كللت عملية «استبار أثري» هي الأولى من نوعها بالمدينة العتيقة لآسفي باكتشاف العديد من المواد الأركيولوجية الغنية والمهمة. ومن بين المواد المكتشفة، حسب ما تمت معاينته بموقع «الاستبار الأثري»المحاذي للكنيسة البرتغالية بالمدينة العتيقة، أواني خزفية «جرار كبيرة» ترجع إلى العصور الوسطى تستعمل لتخزين المواد الغذائية وكذا عدة مستويات ل»»الاستيطان»» سابقة على مرحلة الوجود البرتغالي (القرن16) وقنوات من الفخار دقيقة الصنع تستخدم في التزود بالماء الصالح للشرب وبنية للتخزين تستخدم لتجميع مياه الشرب. وستمكن عملية تدقيق وتأريخ مستويات هذا الموقع الأثري والمواد المكتشفة به، والتي تنكب عليها نخبة من الأطر المغربية، من كشف بعض جوانب الغموض التي تكتنف تاريخ المدينة العتيقة لآسفي وما تكتنزه من أسرار. وقد حددت عملية «الاستبار الأثري» هاته، التي يشرف عليها أطر المديرية الجهوية للثقافة بجهة دكالة-عبدة بتعاون مع ولاية الجهة, كهدف لها تدقيق كرونولوجية هذا الموقع وكشف مستويات الاستيطان به وتحديد مستويات البنيات القديمة للكنيسة البرتغالية واستكشاف آثار«المسجد الأعظم» الذي بني في عهد الدولة الموحدية. وسيتم استكمال هذه العملية في مرحلة ثانية خلال بدء أشغال تهيئة الكنيسة البرتغالية التي تندرج في إطار مشروع رد الاعتبار للمدينة العتيقة لآسفي. ويذكر أن الكنيسة البرتغالية، التي تتميز بفنها المعماري القوطي, شيدت سنة1519 ميلادية من طرف البرتغاليين بالقرب من «المسجد الأعظم»، وقد تعرضت للهدم من طرف البرتغاليين لدى خروجهم من آسفي ولم تصمد من معالمها سوى أجزاء بسيطة أعيد ترميمها.