واقعة رشق الرئيس الأمريكي (جورج بوش) بحذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي فريدة زمانها، والحديث عنها ستتناقله الأجيال أبا عن جد، ذلك لأن المرشوق هو رئيس أكبر قوة عالمية، وأمهر نظام أمني يجيد حماية رؤسائه أينما حلوا وارتحلوا، فهذه الواقعة لم تخطر على بال حماة الرئيس ومخابراته في البر والبحر والجو، ولم يفطنوا إلى أن ثمة سلاحا خفيا لاهو بالنووي ولا بالكيماوي سوف يكسر كبرياء وتعاظم هذه القوة العالمية، وهو مجرد حذاء عادي ينتعله صحفي عراقي حركت هواجسه الداخلية المختزنة لحب بلاده ومواطنيه وانتمائه العربي، ليكون رد فعله رشق الرئيس الذي ونكل بالعراق وعذاب شعبه تحت غطاء ما اصطلح عليه بالقضاء على أسلحة الدمار الشامل...!! واقعة هذا الحذاء ذات المقاس 44، غطت عن كل الأحداث في عالمنا اليوم، وشهرة وشهامة وشجاعة الصحفي الزيدي فاقت نجوم الفن والرياضة ومشاهير القوم، بل أنست الناس حتى الحديث عن الازمة الاقتصادية التي تنخر العالم، ليصبح حديث الخاص والعام هو الحذاء الذي دخل بورصة المزايدة على ثمنه بملايين الدولارات، قابلة للارتفاع يوميا عند عشاق التحف النادرة في العالم. وبما أن واقعة الرشق بالحذاء جاءت وبوش يعيش آخر أيامه بالبيت الأبيض، فإن الوقت على ما يبدو لن يسعفه في تقديم ملتمس للكونغريس ومجلس الشيوخ وربما حتى هيئة الأممالمتحدة يطلب فيه من زوار الرئيس ومستقبليه والمشاركين من الصحفيين في ندواته، تجريدهم من أحذيتهم تحسبا لوقوع رشق آخر من قبيل ما تعرض له بالعراق...!!! انتهى عهد بوش ولكن واقعة الحذاء ستظل حية على امتداد التاريخ الذي لاينسى المواقف البطولية .