اتهام مهاجر مغربي في قضية قتل بإيطاليا يتحول إلى حملة إدانة لكل المغاربة بعد ساعتين من استنطاق المهاجر المغربي "محمد فكري" (22سنة) المتهم بقتل طفلة إيطالية (13سنة) قررت النائبة العامة بمحكمة "بيرغامو" أن القرائن ضده تبقى ضعيفة لا يمكنها أن تبقيه رهن الاعتقال. فقد ظلتمعظم وسائل الإعلام الإيطالية، فيما يشبه خبر اليقين منذ الساعات الاولى من يومه الأحد وعلى مدار أربعين ساعة، تردد خبر اعتقال قاتل "يارا" (اسم الطفلة الإيطالية) التي اختفت في ظروف غامضة منذ أكثر من عشرة أيام، وجاءت الأحداث منساقة كلها تؤكد تورط المهاجر المغربي ب"ما لايدع الشك"، فبناء على مكالمة هاتفية، تم التنصت عليها، وفيها يدعو –المهاجر المغربي- الله أن يحفظه من أن يقتل أحدا، ترجم المحققون العبارة على أنها طلب عفو من الله وليس دعاء بالحفظ كما سيفسره هو بنفسه للمحققين. وسارعت نفس وسائل الإعلام إلى تفسير سفره إلى المغرب حيث ألقي عليه القبض في عرض البحر في طريقه إلى المغرب على انه هروب ثم لكي يكتشف الجميع على أنه كان سفرا مرتبا منذ أكثر من شهر أي قبل أن يعلن عن اختفاء القاصر الإيطالية. العين بالعين إلا ان مجرد الإشارة إلى تورط مغربي أو "ماروكينو" في منطقة تعد كموطن حقيقي لحزب "رابطة الشمال" المعادي للأجانب كان كفيلا بأن يشعل فتيل الكراهية ضد المغاربة والدعوة إلى رحيلهم من خلال شعارات مكتوبة أو حتى تصريحات لوسائل الإعلام المرابطة بعين المكان، ففي لا فتة عريضة كتب أحدهم "المغاربة خارج بيرغامو" وأخرى حملها صاحبها أمام الصحفيين كتب يقول "العين بالعين والسن بالسن" وفي أحد برامج القناة العمومية الأولى "راي أونو" مساء أمس الإثنين أجمع جميع المستجوبين على أن "المغاربة عملة واحدة. العين بالعين والسن بالسن المغاربة خارج "بيرغامو" ورغم دعوة وزير الداخلية الإيطالي وكذا عمدة البلدة المنتميان لحزب "رابطة الشمال" إلى الهدوء والتزام الحذر والتقليل من أهمية التصريحات العنصرية في حق المغاربة ومحاولة احتوائها بوصفها أنها حالات فردية إلا أن معظم المؤشرات كانت تشير إلى تصاعد حدة العداء ضد كل ماهو مغربي. يوم أسود في تاريخ الجالية وسيبقى الأحد الأخير يوما أسودا في تاريخ الجالية المغربية بإيطاليا فبالإضافة إلى اتهام أحد أفرادها بقتل قاصر إيطالية تم اعتقال شاب مغربي أودى بحياة سبعة دراجين إيطاليين لإفراطه في السرعة ثم في نفس اليوم ذكرت مصالح الشرطة بمدينة "طورينو" أن أحد أفرادها تلقى ضربة طاعنة على مستوى الصدرمن قبل مهاجر مغربي أنجي الشرطي من الموت بأعجوبة نظرا للصدرية الواقية التي كان يلبسها. لذا سارعت معظم الفعاليات الجمعوية المغربية إلى تدارك ما يمكن تداركه فقد تم تعليق جميع الأنشطة للتجار المغاربة بمنطقة "كطنزرو" أين تسبب أحد المغاربة في وفاة سبعة دراجين إيطاليين احتراما للحداد الذي اعلن عنه بالمدينة ثم ان العديد من الفعاليات عبرت عن تضامنها مع أسر الضحايا وكذا مع أسرة الطفلة "يارا" التي استبعد القضاء أن يكون المهاجر المغربي الذي تم توقيفه متورطا في اختفائها.