تمدد تنظيم "داعش" في ليبيا، وتزايد مخاطر تأثيره على الوضع الداخلي، أصبح أبرز ما يشغل التونسيين، فهو محور أحاديثهم، في الفضاءات العامة والخاصة، وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي. في حذر المحللون من هذا الخطر، الذي وصفه البعض بأنه يمثل حقيقة لا يمكن التغافل عنها أو إهمالها، وهو ما أشار إليه الأكاديمي والخبير المختص في الشأن المغاربي منصف ونّاس، عندما لمّح إلى وجود خلايا داعشية نائمة في البلاد. وقال ونّاس في تصريحات لموقع "حقائق أون لاين"، إنّ داعش موجودة في تونس بصفة آلية طالما وُجدت في ليبيا. كما أكد المحلل السياسي عادل الشاوش، أن تونس أصبحت مهددة أكثر من أي وقت من قبل الجماعات المتطرفة، مضيفا أن الخطر يكمن في عودة مئات الشباب الذين شاركوا في العمليات الإرهابية في سوريا والعراق. وشدد الشاوش على أن تفجر الأوضاع في ليبيا وخصوصا في طرابلس والمناطق الغربية، سيدفع بآلاف الليبيين للنزوح نحو تونس، ما سيخلق أزمة إنسانية لن تكون تونس قادرة على التعاطي معها. كما دعا الشاوش إلى دعم الوحدة الوطنية، عبر مساندة الحكومة التونسية الحالية التي تمثل أهم وأبرز التيارات السياسية، بما في ذلك الإسلاميين المعتدلين، مشيرا إلى أنه لا يمكن مواجهة الأخطار الا عبر تلاحم الصفوف ونبذ الفرقة والعنف. من جهة أخرى، حذرت وزارة الخارجية، المواطنين التونسيين من السفر إلى ليبيا، داعية أفراد الجالية التونسية إلى توخي أقصى درجات الحيطة في تنقلاتهم. وذكرت الخارجية في بيان لها أنها "تجدد دعوتها للمواطنين التونسيين إلى عدم التحول إلى ليبيا باستثناء حالات الضرورة القصوى"، وذلك "أمام التصعيد الأمني الخطير"، الذي يشهده هذا البلد المجاور وحفاظا على سلامتهم. كما طلبت من كافة أفراد الجالية التونسية المقيمة في ليبيا توخي أقصى درجات الحذر والحيطة واليقظة في تنقلاتهم داخل التراب الليبي والابتعاد عن مناطق الاشتباكات المسلحة قدر المستطاع"، داعية إياهم إلى العودة إلى تونس إن اقتضى الأمر ذلك.