يشن حزب رابطة الشمالLega del Nord أحد أحزاب التحالف الحكومي الحالي بإيطاليا منذ بداية السنة الجارية حملة سياسية وإعلامية بسبب دعم المغرب ومساعدته في تمويلبناء مسجد بمدينة "طورينو". فمع الترخيص الذي منحته بلدية "طورينو" يوم 30 دجنبر الأخير لإحدى الجمعيات الإسلامية المحلية لتحويل إحدى البنايات إلى مسجد، سارع مسؤلوا حزب رابطة الشمال الذي يشكل أقلية داخل البلدية إلى شن حملة واسعة على رئيس البلدية " سيرجيو كيامبارينو" Sergio CHiamparino معلنين عزمهم اللجوء إلى الطعن في قراره أمام المحكمة الإدارية حتى يتم سحب الترخيص. وبالرغم أن قضية الترخيص بفتح مسجد السلام بطورينو ليست جديدة حيث سبق للعديد من الأوساط المعادية للمسلمين أو التي تستغل مثل هذه القضايا لاستغلال ظاهرة "الإسلاموفوبيا" التي تعرفها العديد من الدول الغربية لكسب المزيد من الأصوات، فقد سبق لنائبة برلمانية من أصل مغربي في مارس 2009أن طالبت بتشكيل لجنة تحقيق في البحث في مصدر الاموال التي تم بها شراء البناية رغم إعلان أعضاء الجمعية أنهم حصلوا على تمويل من وزارة الأوقاف المغربية وهو ما سيؤكده المسئولون المغاربة لوزير الخارجية الإيطالية في زيارة رسمية للرباط سنة 2009 وهو ما أثنى عليه الوزير في حينه داعيا إلى فتح المجال أمام البلدان الإسلامية ومن بينها المغرب والذي يمثل "الإسلام المعتدل" حسب الوزير. إلا أن رئيس الفريق النيابي لحزب رابطة الشمال بجهة "بيومونتي" التي تعد "طورينو" عاصمتها صرح لصحيفة "لاريبوبليكا" يوم الأحد الأخير أنه "لا يوجد إسلام معتدل (في إشارة إلى المغرب) فالمسلمون كلهم سواء انظر كيف يقتلون المسيحيين" إذا علينا -يضيف مستشار الحزب- "أن لا نسلم لهؤلاء المسلمين أطراف من مدينتنا" وهو ما يوافقه عليه زميله والنائب البرلماني "ستيفانو ألاسيا" متسائلا عن الأهداف الحقيقية التي تجعل دولة مثل المغرب يمول بناء مسجد بإيطاليا وعلى أن الأمر قد يكون تم بتواطئ بعض الأوساط اليسارية التي ينتمي إليها رئيس البلدية الذي يعد أحد أهم قيادات اليسار الإيطالي، وهو ما قد يفهم منه أن رئيس البلدية له في مصلحة شخصية في الموضوع خصوصا وأنه عائد لتوه من عطلة نهاية السنة من مراكش. وقد سبق لرئيس بلدية "طورينو" أن راسل وزير الداخلية الإيطالي الذي ينتمي لنفس حزب رابطة الشمال لطلب رأيه في الموضوع من دون تلقي أية إجابة في الموضوع ،حسب ما صرح به رئيس البلدية، وهو ما قد يفهم معه أنه ليس ضد الترخيص لبناء المسجد إلا ان مصادر صحافية نقلت عن الوزير في قضية مشابهة بمدينة ميلانو أنه لن يتم السماح ببناء المساجد بهذه المدينة مادام هو –الوزير- في الوزارة. ويبدو أن الدعم الرسمي للمغرب لبناء مسجد بمدينة تضم أكبر تجمع للجالية مغربية بإيطاليا (حوالي 20 ألف مغربي) وضع العديد من الأوساط اليمينية في حرج من أمرها فإذا كانت هذه الأوساط أعلنت إلى حدود أمس انها ضد التطرف والإرهاب إلا ان محاولتها الوقوف أمام بعض المبادرات التي تقوم بها بعض الدول كالمغرب أمام غياب أي دعم للمسلمين من قبل الحكومة الإيطالية يكشف عن أهدافها الحقيقية.