فوجئ الرأي العام الوطني مرة أخرى بلجوء مسؤولي حزب "البيجيدي" إلى أسلوب الاختلاق والافتراء،وتقديم معطيات كاذبة بهدف الإساءة إلى حزب الاستقلال وخصوصا وزير التجهيز السابق كريم غلاب،فعلى خلاف المعطيات المتوفرة لدى المكتب الوطني للمطارات ،اختار وزير التجهيز الحالي المحسوب على حزب بنكيران تسريب معلومات مغلوطة،وترويجها عن طريق بعض وسائل الإعلام التي أصبح من المؤكد أنها ناطقة باسم الحزب الأغلبي،ويتعلق الأمر بصفقة كراء مرأب وقوف العربات بالمطار الدولي محمد الخامس بالدارالبيضاء،ويظهر أن ترويج هذه الأخبار الكاذبة يهدف إلى التغطية على الفضائح التي تلاحق وزير التجهيز الحالي والتي كان آخرها الفساد البين الذي هم الصفقة المتعلقة بمشروع بناء الطريق السيار الرابط بين الجديدة وأسفي،ووجود غش في المواد المستعملة من طرف الشركة التركية،حيث أثبتته الاختبارات التي أجراها المختبر العمومي للتجارب والدراسات (LPEE) وجود مواد غير صالحة في ورش بناء الطريق السيار المذكور،وهذا الفساد مجرد غيض من فيض في عهد الحكومة الحالية. والواقع أن الهدف من وراء ذلك تحقيق مآرب سياسية ضيقة عبر تضليل الرأي العام وترويج خبر خاطئ وزائف ومغرض،ومحاولة طمس المعطيات الحقيقية التي توصلنا إليها من بعض المسؤولين الشرفاء داخل وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك وأيضا من المكتب الوطني للمطارات صاحب الصفقة المفترى عليها ،ويمكن يمكن تقديم هذه المعطيات على الشكل التالي: 1 – المعطى الأول :ويتعلق باختلاف كبير بين طبيعة الصفقة الأولى المبرمة في عهد الوزيرالاستقلالي السابق،والصفقة المبرمة في عهد الوزير الحالي المحسوب على حزب "اللامبا"،ويظهر هذا الاختلاف في مكونات الصفقة،من حيث المدة الزمنية،والفضاءات المكونة لمواقف السيارات،وأيضا من حيث تطور حركة النقل الجوي وغيرها من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية،ويظهر أن الأرقام التي جاءت في الخبر خاطئة تماما، ولا وجود لها إلا في مخيلة الذين يستعينون بالتماسيح والعفاريت،فليس هناك صفقة أولى بمبلغ 7ملايين درهم،وليس هناك صفقة ثانية بمبلغ 58 مليون درهم .. المعطى الثاني :إن الصفقة الأولى تم إبرامها في شهر يناير سنة 2007 ،بمبلغ 1.5 مليون درهم سنويا لفترة تمتد على ثماني سنوات ،أي بمبلغ إجمالي يعادل 12 مليون درهم.ولكن هذه الصفقة لا تهم سوى كراء المرأب الخاص بالمحطة الأولى والمرأب الخاص بالمحطة الثانية ((termina 1 + termina 2 ،أي أن صفقة الكراء تضم مكونين فقط. المعطى الثالث : إن الصفقة الثانية تم إبرامها بعد انتهاء المدة الزمنية للصفقة الأولى،وتبلغ قيمة الكراء 7.2 مليون درهم سنويا لفترة تمتد على عشر سنوات،أي بمبلغ إجمالي يعادل 72 مليون درهم،ولكن هذه الصفقة تشمل مكونات جديدة بالإضافة إلى كراء المرأب الخاص بالمحطة الأولى والمرأب الخاص بالمحطة الثانية،( (terminal 1 + terminal 2،وتتمثل المكونات الإضافة في المرأب المتعلق بالمحطة الثالثة (terminal 3)،ومرأب جامعة مونديا بوليس،زيادة على حواي 1200 مكان توقف خاص بالسيارات،أي أن صفقة الكراء الثانية تضم ست مكونات ،أي ثلاثة أضعاف مكونات الصفقة الأولى . المعطى الرابع: إن ظروف سنة 2007 ليست هي ظروف سنة 2014 ،ويظهر ذلك على سبيل المثال ،من خلال التطور الذي سجلته حركة النقل الجوي ،فقد كانت هذه الحركة تهم حوالي 4 ملايين مسافر فقط ،أما الآن فإنها تفوق ثمانية ملايين مسافر،وهو معطى يتحكم في ارتفاع عدد السيارات المتوقفة وبالتالي ارتفاع الطبيعي لثمن الصفقة .ولا شك أن التطور الذي شهدتها بلادنا على مستوى حركة النقل الجوي كان نتيجة السياسة الناجحة للأجواء المفتوحة التي قادها الوزير الاستقلالي كريم غلاب،علما بأن الحزب الأغلبي كان ضد هذه السياسة،واستمر في معاكستها حتى الآن،حيث رفضت الحكومة الحالية السماح لشركة إسبانية بشكل يتعارض مع سياسة الأجواء المفتوحة والالتزامات التي اعتمدها المغرب مع شركائه.