حقائق وشهادات حول قضية توفيق بوعشرين مع البيجيدي: بين تصريحات الصحافي وتوضيحات المحامي عبد المولى المروري    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة    حصيلة سنة 2024.. تفكيك 123 شبكة لتنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار في البشر    الدكتور هشام البوديحي .. من أحياء مدينة العروي إلى دكتوراه بالعاصمة الرباط في التخصص البيئي الدولي    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة .. السيد الراشيدي يبرز الخطوط العريضة لورش الدولة الاجتماعية التي يقودها جلالة الملك    قيوح يشرف على تدشين المركز اللوجيستيكي "BLS Casa Hub" بتيط مليل    فرض غرامات تصل إلى 20 ألف درهم للمتورطين في صيد طائر الحسون بالمغرب    38 قتيلا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان (حصيلة جديدة)    الدفاع الحسني يهزم الرجاء ويعمق جراحه في البطولة الاحترافية    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    أخبار الساحة    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنطقة العربية في معادلة المواجهات مع إسرائيل: الصراع على أرض الشام متواصل في الجغرافيا والتاريخ.. بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 13 - 07 - 2015

بعد أشهر وبتاريخ 18 مارس 2016 ستستكمل الحرب المتعددة الأطراف الدائرة على أرض الشام ذكراها الخامسة. هناك تباين واسع في تقديرات المحللين والسياسيين وحتى القوى المشاركة أو المؤثرة بشكل أو بآخر في الحرب حول التطورات والنتيجة الختامية. ما يجعل الموقف أكثر ضبابية أن الكثير من التقديرات بشأن هذه الحرب والتي كثرت وتعددت منذ بدايتها لم تتحقق. الأمر الذي قد لا يختلف الكثيرون بشأنه، هو أن نتيجة هذه الحرب لن تنعكس فقط وتكون شديدة التأثير على التطورات في منطقة الشرق الأوسط الكبير، بل ستكون ذات أبعاد دولية خاصة فيما يتعلق بالصراع على النفوذ العالمي وتوازن القوى بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وروسيا والصين وحلفائهما من جهة أخرى. الأمر الآخر الذي يوجد شبه إجماع حوله من طرف المحللين هو أن ما يجري على أرض الشام يدخل في إطار مشروع المحافظين الجدد في واشنطن والخاص بإعادة ترتيب أوراق منطقة الشرق الأوسط الكبير بحيث وحسب منطقهم يجري تعديل خارطة المنطقة التي حددت بعض أطرافها بموجب إتفاق سايس بيكو لسنة 1916 التي كانت تفاهما سريا بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية. في واشنطن يرى أصحاب مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد أن الحدود الحالية لدول المنطقة ليست منصفة وأنه يجب تقسيمها إلى ما بين 54 و 56 دولة على أسس دينية وعقائدية وعرقية ومناطقية.
هؤلاء الذين يحددون سياسات البيت الأبيض والذين يصفهم خصومهم بالتحالف الصهيوأمريكي لا يخفون إعتقادهم أن نجاح مشروع الشرق الأوسط الجديد سيضمن سلاما طويلا في المنطقة وسيبعد أي تهديد عن إسرائيل ويحولها إلى المركز الإقتصادي لغالبية الدول الجديدة الناشئة.
الحرب على أرض الشام تدور أساسا بين الجيش السوري النظامي يعضده بالرجال والعتاد حزب الله اللبناني، وتسانده موسكو خاصة بالسلاح والضغط السياسي والتهديد العسكري لمنع توسع التدخل الخارجي وخاصة الأمريكي في الحرب، كما تقدم طهران أشكالا أخرى من الدعم، وفي الطرف الآخر في المواجهة هناك تركيبة متنوعة من التنظيمات العسكرية والسياسية من تنظيم القاعدة ومكونات حركة الإخوان وتنظيم داعش مرورا بما يسميه الغربيون المعارضة السورية المعتدلة. تقدر مصادر أوروبية عدد التنظيمات المسلحة التي تحارب القوات السورية بما يصل إلى العشرة وهي تضم حسب آخر تقديرات عدد من أجهزة الإستخبارت أكثر من 42 ألف مسلح من خارج سوريا بينهم حوالي 4200 تونسي وآلاف من الأردن والجزائر والمغرب بالإضافة إلى آلاف آخرى من فرنسا وبريطانيا وحتى دول جنوب آسيا وأندونيسيا. تمول الأجهزة الأمريكية ونظيراتها البريطانية والفرنسية وتركيا ودول خليجية نفطية الجماعات المسلحة في بلاد الشام وتدربها وتساعدها في تجنيد المتطوعين من خارج القطر السوري وذلك رغم كل ما يشاع عن عداء تنظيم أو آخر من ضمنها تجاه الغرب. وتفيد تقارير ألمانية أن دولا معدودة في الخليج العربي ومنظمات غير حكومية بالمنطقة أنفقت منذ مارس 2011 وحتى بداية سنة 2015 أكثر من 145 مليار يورو على دعم المنظمات المسلحة في بلد الشام.
خدمة مشروع الشرق الأوسط الجديد
التنظيمات المسلحة التي تقاتل على أرض الشام وسوريا توسع نطاق عملياتها بشكل سريع وخاصة تنظيم داعش الذي يؤكد الكثير من المحللين ومراكز الرصد أنه من إنتاج المخابرات المركزية الأمريكية التي قدرت أن تنظيم القاعدة قد استنفد أغراضه وأصبح غير ملائما للمرحلة الحالية من الصراع ولهذا استحدثت بديلا أو موازيا له. التنظيمات المسلحة المنتشرة تحت راية داعش أو أسماء مختلفة في منطقة الشرق الأوسط الكبير الممتد من أفغانستان شرقا حتى سواحل شمال أفريقيا على المحيط الأطلسي، تقوم بعمل يصب بنتائجه في صالح مشروع الشرق الأوسط الجديد.
أفادت وكالة رويترز الدولية للأنباء خلال النصف الأول من شهر يوليو 2015 أن تنظيم داعش كبد المنطقة العربية خسائر فاقت تريليون دولار "ألف مليار" خلال عام 2014.
وقال إنه بعد مرور سنة على إعلان قيام "الدولة الإسلامية" المزعومة، تجاوزت خسائر المنطقة العربية اقتصادياً أكثر من تريليون دولار، في قطاعات عدة أهمها النفط، والسياحة والبنى التحتية.
وخلال عام واحد من المواجهات المسلحة المباشرة وغير المباشرة مع التنظيم المتطرف، تراجع إجمالي الناتج المحلي في دول مثل سوريا والعراق وتونس، وزاد حجم الإنفاق العسكري بأكثر من 40 في المئة في دول عربية عدة.
ويسيطر "داعش" في الوقت الحالي على نحو 50 في المئة من مساحة سوريا، فهو يتواجد في 9 محافظات هي حمص والرقة ودير الزور والحسكة وحماة وحلب ودمشق وريف دمشق والسويداء، كما أنه يسيطر على 30 في المئة من مساحة العراق.
توقعات أمريكية
يوم الجمعة 11 يوليو 2015 قال مايكل هايدن، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في تصريحات لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية: "إن كل من سوريا والعراق سوف يختفي قريبا من خارطة الشرق الأوسط، وأن الوطن العربي سيرتفع إلى 28 دولة بدلا من 22 دولة، في السنوات القليلة المقبلة".
هايدن نوه في حديثه هذا بالقول "إن اتفاقية سايكس بيكو، لم تعكس الواقع على الأرض، والمنطقة مستمرة في النزاع وقد يستغرق الصراع الحالي ثلاثين عاما". وأشار أن "القوات الكردية التي تحارب تنظيم الدولة تعتبر حليف واشنطن الرئيسي في المنطقة"، ودعا إلى "تكثيف تسليح القوات الكردية وبأسرع وقت ممكن".
في نفس اليوم الذي نشرت فيه تصريحات هايدن، أشارت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور إلى الأزمة السورية المتفاقمة وإلى الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من أربع سنوات، وحذرت من أن تصبح سوريا دولة مهلهلة في ظل تعنت الرئيس السوري بشار الأسد واستمراره بالقتال.
وأضافت الصحيفة أن حزب الله اللبناني يقود معارك إلى جانب قوات من النظام السوري، وذلك في محاولة لاستعادة السيطرة على مناطق مختلفة من البلاد. وأن محللين يرون منذ أشهر أن تراجع سوريا لتصبح "دولة مهلهلة" يعتبر أمرا لا مفر منه، وذلك في ظل عوامل من بينها تعرض الجيش السوري للإنهاك، والنقص الحاد في المقاتلين الموالين للنظام.
جيوب وكيانات مستقلة
يوم 10 يوليو نشر الباحث عبد الحي زلوم ​جردا لمعطيات حول المخططات الأمريكية في بلاد الشام جاء فيه:
في 30 يونيو 2015 نشر معهد بروكينغ وثيق الصلة بالحزب الديمقراطي الحاكم خطته عن الوضع في سوريا بعنوان: تفكيك سوريا جاء فيها أن جهود السلام بين الفرقاء السوريين قد ماتت. وقال الجنرال ديمبسي رئيس أركان القوات المسلحة الأمريكية أمام الكونغرس مؤخرا أن وزارة الدفاع تدرب فقط 150 متطوعا من المعارضة المعتدلة في حين أن قوات الدولة الاسلامية تزيد عن 30000 بالاضافة إلى مئات الآلاف من قوات الأسد. في الوقت نفسه ما زالت الدولة الاسلامية تتمدد مهددة المنطقة والعالم. فما العمل ؟ الاجابة "بناء قوى مناهضة للوصول إلى تفتيت وإعادة بناء سوريا. اما محاولة إيجاد حل شامل على مستوى الوطن السوري فهو أمر بالغ الصعوبة حتى للتَصَور فما الحال في تطبيقه؟. وعوضا عن ذلك على المجتمع الدولي العمل على ايجاد جيوب قادرة على حفظ النظام والحكم داخل سوريا وبعد أن تجد تلك الجيوب موطئ قدمها يمكن لتلك الجيوب التمدد لتصبح كيانات آمنة بحكم ذاتي كامل. يضيف : "الفكرة هي مساعدة عناصر معتدلة لايجاد مناطق آمنة داخل سوريا. عندها يمكن لقوات امريكية وسعودية وتركية وبريطانية وأوروبية وقوات عربية أخرى البدء بمساندة تلك الجيوب ليس فقط بدعم جوي ولكن بقوات خاصة على الارض".
وتنص الخطة على الإستفادة من الصحراء السورية المفتوحة لتصبح منطقة عازلة يمكن مراقبتها وبذلك تبقى القوات الغربية في اماكن آمنة وبعيدة عن الخطوط الامامية للإشتباك".وينص مشروع الخطة على أنه لا داعي للاستعجال لتقرير المصير النهائي لهذه المناطق الامنة من الان. قد يكون الهدف المرحلي الى خلق كونفدرالية سورية بين تلك الكيانات والتي يجب ان تكون متمتعة بأقصى درجات الحكم الذاتي ضمن دولة قطرية في يومٍ ما ولعل الدولة الكونفدرالية ستصبح بحاجة الى قوة حفظ سلام دولية.
تقول الخطة أن الجهود لن تكون فقط موجهة ضد الأطراف المتطرفة ولكن إلى الأسد الى حد ما. ويجب احترام الحقيقة بأن الاسد ما زال موجودا، لذلك لن تسعى إلى الإطاحة به لتمكنه من حكم تلك المنطقة التي يطمح لحكمها (دولة علوية مثلاً؟). اما هذه المناطق الآمنة والمحررة فيجب أن يكون واضحا ان لا رجوع لحكم الاسد أو لاحد يخلفه. الاسد لن يكون هدفا عسكريا ضمن هذه الخطة في المناطق التي يسيطر عليها جيدا لكن المناطق التي لا تخضع لسيطرته و التي تستهدفها قواته، فستكون ضمن من تشملهم هذه الخطة. وإذا تأخر الأسد كثيرا عن قبول صفقة لنفيه فسوف يواجه خطرا حقيقيا ليس فقط لحكمه بل لشخصه.
في يونيو 2015 كتبت جريدة الفاينانشل تايمز تحقيقا حول إقامة مناطق عازلة في سوريا، ثم ذكرت أن الطيران الامريكي او ما يسمى طيران التحالف ينسق حاليا بشكل ملحوظ وعلني مع القوات الكردية في الشمال الشرقي السوري لخلق منطقة عازلة هناك تشبه المنطقة العازلة التي يجري السعي لتشكيلها قرب الاردن. وهكذا سيصبح في دولة سوريا سايكس بيكو الواحدة عدة دول احداها سنية واخرى كردية وأخرى علوية على الاقل.
ويضيف الباحث: إن إطالة أمد الحرب السورية وكذلك العراقية كان محسوبا بعناية ويتم السيطرة عليه عن طريق تسليح الفصائل المقاتلة ضد النظام بشكل لا يمكنه أن يحسم أي معركة الى أن ترجح كفة النظام وعندها يتم زيادة التسليح للفصائل المسلحة الى أن تسترد توازنها وهكذا دواليك في عملية انهاك محسوبة. وكذلك الامر بالنسبة لتسليح الحكومة العراقية، ولأسباب ادعى وزير الدفاع الامريكي بانها لاسباب بيروقراطية مع ان الحقيقة ان السبب هي كما في الحالة السورية لادامة حالة الاقتتال ولتثبيت الامر الواقع لتقسيم العراق الى كيانات ثلاث.
يبدو أن المرحلة النهائية لهذه الخطط قد تم اعتمادها من الرئيس الامريكي أوباما الذي قام بزيارة نادرة الى البنتاغون في 6 يوليو 2015 حيث عقد اجتماعا مغلقا مع رؤساء الجيوش الامريكية وكبار الضباط في البنتاغون تحت غطاء مواجهة التهديدات المتصاعدة في الشرق الأوسط.
في مؤتمر صحفي بعد ذلك الاجتماع السري وقف اوباما متحدثا عن مواجهة الأخطار: "لهذا لن يكون امرا سريعا. ستكون معركة طويلة. "بعد ذلك بيوم وقف رئيس هيئة رؤساء الاركان للقوات المشتركة ديمبسي قائلا إن الامر يتطلب ارسال الاف الجنود الى العراق وانشاء شبكة من القواعد العسكرية في كافة ارجاء البلاد.
يمكننا ان نلعن الاستعمار والامبريالية من هنا الى يوم يبعثون. لو كان الاستعمار شيطاناً ،" وهو كذلك" الا انه كان له اتباع . اتباع الشياطين هؤلاء هم عرب ومسلمون مولوا هذا الدمار والاقتتال ورعوه، وعرب ومسلمين جاؤا من كل فج عميق لتنفيذ مخططات الشيطان من حيث يعملون أو لا يعلمون، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. وسيعلم الجهلة الى اي منقلب سينقلبون".
نبوءات سنة 2013
يوم 11 يوليو 2015 استأنفت صحيفة "الاخبار" اللبنانية نشر وثائق ويكيليكس المسربة التي بدأت بنشرها في 19 يونيو والمتعلقة بالحرب على أرض الشام. والجديد في هذه الوثائق أنها تكشف النقاب عن المناقشات التي دارت عام 2013 حول مرحلة ما بعد الأسد والتي كان التحالف المناهض له يقدر أنها على بعد أسابيع ولكن الأيام أثبتت مرة أخرى أن خبراء واشنطن كانوا مخطئين.
الوثائق تبين كذلك سعي الاولايات المتحدة الامريكية على تحييد سلاح الجو السوري، بينما رأت وتركيا مؤشرات عن "الانتقال في نظام الحكم".
عملت واشنطن منذ بداية عام 2013، على تحييد المطارات السورية عبر تزويد القوات المناهضة للنظام السوري بمضادات للدروع للسيطرة على المطارات التي تنطلق منها طائرات النظام. رغم فشل معركة دمشق في صيف 2012، كانت المعارضة المسلحة تعيش مرحلة انتعاش في ريف دمشق والشمال السوري والمنطقة الوسطى حمص خصوصا، وصولا إلى الجنوب.
هذا الانتعاش، أراد له الداعم الغربي والإقليمي زخما جديدا في الميدان لتأسيس مرحلة انتقالية تسلم فيها الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد جزءا كبيرا من صلاحيتها ل"الائتلاف" المعارض. ولذلك عمل تحالف ما سمي "أصدقاء سوريا" على زيادة تطوير قدرة المسلحين.
وتتابع الوثائق، لذلك، استوجب البدء بتدريبات عناصر من المسلحين، وإدخال أسلحة جديدة إلى الميدان، حيث بدأت تظهر بكثافة الصواريخ المتطورة المضادة للدروع. هذا الصواريخ لم تكن فقط لضرب الدبابات والمحمولات العسكرية السورية المستخدمة برا، بل أرادها الأمريكي أن تكون عنصر تعطيل للطائرات العسكرية مع حصار المطارات عن بعد كيلومترات.
وفي فبراير 2013، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن عددا من الدول، بينها تركيا والولايات المتحدة، بدأت بإرسال سلاح نوعي إلى مقاتلين في درعا وعدد من مناطق الشمال السوري. وأشارت الصحيفة إلى أن "النجاحات التي حققها المسلحون أصبحت ملموسة، وتتمثل بإسقاط مقاتلات ومروحيات بصواريخ تطلق من الكتف، وإحداث شلل واضح لمدرعات النظام.
في نفس التاريخ السابق ذكرت "واشنطن بوست" أن عددا من الدول بدأت بإرسال سلاح نوعي، ورأى مسؤول حكومي بريطاني أن المرحلة الانتقالية يجب أن تحظى بدعم أكبر، وأن ما يقدم حاليا ليس كافيا، فقيام حكومة سورية بديلة مثلا يحتاج إلى تمويل عال، وهذا ما يجب التفكير فيه..."، مشيرا إلى أن "بيان جنيف هو المرجعية المطروحة حاليا للحل السياسي".
أما فرنسا، فأشارت إلى أنها مستعدة للإسهام بكل ما هو مطلوب في سبيل الانتقال إلى الحل وأنها دعمت التوجه إلى قيام الائتلاف الوطني الذي سيكون مهيأً لقيادة سوريا في المرحلة الانتقالية".
في ذلك الوقت كانت إقتراحات أنقرة أكثر جذرية، فهي اعتبرت أن "شواهد المرحلة الانتقالية واضحة من عدة جوانب. فالمعارضة مسيطرة على أغلب محافظتي حلب وإدلب، وتركيا سوف تدعم الحكومة الانتقالية في حال إعلانها، وأنه يجب عدم الارتهان للحل السياسي فقط، بل يجب لتحقيق الانتقال السياسي للسلطة أن يتم دعم المعارضة عسكريا وبشكل مباشر".
معركة صعبة
مع بداية صيف سنة 2015 يبدو مرة أخرى أن توقعات التحالف المناهض للسلطة في دمشق بشأن تحقيق نصر قريب عليها في طريقها للتبخر. جاء في تقرير لوكالة رويترز نشر يوم 10 يوليو: يظهر أن الدفعة التي ساعدت مقاتلي المعارضة في سوريا على تحقيق سلسلة من الانتصارات الخاطفة على قوات الجيش السوري تباطأت وتيرتها في هجومين كبيرين للسيطرة على مدينتي حلب في الشمال ودرعا في الجنوب.
وهذا له أسباب منها إصرار القوات الحكومية وحلفائها على وقف سلسلة الانتكاسات التي منيت بها. ومنها كذلك وجود أوجه قصور في استراتيجية قوات المعارضة وفي تسليحها مما يصعب عليها السيطرة على مدينتين بمثل هذه القيمة الاستراتيجية.
وهذا لا يعني بالضرورة أن الأسد الذي تتركز سطوته في غرب سوريا يوشك أن يشن هجمة مرتدة كبرى. فلا يزال الجيش والجماعات المتحالفة معه مستنزفة في حرب متعددة الجوانب مع تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة وفصائل مقاتلة أخرى.
لكن المعارضة المسلحة تقول إن الوضع أصعب من المتوقع في المدن التي تتحصن فيها القوات الحكومية جيدا وتستعين فيها بالقوة الجوية التي يفتقر مقاتلو المعارضة لسبل التصدي لها.
وقال مسؤول كبير بالشرق الأوسط قريب من دمشق إن زيادة الدعم العسكري والمالي الروسي ساعد الأسد بعد أن استنزف الصراع حكومته. وأضاف "الدعم الروسي والإيراني يتزايد إلى النظام في سوريا".
وكان المسؤولون الغربيون يأملون أن تساعد زيادة الضغوط العسكرية على الأسد في إقناعه بالجلوس إلى مائدة التفاوض لإنهاء الصراع وتسليم الحكم إلى خصومه، لكن مصادر قريبة من الأسد تتوقع صراعا مطولا خاصة من الأطراف المشاركة في القتال كجماعة حزب الله والتي تقاتل إلى جانب الأسد في مناطق قرب دمشق.
يوم 10 يوليو صرح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في كلمة بمناسبة "يوم القدس" السنوي لدعم الفلسطينيين إن الجيش السوري استعاد زمام المبادرة منذ أن فقد السيطرة على معظم محافظة ادلب لصالح تحالف لجماعات تضم جبهة النصرة التابعة للقاعدة.
وقال نصر الله أمام أنصاره في معقل الحزب في الضاحية الجنوبية ببيروت "قبل مدة وجيزة عندما سقطت ادلب قال البعض إن سوريا انتهت وبدأوا يعدون النهاية بأيام .. هم يعدون أيام وأسابيع منذ خمس سنوات". وأكد نصر الله إن الجيش بدأ يستعيد زمام المبادرة في عدد من خطوط المواجهة بما في ذلك في مدينة الزبداني الحدودية القريبة من طريق بيروت دمشق السريع والتي يقاتل الجيش وحزب الله لاستعادتها. وتسيطر الجماعات المسلحة على المدينة منذ ثلاث سنوات.
وأكد حزب الله "الذي حدث في الأسابيع الماضية واضح حيث أن المشهد تغير بفضل صمود الجيس السوري والقوات الشعبية في مواجهة الحملات الكبرى في درعا والسويداء والحسكة وحلب وسهل الغاب والآن بدأت تستعيد زمام المبادرة في الزبداني وفي تدمر".
تحالفات مرشحة للتقلب
إذا كان محللون يقدرون أن المعركة على أرض الشام هي جزء من المخطط الأمريكي للشرق الأوسط الكبير، فإنهم يشيرون أنه على ضوء توسع خطر الإرهاب في كل المنطقة العربية وظهور معطيات غير قابلة للطعن بشأن دور الأجهزة الأمريكية في إشاعة الفوضى أصبح الساحة السورية غيرها تشكل رمالا متحركة تؤثر على التحالفات وتنذر بإحتمال حدوث تحولات بها.
كتب الصحفي عبد الباري عطوان يوم 30 يونيو:
وليد المعلم "شيخ" الدبلوماسية السورية لا يزور موسكو الا اذا كان هناك مشروع سياسي او دبلوماسي كبير، او للتمهيد لقرارات استراتيجية، على سبيل المثال لا الحصر، الامر الذي يدفعنا الى التساؤل عن اسباب زيارته الحالية المفاجئة لموسكو ولقائه فور وصوله بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف؟.
المسألة لا تتعلق هذه المرة بتسليم اسلحة كيماوية، ولا بقضية الحل السياسي للازمة السورية، وانما ما هو اخطر من ذلك بكثير، وتحديدا اطلاع القيادة الروسية المعلم على انقلاب وشيك في المعادلات السياسية والعسكرية، ليس في الملف السوري فقط، وانما في خريطة التحالفات في المنطقة، والفضل في ذلك يعود الى داعش التي بات تمددها وهجماتها الدموية التي تزعزع استقرار المنطقة باسرها، بمثابة الكابوس التي يدفع حكومات المنطقة الى اعادة النظر في اولوياتها.
النقطة الاهم التي رشحت من اجتماع المعلم مع القيادة الروسية، تتمثل فيما قاله الرئيس بوتين حول خطة روسية جديدة ترمي الى جمع الرياض ودمشق في تحالف واسع ضد تنظيم داعش، قد يشمل ايضا تركيا والاردن، وكشف الرئيس الروسي، مثلما نقلت عنه وكالة الانباء الروسية "عن تلقيه من خلال اتصالاته مع دول المنطقة التي تربطها علاقات طيبة جدا بموسكو، اشارات تدل على استعداد تلك الدول للاسهام بقسطها في مواجهة الشر الذي تمثلة "الدولة الاسلامية".
قبل اسبوع تقريبا، فاجأنا ايفيغيني لوكيانوف، نائب امين مجلس الامن القومي الروسي بتصريح له دعا فيه دول الخليج العربي بالصلاة من اجل بقاء الرئيس السوري بشار الاسد، باعتباره الوحيد القادر على ايقاف ودحر "الدولة الاسلامية" ووقف تمددها"، وقال "انهيار نظام الاسد يعني ان الرياض وعواصم خليجية اخرى ستكون الهدف التالي ل"الدولة الاسلامية" لان هناك خمسة آلاف سعودي يقاتلون في صفوفها، وسيعودون الى بلادهم بعد انتهاء المواجهات، وهؤلاء ليس لديهم اي شيء يفعلونه غير القتل".
لا شيء يأتي بمحض الصدفة في موسكو، ومثل هذه التصريحات الخطيرة من الرجل الثاني في قيادة الامن القومي الروسي، جاءت لتمهد للطبخة التحالفية الروسية الجديدة، التي تجمع الاعداء المتحاربين تحت مظلة واحدة، ووضع خلافاتهم وحروبهم جانبا، والتعاون في مواجهة الخطر الاكبر الذي يهددها جميعا، اي داعش.
حروب الماضي والحاضر
كتب فريد الخازن النائب في البرلمان اللبناني يوم 13 يونيو في جريدة السفير:
انطلق الصراع على سوريا مع نشوء الدولة بعد سقوط السلطنة العثمانية. وجاء تضارب المصالح بين الدول الكبرى، فرنسا وبريطانيا تحديدا، وتركيا، وريثة السلطنة، لاقتسام المغانم بعد الحرب العالمية الاولى ولاعادة النظر في اتفاقية سايكس بيكو. لاحقا، وفي السياق عينه، ضمت تركيا لواء الاسكندرون السوري في 1939 بدعم من الانتداب الفرنسي وتم تتريكه بإسم هاتاي.
سوريا، منبت القومية العربية، وجدت في الأمير فيصل، نجل قائد الثورة العربية ضد العثمانيين، افضل من يمكن لقيادة البلاد في تلك المرحلة. لكن بعد الصدام مع فرنسا، انتقل فيصل ومعاونوه من دمشق الى بغداد، حيث توج ملكا على العراق بدعم بريطاني. بعد الاستقلال، دخلت سوريا في صراعات جديدة، منها ما ارتبط بالواقع الجديد الذي نشأ بعد حرب 1948 وقيام اسرائيل، ومنها ما ارتبط بتحولات الواقع العربي في زمن المد الناصري في الخمسينيات. وفي تلك المرحلة كان الاشتباك السياسي على اشده بين سوريا القومية وركنها حزب البعث المتحالف مع عبد الناصر وسوريا الوطنية التقليدية، الى ان حسم مع اعلان الوحدة بين مصر وسوريا في 1958. لكن سرعان ما بدأت الشقوق تظهر داخل الجمهورية العربية المتحدة الى ان حصل الانفصال في 1961.
خلافات جديدة برزت داخل الصف القومي الواحد بين عبد الناصر والبعث، وبين جناحَي حزب البعث الحاكم في سوريا والعراق منذ 1963. جبهة اخرى اطلت برأسها في اطار سياسة المحاور بين الطرف العربي المتحالف مع المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي والطرف المناهض له المدعوم من المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة. هكذا تحولت الحرب الباردة العربية الى ساخنة في اليمن في 1962 بين طرفَي النزاع المحليين المدعومين من مصر والسعودية.
هزيمة 1967 اعادت اللحمة الى الصف العربي، لكن مفاعيل حرب 1973 زعزعتها، تحديدا بعد معاهدة السلام بين مصر واسرائيل. انحصرت جبهات النزاع الاقليمية في لبنان، الساحة المباحة للمتنازعين جميعهم، وباتت سوريا الطرف الاكثر تأثيرا في لبنان وفي مسار النزاعات الدائرة على ارضه، لا سيما بعد الاجتياح الاسرائيلي في 1982 وخروج المنظمات الفلسطينية والمحاولات الفاشلة لاستعادة مواقعها في لبنان حتى منتصف الثمانينيات.
اعتداءات 11 سبتمبر 2001 قلبت الأوضاع رأسا على عقب وأطلقت تحولات جذرية في السياسة الخارجية الأمريكية، وجاءت الترجمة العملية في حرب أفغانستان، تبعتها حرب العراق. ومن ابرز مفاعيل هذه التطورات تصدع بنيان المعادلة القائمة على الساحة اللبنانية والتردي السريع في العلاقات بين واشنطن ودمشق، فباتت الطريق سالكة لصدور قرار مجلس الأمن 1559 الداعي إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان. تم الانسحاب في 2005 على وقع انتفاضة شعبية واسعة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
في العام 2011 وصل ما سمي "الربيع العربي" منهكا إلى سوريا، وفي آخر السلسلة، بعد زخم تونس ومصر وليبيا. راهن كثر على سقوط سريع للنظام الحاكم، لا سيما قطر وتركيا التي احتضنت أكثر الجهاديين تطرفا من العالم أجمع. لكن سرعان ما استعاد النزاع ملامح الحرب الباردة مع الموقف الصيني وخصوصا الروسي الداعم للنظام في مجلس الأمن ولتسوية سياسية للنزاع، إضافة طبعا إلى الدعم الإيراني وانضمام "حزب الله" إلى المعركة. الصراع على سوريا هذه المرة اخذ طابعا دينيا مع إعلان التنظيمات السلفية التكفيرية بلاد الشام أرض جهاد. وبعدما أخذت الأزمة الأوكرانية مداها على ساحة الأزمات الإقليمية الدولية، لم يبقَ سوى الأزمة السورية، حيث ساحات القتال مفتوحة لنزاعات العالم العربي والإسلامي. وعلى رغم فداحتها، فانها لا تؤثر فعليا في مصالح الدول الكبرى ىسوى لجهة حفظ ماء الوجه في سياق الارتدادات المتأخرة لحرب باردة انتهت منذ نحو ربع قرن. اكتفت واشنطن بإخراج اسلحة الدمار الشامل من المعركة، وتراهن الآن على "اعتدال" جبهة النصرة وعلى قائدها الجولاني الذي أكد في حديث إلى قناة "الجزيرة" على ارتباطه الوثيق ب "القاعدة"، وهو يعتبر ان الإخوان انحرفوا عن النهج الشرعي وان المعارضة الميدانية التي يقودها في سوريا لا تقارن بمعارضة الفنادق والإعلام. بايجاز، قتل "ناعم" على يد النصرة "المعتدلة" بالمقارنة مع تطرف داعش واسلوبه الخشن.
حروب سوريا في عامها الخامس متشابكة بين نظام متماسك تجمعه المصيبة ومعارضة منقسمة، جامعها إسقاط النظام، وفي ما عدا ذلك الحروب مشتعلة، لا افق لها ولا حدود: حرب اهلية سلفية بين الجولاني والبغدادي، واخرى بين السلفيين والإخوان، ونزاعات تحركها العصبيات المذهبية والاتنية والقومية والعشائرية والمناطقية. بكلام آخر، كل حروب الماضي والحاضر ما عدا حرب واحدة جمعت العرب في زمن مضى لتحرير الجولان وفلسطين.
لا حلول ممكنة لحروب سوريا في المدى القريب، ولا دول جديدة، بل ربما دويلات أمر واقع. الرابح خاسر والخاسر مصيره كالرابح. الصراع على سوريا متواصل في الجغرافيا والتاريخ والسلطة وبين "المؤمنين" و "الكفار". الازمة السورية اكثر تعقيدا من الأزمات "الشقيقة" في المنطقة. سوريا الكبرى حلم مستحيل، والصغرى واقع غير متاح، وبين الاثنين مزيد من الإبادة والفرز المذهبي والديني والمناطقي. اما المشترك فهم الناس العزل، ضحايا الحرب ووقودها.
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.