لا جديد بعد 7 أيام من الضربات الجوية على مواقع الحوثيين فى اليمن، الطائرات تطير، والأنباء تتوالى عن الخسائر، ومازال الرئيس اليمنى المعزول فى الخارج، ومازالت الآراء متضاربة بشأن الحديث عن التدخل البرى، وحديث المفاوضات بين الأطراف اليمنية والقوة الإقليمية المساندة يتباعد، فماذا يعنى ذلك؟ تساءلت فى هذه المساحة قبل أيام : وماذا بعد؟، قاصدا مرحلة ما بعد الضربات الجوية، ومازال السؤال مطروحا، وإذا سارت الأمور على ما هى عليه الآن، فنحن مقبلون على أن تتحول الأزمة اليمنية فى اهتمامنا إلى مجرد خبر يومى، كما يحدث فى الأزمة السورية، ويحدث فى العراق، ويحدث من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش». مأساة التصورات السريعة التى قيلت فور بدء الضربات الجوية، أنها تحدثت وكأن النصر قادم على الحوثيين بعد ساعات، مما رسم الآمال الكبيرة فى انتصار عربى بطريقة أو بأخرى فى طريق التحقيق على ما يعتبره البعض «العدو الإيرانى»، وفى ظل هذه الحالة سالت التوقعات عن النظام العربى الذى سيتلو هذه المرحلة، وغلب عليها التفاؤل الكبير من زاوية أنه لم يحدث من قبل مثل هذا الاصطفاف فى حلف عربى واحد، مما يعد نواة أكيدة لمواجهة مثل هذه الأزمات فى المستقبل. واقع الحال الآن ينبئ بأننا سنكون أمام أزمة ستطول، وأن قدرات الأطراف كلها ستذهب نحو حرب استنزاف، والخوف أن نرى تكرارا بطريقة مختلفة لحروب مثل حرب العراق واليمن، التى قامت على استنزاف الطرفين بالدرجة التى جعلت من العراق لقمة سهلة الابتلاع فيما بعد من الأطراف التى أرادت الفتك به. فى ظل هذه التصورات علينا أن ننتبه بقوة إلى آراء البعض حول احتمالات أن يكون ما يحدث فى اليمن هو مستنقع للسعودية، يتم من خلاله استنزاف قوتها الاقتصادية يوما بعد يوم، لأسباب تتعلق بتصورات إقليمية جديدة عن المنطقة، وبالطبع فإن إسرائيل وأمريكا ليستا بعيدتين عن هذه التصورات بأى حال من الأحوال، فأى استنزاف لقوة عربية هو بالطبع إضافة إلى قوة إسرائيل بدرجة تضمن تفوقها وبقاءها على ما هى عليه.