لم ينتظر زعيم البوليزايو على انتهاء زيارة كريستوفر روس للمخيمات يوما واحدا على الأقل، حتى طار الى الجزائر العاصمة رفقة شلة من أزلامه، وصفهم اعلامه بالوفد الرسمي رفيع المستوى، حيث اجتمع يوم الثلاثاء المنصرم بالوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال مرفوقا برمضان لعمامرة ، وزير خارجية الجزائر، وذلك لإنصات الى املاءات الدولة الحاضنة، والتشاور حول صياغة المقترح الجديد الذي ستقدمه البوليساريو خلال شهر ابريل المقبل لمجس الأمن، بديلا على شعار العودة الى رفع السلاح وخرق اتفاقية 1991 لوقف اطلاق النار، مقترح قد يحافظ ضمنيا على بنود هذه الاتفاقية ويرمي مطلب البوليساريو بخصوص توسيع مهام المينورسو فوق التراب المغربي في سلة المهملات، بعد رفض المغرب القاطع لهذا الطلب. . جرى اللقاء بحضور كامل الفيلق الصحراوي مدججا بمناصب وهميه في أسلاك دويلة غير شرعية، لازال الاعتراف بها من عدمه قيد التحكيم الدولي، ليتبين أن اختيار مجلس الأمن شهر أبريل من كل سنة لمناقشة ملف الصحراء المغربية، ليس بمحض الصدفة وإنما لمسة دبلوماسية ذات رسالة مشفرة لمجارات الجزائر في أكبر كذبة سياسية لشهر أبريل، ونتلو تلك المناصب الوهمية لوفد مسيلمة الكذاب كالتالي: المدعو الوزير الأول عبد القادر الطالب عمر ، ومحمد سالم ولد السالك ، وزير الشؤون الخارجية ، وممثل البوليزاريو لدى الأممالمتحدة، البخاري أحمد ، ومنسق جبهة البوليساريو مع بعثة المينورسو، ا محمد خداد، وسفير الجمهورية الوهمية بالجزائر، إبراهيم غالي، وكاتب الدولة الوهمية للتوثيق والأمن إبراهيم أحمد محمود أو ما يسمى مدير جهاز المخابرات، وعبداتي ابريكة ، مستشار برئاسة الجمهورية الوهمية، ونترك أطرف الألقاب في آخر القائمة وهو وزير المناطق المحتلة و الجاليات والريف، محمد الولي لعكيك. جرت العادة أن مسيلمة الكذاب زعيم البوليساريو لا يجر كل ذيوله الشيطانية الى قصر المرادية في مناسبات مماثلة حين أي زيارة ممثل مجلس الأمن للمنطقة، مما يوحي أن السيد روس جاء هذه المرة بجديد في جعبته، وقد يكون هذا الجديد صادما ويحمل من السلام للمنطقة ما يخالف قطعا شعارات التهديد والوعيد المزعم في الخطاب الثوري الحاد لرئيس القصر الاصفر بالرابوني ، مخالفا لما يتشدق به من توسيع مهام المينورسو بالصحراء المغربية أو التهديد العودة لرفع السلاح الصدأ، ولأنه غير قادر على مواجهة اتباعه بهذا الجديد البالغ الحساسية، ما كان عليه إلا نقل مجلسه القيادي شحما ولحما ناسيا كراسي قاعة الاجتماعات بمقر القيادة، الى قصر المرادية حتى ينصتوا الى أوامر الجنرالات على لسان مالك سلال. ولعل ما قاله روس لأعضاء الأمانة العامة لقيادة البوليساريو خلال لقاء المخيمات الأخير، حسب معلومات استقيناها من مصدر جد مطلع بالرابوني،" لا تنتظروا الجديد في ابريل المقبل" يعني به الجديد أن ينقل مجلس الامن الملف الى البند السابع أو أن توسع مهام المينورسو في الصحراء المغربية أو أي جديد يدعم مطلب الاستفتاء لتقرير المصير أو قبول مقترح البوليساريو الداعي للإستقلال، لعه اختصارا لم يقصد الجديد الذي حمله لمسؤولي قصر المرادية حتى يبلغوه نيابة عنه لمسيلمة وأتباعه، والذي غالبا يصب في النصح بمقترح يجعل الطرفين يواصلان السير بالتوازي، نتفادى اعطاء تفاصيل أكثر في ذاك المقترح خوفا من عدم صحة ما تسرب من معلومات حوله، و الأوثق أن كلمة مجلس الأمن في ابريل القادم ستعاود تكيرس السير قدما بالموازات الى ما لا نهاية، ولأسباب بات يعرفها الجميع.