بعد أحداث حي عين الرحمة بطانطان التي أودت بحياة الشرطي المرحوم عبد العزيز مسكي في تدخل لقوات الأمن لتفريق متظاهرين ذوي توجه انفصالي، قاموا بالتجمهر بالشارع وعرقلوا بذلك حركة السير وأخلوا بالنظام العام، تم إحداث تغييرات على مختلف المصالح الأمنية التابعة لهذه المنطقة الإقليمية بطانطان، ولمواجهة الجريمة بشتى أنواعها والحفاظ على أمن المواطنين وممتلكاتهم، وعلى خلفية الانفلات الأمني الذي تفشى في الأحياء الهامشية بالمدينة والتي أقلقت راحة المواطنين سواء منهم الراجلين أو أصحاب السيارات بصفة عامة وسيارات الأجرة بصفة خاصة حيث كان يصعب عليهم ولوج بعض الأحياء ليلا بسبب تعرضهم للرشق بالحجارة والاستيلاء على أمتعتهم وأموالهم، تم إعادة هيكلة الشرطة بطانطان حيث تم إحداث فرقة الأبحاث والتحريات الميدانية وتم تعزيز فرقة السير الطرقي للحد من آفة حوادث السير وزجر المخالفات المتعلقة بالسير والجولان. وهكذا خلال التسعة أشهر الأخيرة قامت عناصر من الشرطة المدنية بإيقاف العديد من الأشخاص متورطين في عدة قضايا إجرامية، تتعلق بالأشخاص والممتلكات، والأمن والنظام العام وقد جاءت الحصيلة على الشكل التالي: الجرائم المتعلقة بالمس بالأشخاص: القتل العمد 02، الضرب والجرح 31، الضرب والجرح المفضي إلى الموت 02، الضرب والجرح المفضي لعاهة مستديمة 01، تكوين عصابة إجرامية 05، أما الجرائم المتعلقة بالمس بالممتلكات كانت السرقة الموصوفة 66 النصب والاحتيال وخيانة الأمانة 09، الإكراهات البدنية 158، التزوير واستعماله 04. أما الجرائم المتعلقة بالمس بالأخلاق فهي: الفساد وإعداد منازل للدعارة 29، الاغتصاب 02، التغرير بقاصر وهتك العرض 08، وبالنسبة للجرائم المتعلقة بالمخدرات والمشروبات الكحولية وخمرة ماء الحياة والتهريب فجاءت كمايلي: الاتجار واستهلاك المخدرات 47، السكر العلني 725، الاتجار في المواد المدعمة من طرف الدولة «البنزين والدقيق 21، الاتجار في الخمور وخمرة ماء الحياة 48، الاتجار في السجائر المهربة 04، أما الجرائم المتعلقة بالمس بالأسرة فكانت 13 حالة خاصة بإهمال الأسرة. وكانت هناك قضايا أخرى كالهجرة السرية والإقامة غير الشرعية 16 حالة والفرار من مؤسسة سجنية حالتين. وفي إطار هذا الإنجاز الأمني تم إيقاف ما مجموعه 1012 شخصا متورطين في قضايا قضائية من قبل عناصر شرطة طانطان خلال المدة المذكورة تمت إحالتهم على المحاكم المختصة «المحكمة الابتدائية بطانطان ومحكمة الاستيناف بأكادير» وتم حجز 16 كلغ من مخدر الشيرا في سياق محاربة المخدرات، 65 طن من مادة الكازوال المهرب تم وضعها رهن إشارة الجمارك للاختصاص، أما الحصيلة الثانية التي أنجزتها عناصر الشرطة بطانطان والتي أصبحت ظاهرة للعيان فهي استتباب الأمن بطانطان بصفة عامة وفي الأحياء الهامشية بصفة عامة وفي الأحياء الهامشية بصفة خاصة، وذلك عبر انتشار دوريات رجال الأمن في مختلف الأحياء بالمدينة بما في ذلك المؤسسات التعليمية، القضاء على الفوضى التي كان يعرفها السير والجولان بالمدينة وذلك بفرض احترام قانون السير وزجر المخالفات، والانفتاح على المجتمع المدني بجميع أطيافه بما فيه الأحزاب السياسية والجمعيات الحقوقية والصحافة... وبالتالي فقد أصبحت الحياة اليومية بطانطان تسير بشكل طبيعي وتعرف هدوءا اجتماعيا غير مسبوق كما اختفت مظاهر الاحتجاج غير المبرر وأصبح أغلب الناس يفكرون في أمورهم داخل الفضاء الإيجابي الجديد باستثناء جيوب الشغب التي لم تستطع التخلص من أفكارها الاستغلالية التي استمرت لمدة طويلة وتحاول عرقلة تثبيت دولة الحق والقانون، والوقوق ضد الإصلاحات الحالية التي يعرفها الإقليم في مجالات مختلفة.