بتوقيع وزير الداخلية الإيطالي على قرار طرد أحد الأئمة المغاربة، يوم الجمعة الماضي، باعتباره "يشكل خطرا على الأمن العام الداخلي لإيطاليا"، يكون عدد الأئمة المغاربة الذين تم طردهم بنفس التهمة، خلال العشر سنوات الأخيرة من إيطاليا، قد بلغ خمس أئمة منحدرين من المغرب. وبعد أن تم طرد إمامين مغربيين من مدينة طورينو، سنتي 2005 و2008، تم طرد مغربي آخر في سنة 2012 كان يشتغل إماما بمسجد بيروجا بعد إدانته في قضايا الإرهاب، ثم بعد ذلك في الصيف الأخير تم طرد إمام مغربي من إحدى بلدات أقصى الشمال الإيطالي بعد أن دعا بتدمير اليهود. وبعد هؤلاء الأئمة الذين صدر في حقهم قرار الطرد من الديار الإيطالية، جاء الدور على إمام إحدى مساجد نواحي مدينة لوكا، الذي رأت الجهات الأمنية الإيطالية أن خطابه داخل المسجد كان يتسم بالتطرف والتحريض ومعاداة المجتمعات الغربية. ويفتح تورط بعض الأئمة الباب أمام الأوساط المعادية للإسلام، للترويج لدعواتها بشد الخناق على المسلمين، وخاصة المساجد، وضرب مصداقية الجهات المدافعة عن المسلمين، وحقوقهم لدى الرأي العام، حيث عادة ما ترفع "الصفحة البيضاء" للمساجد وبقائها بعيدة عن التورط في قضايا الإرهاب التي تكشف عنها السلطات الأمنية. ويطرح تزايد عدد الأئمة المغاربة الذين يتم تفعيل مسطرة "السياسة الاحترازية" التي تنهجها إيطاليا للتخلص من كل العناصر التي تعتبرها خطرا على أمنها، تساؤلاتٍ بين أفراد الجالية المغربية، خاصة أن عدد الأئمة المغاربة بإيطاليا يبقى قليلا، بالنظر إلى عدد أفراد الجالية المغربية، بينما معظم المساجد بما فيها تلك التي يسيرها مغاربة يؤمها أئمة مصريون. ويرجع العديد من رؤساء الهيئات والمراكز الإسلامية بإيطاليا، الذين تحدثوا لهسبريس، ظاهرة طرد الأئمة المغاربة، إلى غياب التكوين الشرعي، وخاصة ما يرتبط بمواصفات الإمامة، بحكم أن معظمهم ذوو تكوين محدود، عكس نظرائهم المصريين مثلا الذين أغلبهم من خريجي الأزهر. ويعتبر هؤلاء أن جانبا هاما فيما يحدث تتحمل فيه الجهات الرسمية المغربية نصيبا من المسؤولية، "إذ لا يعقل أن يتم ترك أكثر من نصف مليون مغربي يتصرفون بطرقهم الخاصة في مسألة حساسة، كمسألة الدين، حيث بقيت جميع المحاولات المغربية الرسمية لتأطير مغاربة إيطاليا رهينة الرفوف. ورغم أن حوالي ثلث المسلمين بإيطاليا هم مغاربة إلا أن حضورهم على المستوى التأطيري يبقى غائبا، باستثناء تواجد بعض الأفراد بصفتهم الشخصية وسط هيئات معروفة بولاءاتها لتيارات إسلامية معينة، وباستثناء كذلك بعض المساجد القليلة التي يؤطرها أعضاء من جماعة العدل والإحسان والتي تتميز بقوتها التنظيمية والتأطيرية. ومن جانبها تستغرب السلطات الإيطالية عدم الحضور المغربي في مجال الحقل الديني بإيطاليا، حيث اعترف القنصل العام المغربي بميلانو، في آخر لقاء نظمته الكونفدرالية الإسلامية الإيطالية بميلانو، أن "السلطات الإيطالية تؤاخذنا على عدم التواجد في الساحة".