في تحول من احتجاجات إلى انتفاضة شعبية، اشتعلت الأوضاع على مستوى مدينتي عين صالح وتمنراست الجزائريتين، وأعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أن 40 شرطيا أصيبوا بجروح، أول أمس الأحد، خلال مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين كانوا يحتجون على استكشاف الغاز الصخري في مدن جنوب البلاد، استخدمت خلالها قوات الأمن العنف والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين الغاضبين. وقالت الوزارة، في بيان، إن "مدينة عين صالح شهدت اليوم (أمس الأحد) أحداث شغب وإخلال بالنظام العام قامت بها مجموعة من الشباب الرافضين لعمليات استكشاف الغاز الصخري بهذه المنطقة". مضيفة أن هذه المواجهات "أسفرت عن إصابة أربعين شرطيا بجروح متفاوتة"، اثنان من بينهم جروحهما خطيرة. كما تم خلال الصدامات "حرق مقر إقامة رئيس الدائرة وإضرام النار بمقر الدائرة وبجزء من مرقد العزاب التابع للأمن الوطني وبشاحنة ملك لنفس المصالح". وأكدت الوزارة في بيانها أن قوات الأمن تمكنت من "احتواء الوضع واسترجاع الهدوء في هذه البلدة". وتستمر المظاهرات منذ شهرين في عين صالح، المدينة الصحراوية الأقرب إلى موقع حفر أول بئر تجريبية للغاز الصخري، للمطالبة بتوقيف الأشغال التي "تلوث المياه الجوفية"، بحسب ما يقول المتظاهرون. وتسعى الجزائر إلى مضاعفة انتاجها من الغاز من حوالي 131 مليار متر مكعب في 2014 إلى 151 مليار متر مكعب في نهاية سنة 2019 لمواجهة انخفاض أسعار النفط وتلبية الطلب المحلي الذي سيقفز إلى 50 مليار متر مكعب في 2025، بحسب شركة النفط والغاز. والجزائر في المرتبة الرابعة عالميا من حيث احتياطات الغاز الصخري القابل للاستخراج، بعد الولاياتالمتحدة والصين والارجنتين. وقدر المدير التنفيذي ل"سوناطراك" هذه الاحتياطات ب20 ألف مليار متر مكعب من الغاز الصخري.