كشف عبد العزيز خناتي، رئيس اتحاد مسلمي إيطاليا، أن الأخير حصل، الجمعة الماضي، على الترخيص لإقامة مسجد بمدينة طورينو الإيطالية رغم الحملة التي يشنها حزب رابطة الشمال ضد المشروع. وأوضح خناتي في اتصال هاتفي ب»الصباح»، أن الترخيص الذي تم الحصول عليه جاء بعد أربع سنوات من العمل الشاق لإنجاز مجموعة من الدراسات والوثائق رغم المعارضة الشديدة التي أبداها حزب رابطة الشمال، وأضاف أن المسجد، الذي سيقام بمركز المدينة ومن المقرر أن تنطلق الأشغال به نهاية شهر يناير الجاري، سيكون ثاني أكبر مسجد بإيطاليا، بعد مسجد روما. وأكد خناتي أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ستشارك في تمويل المسجد بنسبة 80 في المائة، عبر مساهمتها بحوالي مليون أورو، إضافة إلى ممولين آخرين سيساهمون بنسبة 20 في المائة المتبقية. واعتبر خناتي أن المسجد الذي يشرف على إنجازه اتحاد مسلمي إيطاليا يدخل في إطار توحيد الشأن الديني للمغاربة المقيمين هناك، موضحا أن باقي مراكز العبادة التي يقيم فيها أفراد الجالية الإسلامية الصلاة بمختلف المدن الايطالية عبارة عن مراكز ثقافية وليست مساجد مرخص لها من طرف السلطات الايطالية. وعلق خناتي بأن الحملة الشرسة التي شنها حزب رابطة الشمال ضد بناء المسجد تدخل ضمن الحملة التي تخوضها الرابطة على المسلمين بجميع التراب الايطالي بسبب العداء الذي تكنه لهم، والذي أدى في بعض المناطق التي يسيرها الحزب المذكور إلى إغلاق المراكز الإسلامية التي تستعمل للصلاة، من أجل جمع الأصوات خلال الانتخابات. وأشار خناتي إلى أن الرخصة التي حصل عليها اتحاد مسلمي إيطاليا بني على 25 تقريرا تم إنجازها من طرف مختلف السلطات العاملة بالمدينة كالصحة والبيئة ومندوب المدينة. ويواجه مشروع إقامة مسجد بمدينة طورينو معارضة شديدة من طرف رابطة الشمال، الشريك في الحكومة الائتلافية مع حزب شعب الحرية الذي يتزعمه رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني، إذ تقول الرابطة إن موقع المسجد بوسط المدينة غير مناسب، كما دعت الرابطة إلى عدم التسامح مع المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية، مستدلة بما وقع لأقباط مصر الأحد الماضي. إلى ذلك، أوضح مصدر مطلع بالجالية المغربية المقيمة بإيطاليا أن المسجد الذي سيقام بمدينة طورينو يأتي في سياق خطة لمحاربة سيطرة جماعة العدل والإحسان على الأمور الدينية للجالية المغربية المقيمة بإيطاليا، وأكد المصدر ذاته أن الجماعة تعرف وجودا قويا تعكسه سيطرة أعضائها على أغلب المراكز الثقافية التي يؤدي فيها أفراد الجالية المغربية الصلاة ويحتفلون فيها بأغلب المناسبات الدينية وهو ما دفع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في إطار إعادة هيكلة الحقل الديني إلى تمويل المسجد الجديد لطورينو الذي ستمكنها السيطرة عليه من التأطير الديني للجالية المغربية بالمدينة، التي تعد من بين أهم المدن الصناعية التي تعرف وجودا كبيرا لأفراد الجالية.