستهم تؤكد على أهمية التعاطي مع المريض بوصفه كائنا بشريا، وليس مجرد حالة مرضية مجهولة الهوية، بدون أبعادها الشخصية الإنسانية. كما يرى الباحثون أن من المهم العمل على إبطال هذا التعتيم على شخص المريض الشائع في فحوصات التصوير بالأشعة، خاصة مع اتساع نطاق التصوير والتشخيص بالأشعة عن بعد، حيث يكون الطبيب في مكان والمريض في مكان آخر. وفي سياق إجراء هذه الدراسة قام المشاركون فيها -من أطباء الأشعة- بمراجعة ملفات المرضى إلكترونيا من خلال نظام أرشيف الصور والاتصالات بالمستشفى المسمى "باكس" وهي شبكة لتخزين واسترجاع الصور والمعلومات الطبية تظهر صورة ذلك المريض تلقائيا عند الملف الخاص به. وأظهرت نتائج الدراسة أن أخصائيي الأشعة قد أولوا صور الأشعة قراءة وتحليلا غاية في الدقة والعناية عندما كانت صورة المريض مرفقة بملفه الطبي. فعلى سبيل المثال تبين أن 80% من الاستنتاجات والمعطيات -التي سجلها الأخصائيون في القراءة الأولى عندما كانت الصور الشخصية مرفقة- لم يتم إيرادها عندما أعيد فحص وقراءة صور الأشعة لاحقا بعد ثلاثة أشهر حين حذفت صور المرضى من الملفات الطبية. وبعد مراجعة الملفات الطبية نوه جميع أخصائيي الأشعة المشاركين في الدراسة، إلى أنهم شعروا بتعاطف أكبر مع المرضى الذين فحصت ملفاتهم الطبية بعد مشاهدة صورهم المرفقة بتلك الملفات. وقال المشاركون في الدراسة إنه في أغلب الحالات، كانت هذه الصور تكشف عن معلومات طبية هامة مثل المعاناة البادية على وجوه المرضى أو علامات أخرى تدل على المرض نفسه.