ما أسعد هذه الأمة الإسلامية المحمدية بهذا الدين الحنيف صفوة الأديان وجوهرة أهْل الإيمان؛ حيث أنْعم الله عليها بكثير من الّنعم التي لا تُعدٌ ولاتحصى؛ وسخر لها ما في السماوات والأرض رحمة بها؛ وهيأ لها وسائل التنقل بحسب زمانها ومكانها من الخيل والبغال والحمير للوصول إلى غاياتها وأهدافها. قال عز وجل: «وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغِيه إلا بشقِّ الأنفُس إن ربكم لرؤوف رحيم؛ والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالاتعلمون» س النحل وأشار سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة إلى أنه ستظهر في الزمان المقدر في علمه تعالى وسائل المواصلات على يد مخترعين من بحرية، وجوية، وبرية. وهكذا دواليك حتى صار الإنسان في هذه العصور الحديثة يمتطي أنواعاً من السيارات تُسهّل عليه الوصول زمانا ومكانا في جوّ من الراحة والطمأنينة. لذا، رأيتُ أن أشارك بهذا الموضوع المتواضع لعله حديث الساعة، تنبيهاً لكل سائق لعربته أو سيارته لاتخاذ الحيطة والحذر، وعدم السرعة والتهور أثناء السياقة؛ لأجل سلامته ومن معه؛ واحترام قانون السير سرّا وعلانية. ومن جملة ذلك الانتباه إلى علامات المرور؛ وإشارات تحديد السرعة؛ وكذلك إشارات السير للإرشاد؛ والإشارات الضوئية، وهلم جرا... ويجب على السائق أن يكون متمكنا من السياقة فلا يغلب عليه الطيش أو الغرور. فمهما كانت وضعيته وهويته فهو يتحمل كامل المسؤولية القانونية والمدنية، لأن التجربة أكبر من شهادة السياقة، والحكمة تقول: «في التأني السلامة وفي العجلة الندامة». وقد قيل: «أعمال العقلاء مصونة عن العبث». ولا يخفى أنَّ من حسنات الدولة شق الطرُق السيارة لفائدة السائقين والركاب؛ كما أن مِن واجبها فتح أنفاق تحت الأرض بالمدار الحضري؛ خصوصا بالمدن الكبرى تخفيفاً للاكتظاظ الذي يعرفه أسطول السيارات يوميا، مع التذكير أن من واجب المواطن تأدية ما عليه من واجبات للدولة: كما أن على الدولة القيام بحقوقها كاملة من إصلاح الطرق وتوسيعها وتجهيزها بما يجب من العناية اللازمة، ومن البديهي أنه يجب على كل مالك للسيارة وغيرها أن يتوفر على الوثائق القانونية من شهادة السياقة؛ وشهادة التأمين؛ والورقة الرمادية؛ وتوصيل الضريبة، لأن القانون لا يحمي المغفلين؛ ولا يُعذر أحد بجهله للقانون». كما أنه مطلوب منه دوما أن يراقب سيارته قبل الانطلاق؛ من الفرامل؛ والأضواء؛ والعجلات؛ والزيوت وغيرها، وأن يكون منتبها للفحص التقني الدوري: حتى يكون في أمن وأمان؛ ومَن معه في سلامة واطمئنان، ولا بأس أن يستعين بما تيسر من قراءة آيات قرآنية تيمنا وتبركا بها. والحال أن اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير؛ تقوم بيْن الفينة والأخرى بحملات التوعية خصوصا داخل المدن. ومن المؤسف جدا أن حوادث الطرق تخلف يوميا أعدادا من المصابين والقتلى؛ فلا أدري... أمن السرعة الجنونية؛ أو استعمال الكحول؛ أو المخدرات؛ أو عدم النوم الكافي؟ قال تعالى (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس). ومن الأهمية بمكان توضيح رقم السيارة من أمامها وخلفها للتعريف بها لدى رجال السير والطرقات. فحذار حذار.... أيها السائق من السرعة والعناد أثناء السياقة، وراقب دوما قانون السير؛ ودبر أمور حتى تجنب نفسك ومن مك الهلاك فتكون من الخاسرين، وكن لربك من الشاكرين على السلامة والعافية ذهابا وإيابا. واقرأ قوله تعالى: «سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون» كما لايفوتني أن أشير إلى أنَّ السائق لسيارته أو حافلته يبقى نور العقل هو المتحكم فيه إضافة إلى بقية حواسه وأطرافه؛ كما أن المسؤولية تبقى مشْتركة بين الدولة والمواطنين كل لهم حقوق؛ وعليهم واجبات، ومسك الختام قول الله تعالى: «ربنا لا تواخذْنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصْراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تُحملنا ما لاطاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنتَ مولانا فانصٌرنا على القوم الكافرين».