قررت مجموعة من المجاهدين وأبناء الشهداء وأبناء المجاهدين، يمثلون الولايات التاريخية الست، مباشرة حملة لجمع التوقيعات قصد مقاضاة الرئيس الأسبق، أحمد بن بلة، المتهم صراحة بإصدار أمر إعدام العقيد محمد شعباني. وحسب الأمين العام السابق للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء، أحمد بن سعيد، فإن الخطوة جاءت بعد توفر الدليل المادي المتمثل في شهادة رئيس الجمهورية الأسبق، الشاذلي بن جديد. وكانت المجموعة تنتظر أن يتحرك الذين كانوا مسجونين مع المرحوم العقيد شعباني ممن لازالوا على قيد الحياة، ومنهم الأمين العام الحالي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، سعيد عبادو، إضافة للمجاهدين حسين ساسي وعمر صخري. أما الدافع الثالث، وجود البعض ممن حاكموا العقيد على قيد الحياة، وأحدهم عضو المحكمة الشاذلي بن جديد، رفقة الفقيدين سعيد عبيد وعبد الرحمان بن سالم، وهي كلها عوامل كافية لظهور الحقيقة حول إعدام العقيد شعباني، حسب أصحاب المبادرة. وقال أحمد بن سعيد، في تصريحه ل «الخبر» حول الموضوع «انتظرنا رد فعل من بن بلة حول تصريحات الشاذلي، لكنه للأسف لم يفعل». مضيفا «نحن نسعى لجمع 30 توقيعا لمجاهدين عبر كل الولايات التاريخية الست للمطالبة بمحاكمة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة في هذه القضية. وكان الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، قد نشر مساهمة في جريدة «الخبر» يوم 4 ديسمبر الجاري، أدلى من خلالها بشهادته حول الكثير من الأحداث التي شهدتها ثورة التحرير. ومن هذه الأحداث تمرد العقيد شعباني وخلفيات وكيفية إعدامه، قائلا «أنا الذي أجهضت تمرد شعباني حين كنت قائدا للناحية العسكرية الخامسة، ثم شكلت محكمة ثورية خاصة لمحاكمته. واتصل بي بومدين ليقول لي: إن الرئيس أحمد بن بلة عينني عضوا في هذه المحكمة إلى جانب سعيد عبيد، وعبد الرحمان بن سالم. وأضاف بومدين أن الرئيس يطلب منكم الحكم عليه بالإعدام». ورفض بن بلة الالتماس، حسب الشاذلي، واعتبر الحكم «غير قابل للاستئناف».